عدتُ قبل ايام من زيارة الى كردستان ، زرتُ خلالها معظم مدنها ، وقد سعدتُ بالمشاريع الاستثمارية الحيوية التي شملت المدن ، حيث البست هذه المشاريع ثوب الجمال لمدن كردستان ، حتى لتخال نفسك ، انك في مدن اوربية.
بالنسبة لكاتب وصحفي مثلي ، كثير السفر والتنقل ، فإن المدن التي يكتب عنها هي تلك التي تسكنه أرواح أسلافها وعظمة ما خلفوه وما أنجزوه للعالم ، لا يمكنه أن يكتب عن مدن لم تتغلغل إلى داخله ، وصدقا اقول ، لقد دخلت مدن كردستان في اعماقي ، وانا اتلمس مشاريع الاستثمار منتشرة هنا وهناك ، وفق منهجية عمرانية مدروسة بشكل جذاب.. لقد بانت الحقيقة التي تقول ان الجمال يسود المدن ، فهناك مدن تقع في هواها من النظرة الأولى ، ومدن تمر دون ان تعرها اهتماما . الفرق اذا في روح المكان وعذوبة التفاصيل التي فرشتها مشاريع هيئة استثمار اقليم كردستان في مدنها .
حيا الله الرجال العاملين في هذه الهيئة ، الذين يذكروننا بالأجداد الذين زرعوا اشجار اللوز والجوز ، لنتذوق ثمارها بعد عقود من الزمن .. فالاستثمار بذرة نأكل ثمارها في لاحق السنين.
وهنا اقول ، ان رب الأسرة بحكمته ، والمركبة بقائدها، والسفينة بملاحها، فهذه المسلمات باتت معروفة، وبنكرانها فإن الاستقامة، تصبح شظايا زجاج ، لا يمكن الاستفادة منها، أذكر ذلك بعد ان عرفتُ ان وراء تلك النهضة الاستثمارية الكبرى ، جهود ورؤية حضارية متمثلة بهيئة استثمار اقليم كردستان ، لكن بُعد الاعلام عن هذه الجهود لم يسعنا معرفتها ، حيث لم توثق بما ينبغي، بشكل حضاري مدروس، لتبقى وثيقة حية للأجيال الحالية واللاحقة.
تحية اعجاب بحقك د. محمد شكري رئيس هيئة استثمار اقليم كردستان ، لأنك جعلت مدن كردستان، أجمل قصيدة شعر في ديوان الكون ، ببنيتها العمرانية ومشاريعها الاستثمارية المتنوعة ، التي يشعر من يزور مدن كردستان ، كانه زار مدناً اوربية .
