الاغتراب الثقافي في مواجهة الفكر المعاصر

الاغتراب الثقافي في مواجهة الفكر المعاصر

مع ما يشهده عالنا المعاصر من تطورات في تقنيات الصناعة الالكترونية الحديثة التي هيمنت عليها قوى الصناعة  (الرأسمالية) لتغزو الأسواق العالمية بما تنتجه من الأجهزة الالكترونية المتطورة ومن التكنولوجية والتقنيات الاتصالات الحديثة وشبكات (الانترنيت) ليصل تطورها إلى ما تطرحه الآن من تقنيات هالة في (شبكات الانترنيت – الجيل الخامس)، وكل هذا الإنتاج لم يأتي اعتباطيا من اجل الاستفادة من مبيعاتها بما يرد إنتاجها من إرباح لأصحاب الرؤوس الأموال ومستثمرين الضالعين في نشر ثقافة (الرأسمالية) بل تم تسييس هذه التقنيات وإنتاجها لخدمة مصالح قوى (الرأسمالية) للهيمنة على مقدرات شعوب العالم، فاستثمروا هذا الإنتاج لنشر ثقافة (الرأسمالية) الملونة بالفكر (الليبرالي الراديكالي) و(النيوليبرالي)؛ ومن خلال هذه الثقافة والوسائل استغلوها استغلال حرفيا لعولمة العالم بهذه القيم، فرفدوا كل شبكاتهم عبر (الانترنيت) لبث معلومات وثقافات متنوعة هابطة وعالية المستوى وبشتى المجالات الحياة.. العلمية.. والأدبية.. والسياسية.. والاقتصادية.. والاجتماعية، ولأهداف وغايات عولمة العالم بالثقافة (الليبرالية الراديكالية) و(النيوليبرالية) لغسل أدمغة البشرية بالبرامج تشرف عليها القوى (الرأسمالية) مباشرة ليتم إلغاء الهوية الوطنية والقومية من عقول كل أفراد المجتمعات لكل دول العالم؛ ليفتحوا عبر هذه التقنيات الحديثة في الاتصال والتواصل نوافذ لا حصر لها على كل مجتمعات هذا الكون لبث ثقافات متنوعة ليتخذ منها نافذة للانفتاح الثقافي والفكري تحقق لمستخدميها تطوير المعرفة والبحث العلمي وكل احتياجاته النفسية والوجدانية والاجتماعية ويتم التواصل وتشكيل العلاقات بين الأفراد وتبادل الخبرات والآراء من خلال بيئة افتراضية في تبادل الرسائل والملفات والصور؛ حيث تغلغلت رويدا –  رويدا هذه الوسائل لتصبح جزء لا يتجزأ من نسيجنا الاجتماعي والتي نستخدمها بشكل يومي ولفترات طويلة جزءا من ممارسات اعتيادية في حياتنا الاجتماعية اليومية ليصل الأمر بنا بأننا بتنا نعتمد عليها في جميع أوجه أنشطتنا الاجتماعية.. والثقافية.. والسياسية.. والاقتصادية؛ لدرجة التي أخذت هذه التقنية هي من تقود الكثير من الأفراد؛ وهذا ما تحاول (العولمة الرأسمالية) فعله لمحو خصوصية الأفراد والمجتمعات قاطبة للسيطرة والهيمنة عليهم .