مرت حادثة العنف في ( كلية الأسراء الجامعة) التي وقعت قبل أيام مروراً عابراً! ، رغم ما فيها من أستهتار بالقيم والمثل والأخلاق التربوية والجامعية ، ورغم خطورتها كونها تعدت الشارع العراقي ، الذي صار العنف فيه وأنفلاته أمراً مفروغاً منه وطبيعياً !! ، حتى وصل العنف الى أسوار الجامعات ، التي يفترض فيها أن تكون أسواراً للعلم والمعرفة والثقافة والتحضر. وللتدليل على أنفلات العنف في الشارع العراقي ، نذكر هنا الحوادث التي وقعت في العاصمة بغداد في أقل من أسبوع !! ، والتي نقلتها الفضائيات ووسائل الأعلام ( وقعت جريمة قتل في مدينة الصدر، حيث تم قتل عائلة مكونة من 8 أفراد بما فيهم الأطفال! ، ثم وقعت حادثة منطقة الدولعي ، حيث تم حرق شاب أثر مشاجرة ، وظهر في القناة التي نقلت خبر الحادثة وهو يركض ككرة من اللهب حتى أستطاعت أمرأة من أن تلفه بالعباءة! ، ثم وقعت حادثة مقتل شخصين أثر مشاجرة في منطقة التاجيات!!) . نعود الى موضوع حادثة ( كلية الأسراء الجامعة) ، التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ومع الأسف على مستوى الجامعات الأهلية تحديدا!! ، فهذه الحادثة التي أصيب بها 6 من الطلبة بما فيهم موظف الأستعلامات ، سوف تطوى ويلفها النسيان كغيرها من حوادث العنف الكثيرة التي جرت!!؟ ، والسؤال هو، هل ستقف الحكومة مكتوفة الأيدي أمام العنف في الجامعات أيضا ليصبح أمرا طبيعيا هو الآخر!؟ . المؤلم في صورة المشهد العراقي ، أن حصاد الموت فيه لا زال مستمرا بقطف أرواح العراقيين منذ أكثر من أربعة عقود ولحد الآن! ، لا يفرق بين عجوز أو طفل أو شابة أو شاب ، ولا يفرق في المكان أن كان جامعة أو (ملهى ليلي أو حتى خمارة أو ماخور للدعارة)! بأعتبار أن هذه الأماكن لربما يتوقع بها حدوث مثل ذلك! . الغريب في موضوع الحادثة هو في شهادة مدير (أعدادية أبن خلدون الأستاذ/ عامر فيصل) وهو شخصية تربوية معروفة ومشهود له بذلك من قبل زملائه ، والذي كان (أبراهيم علي محمد ) صاحب حادثة أطلاق النارفي الكلية ، أحد طلبة الأعدادية المذكورة ، حيث نقلت مواقع التواصل الأجتماعي من على صفحة المدير قوله ،((( يا وجع قلبي عليك طالبي العزيز ، يا وجع قلب أمك وأخوتك بهذا الخبر المؤلم/ طالب ، مجد ، مجتهد ، جميل ، حسن السلوك ، من عائلة همها الأول التعليم ووصول أبنائها الى مستويات عليا من التحصيل الأكاديمي ، ولا أبالغ أن قلت أن هذه العائلة من خيرة وأفضل العوائل التي مرت علي خلال تواجدي في أعدادية أبن خلدون ، ففي كل عام دراسي يكون تكريمي لأحد أبناء هذه العائلة نتيجة الأعفاء العام . صدمة كبيرة توجع وتدمي القلب قبل العيون))). الى هنا أنتهت شهادة مدير أعدادية أبن خلدون الذي كان صاحب الحادثة أحد طلبتها . ويذكر أن صاحب الحادثة المدعو ( أيراهيم علي محمد) هو طالب في كلية التمريض ، ومن المعروف ان هذه الكلية تقبل الطلبة أصحاب المعدلات العالية من 90% وما فوق!. بعد كل هذه التفاصيل ، ألا تتفقون معي بضرورة التوقف الجاد من قبل الحكومة وكل المؤوسسات التعليمية ، وأعتبار الحادثة قضية رأي عام! ، ومحاولة معرفة الأسباب لمعالجتها ، وعرض ذلك في الأعلام وأمام الرأي العام ، حتى نمنع تكرار مثل هذه الحوادث في جامعاتنا وكلياتنا ، ولكي نحافظ على ما تبقى من هيبة التعليم وقدسيته.