تكشفها “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية .. الواقعية بشأن وقف إطلاق النار في “غزة” !

تكشفها “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية .. الواقعية بشأن وقف إطلاق النار في “غزة” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

السعادة بقرار وقف إطلاق النار في “غزة” طبيعية تمامًا، كما كان وقف إطلاق النار في “لبنان” مصدر سعادة. بحسب افتتاحية صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرنية.

والحكم بالوقت نفسه عن الفائز والمهزوم في حروب “غزة ولبنان”، يجب أن يتم في فضاءٍ أوسع من مجرد السعادة.

علاوة على ذلك؛ فالحرب بالأساس ظاهرة سيئة، والتعميم بشأن النتائج غير صحيح؛ حيث يعتبر البعض وقف إطلاق النار في “غزة” هزيمة مطلقة لـ”الكيان الصهيوني” وانتصار (حماس)، وهو ما يتعارض مع الواقع.

والحكم الصحيح أن يُقال تكبّد كلا الطرفين خسائر فادحة، وقد حقق كلا الطرفان جزءًا من أهدافهما بشكلٍ نسبي، بينما فشلا في تحقيق البعض الآخر.

وبتلك النظرة للحرب على “غزة” ووقف إطلاق النار، قد يؤدي بالنهاية إلى تقيّيم نسّبي يثبَّت زيادة إنجازات “غزة” الإيجابية، لكن لا يمكن أن نُطلق على ذلك مسَّمى الفوز المطلق.

ذلك أن حجم الإنجازات الإيجابية يوضح درجة نصر “غزة” النسّبي، وبالإجمال يمكن التعرف في الوقت المناسب على ما تحقق وما لم يتحقق.

ومن الأشياء التي يُجدر مراعاتها عند تقيّيم حرب (460) يومًا على “غزة” ما يلي:

01 – ماذا كانت دوافع عمليات (طوفان الأقصى)، وهل حققت هذه العمليات الأهداف المرجوة ؟

02 – كيف يمكن النظر إلى التكلفة الباهظة التي دفعتها “غزة” في الحرب ؟.. وهل يُعتبر تخريب أغلب مناطق القطاع، واستشهاد: (46) ألف من الأطفال والنساء والرجال المدنييّن، وخسارة (حماس) القيادات الرئيسة، وغموض مستقبل “قطاع غزة” السياسي، هزيمة أم إنجاز ؟

03 – استمرار حركة (حماس)؛ رُغم إصرار “الكيان الصهيوني” وأعوانه على التخلص من الحركة كأحد الأهداف الرئيسة للحرب على “غزة”، هو نقطة هامة بالنسبة للمقاومة التي أدخلت “الانتفاضة الفلسطينية” مرحلة جديدة من حياة النضال. إلى أي مدى سيؤثر هذا الإنجاز الكبير على المعادلات الإقليمية والمستقبل الفلسطيني ؟

04 – الأهم من صمود (حماس) البطولي، هو مقاومة الغزاويين ضد جرائم “الكيان الصهيوني” غير المسّبوقة. إذا لم يكن الغزاويين على استعداد رُغم القتل والدمار والتشّريد والجموع وكل أنواع الضغوط الصهيونية، للتخلي عن دعم (حماس).

فلقد استفاد الصهاينة من سياسة التجويع، إثارة استياء الغزاويين الذين قدموا الشهداء وتعرضوا للتشّريد، وإجبارهم على اتخاذ مواقف ضد (حماس)، لكنه لم يفشل فقط في تحقيق هذا الهدف، وإنما سّاهم في توطيد مكانة (حماس).

05 – رُغم الدعاية الواسعة عبر أدواته الإعلامية على المستوى العالمي لإظهار المظلومية؛ أصبح “الكيان الصهيوني” منبوذًا بشدة بالنسبة للرأي العام العالمي.

فاتخذت الشعوب وبعض الحكومات موقفًا من هذا الكيان وفرضوا عليه حالة من العُزلة.

06 – قضت “محكمة العدل الدولية” بإدانة قادة “الكيان الصهيوني” بتُهم “الإبادة الجماعية” وارتكاب “جرائم حرب”، وأعلنت العديد من الدول استعدادها تنفيذ حكم الاعتقال. وهذه واقعة هامة على المستوى الدولي تعرض لها “الكيان الصهيوني”.

07 – لم تبُدي قادة الأنظمة العربية أي رد فعل تجاه جرائم الصهاينة في “غزة”، واشتروا لأنفسهم أكبر عار تاريخي، وأصبحوا منبوذين من شعوبهم أكثر من أي وقتٍ مضى، وعليهم ترقب توابع زلزال أحداث “غزة”.

08 – أثبتت الحكومات الموالية لـ”الكيان الصهيوني”؛ لا سيّما “الولايات المتحدة” وعدد من الدول الأوروبية، أنها لم تكن الخيار الواقعي لشعوبها، وأنه تفصلهم عن شعوبهم فجوة فكرية كبيرة.

فلقد أبدت الشعوب الغربية؛ على مدار (460) يومًا من الحرب، دعمها للغزاويين والرفض للجرائم الصهيونية، لكن حكوماتهم كانت تتعاون مع هذا الكيان.

09 – في العالم الإسلامي؛ دعم الشيعة غير المشروط للغزاويين، والتضحيات التي قدموها في هذا المسّار، تمخض عن تطور كبير في معنويات وفكر الشعوب العربية وسائر الأمم السَّنية.

وهذا التطور كبير وعميق بالقدر الذي ربما بعد سنوات من التحقيق وكتابة عشرات المؤلفات، يستطيع التاريخ تسجيل جزء منه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة