ذاكرة الرحم..  يخزن المشاعر والعواطف والانفعالات عند المرأة

ذاكرة الرحم..  يخزن المشاعر والعواطف والانفعالات عند المرأة

خاص: إعداد سماح عادل

هل للرحم ذاكرة، وهل تؤثر فيه أحداث الحياة، أم هو مجرد وعاء لإنتاج الأطفال. هل يرتبط بالمخ وبالجهاز العصبي.

في مقالة بعنوان (الرحم ذاكرة المشاعر عند المرأة) كتب “كامي بزيع”:”الرحم ليس فقط المكان الذي ينمو به الجنين ويمنحه الحياة، إنه أيضا المكان الذي يخزن المشاعر والعواطف والانفعالات عند المرأة، إنه يلتقط الحالات النفسية التي تمر بها المرأة في مراحل حياتها المختلفة، إنه ذاكرة بحد ذاته.

يؤثر الرحم على كل الأمراض التي تصيب النساء وكما نعرف أن غالبية الأمراض أسبابها المشاعر والانفعالات، من المهم جدا تواصل المرأة مع رحمها، والاتصال والتواصل معه ومحاولة تصوره واعتباره هبة فريدة خصت به.

لقد عانت المرأة عبر تاريخها من القمع والتهميش والإقصاء والدونية، وارتبط الرحم بأبرز الأسباب التي أدت إلى هذه الظروف مما جعلها تخجل من هذا العضو المقدس وتنقم عليه أحيانا، فهي تخفي عادتها الشهرية وتتعامل معها وكأنها لعنة شهرية تحل عليها.

يحتفظ رحم المرأة بطاقة كبيرة لكن تراكم الهموم والمشاكل يجعل هذه الطاقة الخلاقة خامدة، ولهذا على المرأة أن تعمل على إزالة العوائق التي تقف بوجه تدفق الطاقة الفعالة في رحمها، عليها أن تنظفه طاقيا من جميع الرواسب الماضية والحالية”.

تكوينات ذاكرة الرحم..

وتواصل المقالة: “للرحم ذاكرة حيث يخزن الانفعالات وهذه الذاكرة تقوم على أربعة أسس رئيسية للطاقة:

أولا: السلالة الأنثوية..

إن المعلومات تنتقل من رحم إلى رحم، من خلال العلاقة بين الأم والابنة وبين الجدة والأم وهكذا. حكمة الإرث النسائي تحمل الكثير من المواقف والعادات فحكمتها ربما أمور إيجابية وأيضا أمور سلبية. العفو والمسامحة هو أساسي، فيمكن أن تكون الأم أو الجدة أو النساء الأخريات في العائلة قد سببن أذى أو جراح نتيجة جهل وسوء التوجيه والتربية، لكن بكل الأحوال يجب العفو ليستعيد الرحم عافيته. وأيضا يجب الشكر والامتنان للجدة والجدات السابقات بكل ما منحناه بالأمور التي يعرفنها.

ثانيا: العلاقة الجنسية..

لأن المرأة هي المتلقية، ففي العلاقة الجنسية تتلقى المرأة أيضا طاقة الرجل، وانفعالاته، لذلك من المهم جدا أن تكون المرأة واعية لهذه العلاقة، ففي الرحم لا يترك الرجل فقط المني وإنما أيضا حالته النفسية ومشاعره وعواطفه وأيضا مشاكله، ولهذا يقال في الثقافة الشرقية أن العلاقة الجنسية تبقى مطبوعة سبعة سنوات في هالة المرأة. فالرحم يجمع ويحفظ المعلومات عبر العلاقة الجنسية تماما كالدماغ. ولهذا فإن ما يحفظه الرحم يؤثر مباشرة على طريقة التفكير والفعل، ودلت العلاجات على أن طاقة الرجل التي دخلت في المرأة تؤثر أيضا في سلوكها.

ثالثا: انتقال الطاقة..

أكدت الدراسات أن الأخوات أو الصديقات التي تسود بينهن أجواء الألفة والود واللواتي يقمن معا، تحصل لديهن فترة الحيض بنفس الوقت. فالأجواء النفسية النسائية تنتشر بنفس الذبذبة في أرحام مجموعة من النساء، حيث يفرز هرمون الاوكسيتوسين. إذا كانت المرأة برفقة نساء أخريات صديقات أو قريبات، فهي تتلقى طاقتهن وأيضا تمنح طاقتها.

رابعا: المعتقدات والأفكار..

بخصوص المعتقدات والأفكار التي نحملها منذ الطفولة، غالبا ما يوجه الأهل إلى بناتهم في الصغر الكثير من التوجيهات كأن يكن ناعمات ومطيعات وأن يجلسن بطريقة معينة وأن يتكلمن بطريقة معينة، كل هذا ينعكس لاحقا عند المرأة ويبقى مخزنا في رحمها وعليه تقوم كثيرا من علاقاتها وسلوكها وأفكارها.

إن الطاقة المخزنة في الرحم تعشعش في اللاواعي الجمعي لمعظم النساء، لذلك من المفيد أن تستعيد المرأة الطاقة الخلاقة للرحم بعد تنظيفه من الشوائب التي تم تخزينها منذ القديم إلى اليوم الحالي”.

الرحم والمخ..

دراسة حديثة أُجريت بجامعة ولاية أريزونا نشرت مجلة “Endocrinology” كشفت أن الرحم يتفاعل مع العقل ويمكن أن يؤثر على الذاكرة، نتائج الدراسة، أن الجهاز العصبي التلقائي المسئول عن تنظيم العمليات الأيضية التلقائية، مثل ضربات القلب والتنفس والهضم، يرتبط بالرحم والمخ.

أراد الباحثون في الدراسة معرفة إن كان استئصال الرحم يمكن أن يؤثر على الوظائف الإدراكية للمرأة. واستخدم الباحثون مجموعة من فئران التجارب، تم تقسيمهم إلى 4 مجموعات، خضعت 3 مجموعات إلى عمليات استئصال المبيضين والرحم، وتركت أعضاء المجموعة الرابعة سليمة.

وبعد 6 أسابيع، خضعت جميع الفئران إلى اختبار تنقل داخل متاهة، وعمل الباحثون على تعديل بعض العناصر في المتاهة لقياس قدرتهم على التذكر. وتبين أن الفئران التي خضعت لاستئصال الرحم أظهرت نتائج سلبية أكثر من غيرها، بينما لم تظهر أي جراحة أخرى تأثيرا على ذاكرة الفئران وعدد الأخطاء التي ارتكبوها.

وقال الباحث الأول بالدراسة “ستيفين كوبيلي”: “تحوي عملية استئصال الرحم تأثيرات سلبية فريدة على عمل الذاكرة، أو كمية المعلومات التي يمكن للفئران تنظيمها في الوقت نفسه”.

وفسر الباحثون الأمر بوجود اختلافات هرمونية بين الفئران التي خضعت لاستئصال الرحم والفئران التي لم تخضع لذلك، وتؤثر هذه الهرمونات على المخ وغيره من أجهزة الجسم، وبالتالي تحدث تغييرا في الإدراك، وربما تؤدي إلى مخاطر صحية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة