رغم خطورة اللعب داخل إطار هذه المنطقة من قبل الأحزاب المتأسلمة والجماعات المسلحة إلا أن الأمر أصبح لايطاق فأخذت كل سنة تجيء هذه المناسبة بطقوس لايرتضيها حتى المجنون وبحكم التجربة الحياتية المعاشة وعبر قراءة أحداث التأريخ قراءة في غاية العقلانية وبتجرد تام من شتى الانحيازات ستغدوا هذه الشعائر بتقادم الزمن عليها شعائر مقدسة وهنالك ستجد من يغلفها لك بألف غطاء ديني عبر مبررات واهية من قبل الوعاظ والمؤسسات البارعة في لي عنق النصوص ليبيحون كل شيء إلا الارتقاء بالوعي او الذوق او الروح خارج اطار التجهيل المقدس المتعمد حتى لايشكل خطراً عليهم ويهدد وجودهم وينذر بزوال نعمتهم. وإلا المتشبع بالقيم الأخلاقية الحسينية يآبى أن تمس اي شعيرة كرامته ولايرضى بالذل والهوان وذلك عبر استثمار هذه المناسبة من أجل غايات سامية نبيلة تسترجع حق المظلوم وتسترد كرامة المواطن المستلبة ولكي لاتفقد العدالة بوصلتها ولاينخرها سوس اليأس وصديد محن البلايا وتتمرد على أدوات السلطة القمعية وهيمنة تسلطها وخور منبطحيها على كل عاقل إن يعي ان قضية الإمام الحسين عليه السلام وتضحيته بالغالي والنفيس في هذه الثورة جاءت من أجل آن لايرضى الإنسان بغير مطارح الشموس مجداً وكرامة.
لذلك ضرورة جعل شعائر ثورته مطلبية حقة واستثمارها كمناسبة للوقوف بوجه الظلم بشتى انواعه والمطالبة ببناء دولة عادلة تسودها قيم العدالة والتسامح والتعايش السلمي. يفترض ان تكون هذه الأيام هي الأشد قسوة لسلطة القهر والأستبداد والأزمات مايحصل اليوم هو العكس تماماً تدخل السلطة قواتها إنذار جيم من أجل حماية الزائرين وكأنها هي الضحية والزائر جلاد وكأن ثورة الحسين لم تخرج من أجل وطن ممزق انتهكت فيه كرامة الإنسان وجرت الويلات على وحدته وترابه وسيادته.
لا استغرب صمت المؤسسات الدينية ورجالاتها ازاء مايحصل فهذه المقولة تختصر الكثير من الكلام( يحسين يادلالي كتلتك عيشت عيالي)