“الكاتب” الإيرانية ترصد .. حرب “غزة” في محطة الاتفاق !

“الكاتب” الإيرانية ترصد .. حرب “غزة” في محطة الاتفاق !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يبدو أن “حرب غزة” تعبَّر ساعاتها وأيامها الأخيرة؛ ومن المحتمل بقوة إعلان وقف إطلاق النار سريعًا إذا لم تقع مشكلة. بحسب ما استهل “صابر ﮔل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

وأساس الاتفاق المحتمل؛ وفق تصريحات الإدارة الأميركية والمصادر الإسرائيلية والأميركية، فإن نفس المقترح الذي تقدم به “جو بايدن”؛ بتاريخ 27 آيار/مايو 2024م، والذي سبق وأن وافقت عليه حركة المقاومة (حماس) ورفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، والذي كان يتضمن إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا من “قطاع غزة”.

ذلك أن “التقدم الكبير” الذي تحقق في المفاوضات يعود إلى موافقة “نتانياهو” على الشرطين الأساسيين المتمثلين في وقف الحرب والانسحاب من “قطاع غزة”. والمؤكد أن الجيش الإسرائيلي كان قد بدأ؛ بالأمس، الانسحاب من “قطاع غزة”، ووفق قناة (كان) العبرية، فالجيش بصدّد إخلاء قواعده ومعداته العسكرية الموجودة بمحور (نتساريم) على الحد الفاصل بين شمال وجنوب “قطاع غزة”.

محور “نتساريم” وفشل “نتانياهو”..

ولذلك المحور قصة طويلة، وتطوراته تثبَّت أنه لا وجود للثوابت في السياسة، فلقد كان أحد الركائز الخمس لاستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق؛ “آرئيل شارون”، للتعامل مع “قطاع غزة”، وكان يعتبره بمثابة “تل أبيب” بالنسبة للكيان الإسرائيلي، وأكد أنه لن ينسحب من (نتساريم) مطلقًا، لكن بالعام 2005م؛ انسحب من القطاع ومحور (فيلادلفيا) بموافقة جميع أعضاء الحكومة الإسرائيلية؛ آنذاك، عدا “نتانياهو”، الذي هو مضطر الآن للانسحاب من محور (نتساريم) مثلما فعل “شارون” من قبل.

لكن هناك أربعة عوامل لفشل “نتانياهو” وتجاوز العقبات الرئيسة للاتفاق، هي كالتالي، الأول: ضغط “دونالد ترمب”؛ والذي أجبر “نتانياهو”، حسّبما ذكرت (فایننشال‌ تایمز) على تغيّر موقفه، في حين أنه كان ينتظر باشتياق عودة “ترمب”، لمساعدته في احتلال “قطاع غزة”، لكن هذا لن يحدث، وكما ذكرت قبلًا بعد فوز “ترمب” بالانتخابات، فإن “نتانياهو” هو المتضرر من هذا الفوز، وهو ما يحدث الآن في ملف “غزة”.

لكن لماذا تصرف “ترمب” خلافًا لتوقعات “نتانياهو” وأوفد مبعوثه إلى “إسرائيل” حاملًا رسالة: “شديدة اللهجة” ؟

الواضع الميداني في “غزة”..

هنا يبَّرز العامل الثاني: وأعني الوضع الميداني في “غزة”. والحقيقة أن ضغوط “ترمب” تقوم على مواجهة الواقع نظرته الواقعية للحرب على “غزة”، فهو يرى من جهة أن “إسرائيل” قد بذلت كل استطاعتها في “غزة”، ولم يُعدّ هناك من مجال للقيام بأي شيء، فقد فشل “نتانياهو” في تركيع (حماس) وإنهاء الحرب، وفي المقابل أخذت العمليات الفلسطينية منحًا تصاعديًا عجيبًا خلال الأسابيع الأخيرة.

من جهة أخرى؛ فإن “ترمب” الذي لا يملك بالأساس حلًا وسطًا فيما يتعلق بإرسال قوات من “أميركا” إلى مناطق الحرب وما تزال تجربة “أفغانستان” ماثلة أمام عينيه، مقتنع بأن استمرار الحرب لن يُفضي إلى استسلام (حماس)، وإنما تعني استمرار التوترات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وعرقلة مشاريعه، ومن ثم لم يجد بديلًا عن الضغط على “نتانياهو” لقبول وقف الحرب والانسحاب من “قطاع غزة” بهدف تسهيل إمكانية الوصول إلى اتفاق.

الداخل الإسرائيلي..

ويتعلق العامل الثالث بتغيّر موقف أغلبية المجتمع الإسرائيلي؛ حيث دعا أكثر من ثُلثي الإسرائيليين؛ خلال الشهرين الماضيين، إلى وقف الحرب في “غزة”، ليس فقط من أجل إطلاق سراح الرهائن، بل أيضًا بسبب الخسائر المستمرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة.

وهذا العامل كان سببًا في مضاعفة الضغوط على “نتانياهو”؛ لا سيّما مع تآكل شعبيته مجددًا نتيجة استمرار الحرب على “غزة” دون تحرير الرهائن وتحقيق الأهداف، ومن ثم الخسائر المتزايدة.

علمًا أن شعبية “نتانياهو”؛ كانت قد ازدادت نتيجة عمليات الاغتيالات في المنطقة، وتطورات الحرب اللبنانية، ومهاجمة “إيران”، والتغيّير في “سورية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة