13 يناير، 2025 11:52 ص

نزرعُ الأملَ فوقَ الرماد

نزرعُ الأملَ فوقَ الرماد

نزرعُ الأملَ فوقَ الرماد
نخطو بثباتٍ، رغمَ السواد
جراحاتُ الأمسِ لن تُثنينا
بل تُزهرُ في القلبِ وردًا وعناد

أيادينا تمتدُّ نحوَ الغد
تصنعُ من الشوكِ حلمَ الرغد
ولو انطفأتْ شموعُ الدروب
فإيمانُنا نجمٌ فوقَ البلد

نُعيدُ الحياةَ لما قد هلكْ
نُرممُ ما ضاعَ وما قد سلكْ
ففي قلبِ كلِّ رمادٍ طموح
وفي عينِ كلِّ شتاءٍ فلكْ

تعالوا لننسجَ من الصبرِ دربًا
ومن ضوءِ أرواحِنا نبضَ قلبًا
فما ماتَ من عاشَ للأرضِ حبًّا
نزرعُ الأملَ فوقَ الرماد
نُضيءُ الليالي بعزمِ الجهاد
ففي كلِّ حبةِ ترابٍ حياة
وفي كلِّ قطرةِ دمعٍ وداد

وسطَ السوادِ، هناكَ شعلةٌ صغيرةٌ تأبى أن تنطفئ. على رمادِ الأيامِ التي أحرقتها الأحزانُ، نمدُّ أيادينا لنزرع بذورَ الأمل. ليسَ الرمادُ نهايةً، بل بدايةُ حياةٍ جديدةٍ تولدُ من عمقِ الألم.

جراحاتُ الأمسِ ليست عائقًا، بل هي علاماتُ صمودٍ، تذكّرنا بأننا أقوى مما نظن. من الشوكِ ننسجُ طريقًا، ومن الظلامِ نخلقُ ضياءً، ومن كلِّ انكسارٍ نبني جسرًا نحوَ الغدِ.

كلُّ شيءٍ يمكنُ ترميمه، كلُّ شيءٍ يمكنُ إحياؤه. حتى الأرضُ التي ظنناها قاحلةً تخبئُ في أعماقها بذرةَ حياة، تنتظرُ فقط يدًا مخلصةً تحرثُها وأملًا يرويها.

لننطلق، نتحدَّى العواصف، نعيدُ بناءَ ما تهدَّم. فالحياةُ لا تُقاسُ بما نفقده، بل بما نصنعه من بعدِ الفقد. من رمادِ الخسائرِ، سنكتبُ قصصًا جديدة، تحملُ معاني الصبرِ والعزيمةِ والمحبة.

نزرعُ الأملَ فوقَ الرمادِ، لأننا نؤمنُ بأنَّ في كلِّ انطفاءٍ هناكَ نجمٌ ينتظرُ أن يُضيء، وفي كلِّ سقوطٍ بدايةٌ لصعودٍ أعظم.