العسكرية اللبنانية .. كيفية استبدال العباءة الإيرانية بالقبعة الأميركية !

العسكرية اللبنانية .. كيفية استبدال العباءة الإيرانية بالقبعة الأميركية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أخيرًا وبعد صراع دام عامين حول انتخاب رئيس “عروس الشرق الأوسط”، تمكن “جوزيف عون”؛ القائد العام للقوات المسلحة اللبنانية، من الفوز بمنصب رئيس “لبنان” بتصويت البرلمان. بحسّب ما استهل “عرفان ناظريه”؛ تقريره المنشور بصحيفة (عالم الصناعة) الإيرانية.

يأتي هذا الخيار في ظل الأوضاع الحربية التي يعيشها “لبنان” والمنطقة، وكذلك يُقدم الدعم الغربي والعربي، إشارات عن المرحلة التالية من الإجراءات الأميركية الرامية إلى تشكيل نظام يوافق أهوائها في الشرق الأوسط.

ويمكن القول، إن بعض هذه الإجراءات خططت لها “واشنطن” بشكلٍ مباشر، بينما البعض الآخر جاء عبر الاستفادة من الأحداث الفجائية بالمنطقة.

وفي هذا الصدّد تُجدر الإشارة إلى أن دعم “فرنسا والسعودية”؛ بخلاف “الولايات المتحدة”، انتخاب “عون” للرئاسة اللبنانية، ولكل منها أهداف ودوافع خاصة. كما لا يجب تجاهل تأثير النزاع الداخلي بين التيارات اللبنانية المختلفة على كسب السلطة بعد الأحداث الإقليمية الأخيرة، وعليه يمكن القول، إن الأوضاع اللبنانية الحالية هي نتاج تداخل أفعال المتغيَّرات الداخلية والإقليمية والدولية.

رداء سياسي بقبعة عسكرية..

فاز “جوزيف عون”؛ بمقعد الرئاسة اللبنانية بعدد أصوات: (99) صوتًا خلال الجلسة الثانية التي عقدها البرلمان؛ حيث لم يحصُل قائد الجيش اللبناني في الجلسة الأولى سوى على: (71) صوتًا فقط.

وبحسّب وكالة الأنباء الفرنسية، التقى “عون”؛ بعد الجلسة البرلمانية الأولى، نواب (حزب الله) وحركة (أمل) قبيل إجراء التصويت في الجلسة الثانية. وهو ما يبدو أن له علاقة ذات معنى بتورط (حزب الله) مع “إسرائيل” لمدة عام.

وقيل برز نزاع شديد بشأن تغيّير معادلات السلطة في النظام السياسي اللبناني العرقي، بعد صراع (حزب الله) مع “الكيان الصهيوني”؛ عشية (طوفان الأقصى)، وهي النزاعات التي ازدادت قوة وبلغت ذروتها باغتيال “حسن نصرالله”؛ أمين عام (حزب الله) سابقًا. وقد سّعت مذ ذاك الأحزاب السَّنية والمسيحية المارونية اللبنانية للاستفادة من هذه الوضع وزيادة معامل قوتها.

ومن المثَّير للاهتمام أنه كانت هناك منافسة شديدة حتى بين الرجال الشيعة في “لبنان” على المركز القيادي للشيعة، الأمر الذي تسبب في توافد عدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين على “بيروت”.

من ثم؛ فإن فوز “عون”، الذي لعب؛ وفق المصادر الرسمية وغيرها، دورًا في وقف إطلاق النار مدة: (60) يومًا بين “بيروت” و”تل أبيب”، ووجّه قواته إلى عدم الانخراط في الصراع بين (حزب الله) و”الكيان الصهيوني”، إنما يؤشر إلى بلورة مرحلة جديدة من المعادلات السياسية في “لبنان”، لعبت فيها “الولايات المتحدة” دورًا رئيسًا استنادًا إلى المعلومات المتوفرة، ويمكننا مشاهدة نموذجها حاليًا في “العراق” مع الأخذ في الاعتبار للاختلافات.

والمقصود بالنموذج المشَّابه هو طريقة تعاطي “واشنطن” مع الفصائل غير الحكومية الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية”.

واشنطن ولغز “محور المقاومة”..

وجه “عون”؛ بعد انتخابه رئيسًا، خطابًا إلى نواب البرلمان، وتعهد بأن يكون السلاح بأيدي الحكومة فقط، وهو ما اعتبره خبراء رسالة غير مباشرة لـ (حزب الله).

وفي الواقع يجب تصنّيف هذا الخطاب ضمن استراتيجيات “الولايات المتحدة” لاحتواء حلفاء “إيران” غير الحكوميين: (حزب الله اللبناني، والحشد الشعبي العراقي، والحوثيين في اليمن، وحماس في فلسطين). وهي الاستراتيجية التي يمكن تسّميتها: بـ”خطر من الخارج واحتواء من الداخل”، وتسعى “واشنطن” بتصعيد القوى الموالية لها في تشكيل الحكومات، تحقيق هدفها بمكافحة حلفاء “إيران” غير الحكوميين، للضغط على حكوماتهم لاحتواء المنظمات المذكورة عبر الاستفادة من الأدوات العسكرية والسياسية والاقتصادية المختلفة.

في حين أن هذه الاستراتيجية قد يكون مشكلة بالنسبة لـ”لبنان”؛ بتدعيم تصعيد شخص مثل؛ “جوزيف عون”، حتى تتمكن من احتواء (حزب الله)، أو الضغط على رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، بشأن تحديد مهمة (الحشد الشعبي) وحله أو دمجه في الجيش العراقي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة