وكالات- كتابات:
بينما يُكافح عشرات الآلاف من النازحين بسبب حرائق الغابات التي اجتاحت “لوس أنجلوس” للعثور على مأوى مؤقت، تتفاقم أزمة السكن في إحدى أكثر المدن الأميركية تكلفة وأقلها قدرة على تحمل التكاليف.
صدَّرت أوامر إخلاء بحق (92) ألف شخص؛ يوم الاثنين؛ ما دفع النازحين للتفرق في جميع أنحاء جنوب “كاليفورنيا”. لجأ البعض إلى ملاجيء “الصليب الأحمر”، أو غرف الفنادق، أو منازل الأقارب والأصدقاء، بحسّب تقرير لصحيفة (نيويورك تايمز)، ونقلته (إرم نيوز).
في المقابل؛ ما زال كثيرون، مثل “ليلى كينغ”؛ (75 عامًا)، ينامون في سياراتهم وسط ظروف صحية ومعيشية صعبة.
“نحن نُحاول الحصول على بعض المساعدة للحصول على مكان”، هكذا قالت السيدة “كينغ”، التي تعيش على: “سندويشات التاكو” من محطة وقود منذ نزوحها.
معاناة مزدوجة..
تسبب البحث عن سكن طويل الأجل في حروب مزايدة محمومة في أحياء قريبة من الحرائق، مثل: “برينتوود” و”باسادينا”. أسرة احترق منزلها في حريق “إيتون” وجدت نفسها على وشك خسارة إيجارها المؤقت لعائلة أخرى مستَّعدة لدفع: (8000) دولار شهريًّا.
في مقاطعة “لوس أنجلوس”، فتحت “منظمة الصليب الأحمر” ثمانية ملاجيء تستوعب نحو: (800) شخص، أكبرها في قاعة المعارض المدنية في “باسادينا”.
ومع ذلك؛ يُفضل العديد من النازحين الإقامة لدى الأقارب أو في شقق مفروشة قصيرة الأجل بسبب عدم اليقين بشأن المدة التي ستستغرقها الأزمة.
تحديات مستمرة في “ألتادينا”..
كانت “ألتادينا” إحدى أكثر المناطق تضررًا، حيث احترق أكثر من: (6500) مبنى. “الأمر أشبه بالضياع في الضباب”، قال “غودوين أمافا”؛ (69 عامًا)، الذي احترق منزله الذي عاش فيه لمدة (25 عامًا). مع تلوث المياه والحطام السّام، قد يستغرق السكان وقتًا طويلًا للعودة إلى منازلهم.
ومنذ إعلان الطواريء في ولاية “كاليفورنيا”، تم حظر رفع الإيجارات بنسّبة تزيد على: (10%). ومع ذلك، سجلت بعض قوائم الإيجار زيادات بين: (15%) و(64%)؛ ما زاد صعوبة العثور على مأوى للنازحين.
أعرب “نيك أرنزين”؛ نائب رئيس “مجلس مدينة ألتادينا”، عن قلقه قائلًا: “كنا بالفعل في أزمة إسكان، والآن الجميع يتدافعون للحصول على مساكن”.
“أرنزين”؛ الذي احترق منزله، اضطر إلى الانتقال إلى شقة مستأجرة عبر (Airbnb) مع عائلته وحيواناتهم الأليفة، منتظرًا تحسَّن الوضع.
مستقبل غامض للنازحين..
بالنسبة للعديد من النازحين؛ تجاوزت الكارثة حدود الأضرار المادية إلى أزمة نفسية واجتماعية. بينما ينتظر البعض، مثل: “عائلة كولمان”، عودة الحياة إلى طبيعتها، فإن آخرين ما زالوا يُكافحون للتخطيط للحياة بعد الأزمة: “هذه ليست أشياء يمكنك الاستعداد لها”، قال “خوليو بارتيدا”، أحد النازحين.
في الوقت الذي لا تزال فيه الحرائق تُمثل تهديدًا مستمرًّا، يبقى البحث عن حلول طويلة الأمد هو التحدي الأكبر في وجه الآلاف من النازحين في “لوس أنجلوس”، مع آمال تتضاءل بعودة قريبة إلى الاستقرار.