خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
اكتسبت الطاقة المتجدَّدة والتنمية الصديقة للبيئة أهمية خاصة خلال السنوات الأخيرة، ومن ثم تحولت الدبلوماسية الخضراء واحدة من أكثر المجالات شعبية في العلاقات الخارجية والتكنولوجيا. بحسب التقرير الذي أعده ونشره “معهد طهران” الإيراني.
في غضون ذلك؛ تلعب “الإمارات” دورها بشكلٍ جيد في سوق الطاقات المتجددة، وتُعتبر طرف معروف ومشهور في هذا المجال.
هذه الشهرة نتاج أنشطة شركة (مصدر) الكبيرة؛ داخل وخارج “الإمارات”، وعوائدها التي بلغت خلال العام 2023م زُهاء مليار دولار، نتيجة ارتباط هذه الشركة الوثيق باستثمارات أكثر من: (30) مليار دولار في محطات “الطاقة الخضراء”.
ملاك شركة “مصدر”..
تأسست الشركة عام 2006م؛ تحت مجموعة (مبادلة) الاستثمارية، مع التركيز على التحول الأخضر، وكانت إحدى أولى مهامها تصميم وتطوير (مصدر سيتي) في “أبوظبي”؛ كمدينة نموذجية للحياة الحضرية المستَّدامة القائمة على الموارد الخضراء والمتجدَّدة.
وفي العام 2008م؛ نجحت (مصدر سيتي) استضافة المقر الرئيس لـ”المنظمة العالمية للتجارة المتجدَّدة” عبر تقديم محفزات ومقترحات متعددة؛ مثل منح دراسية في “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” والايجار المجاني للمكاتب. وبمرور الوقت نقلت شركات مثل (سيمينز) مقراتها الإقليمية إلى (مصدر سيتي).
الاستثمارات الدولية..
دول “مجلس التعاون” واحدة من الوجهات المهمة لأنشطة (مصدر)؛ التي أنشأت في “السعودية وعُمان”، محطات للطاقة المتجدَّدة بطاقة أكثر من: (750) ميغاوات.
كذلك تحظى أنشطة الشركة في “الأردن” بالاهتمام؛ حيث أسست محطتين الأولى شمسية بطاقة: (200) ميغاوات؛ والأخرى تعتمد على طاقة الرياح بطاقة: (117) ميغاوات.
ومن مميزات هذه الشركة نشاطها الواسع في المناطق النامية حول العالم. على سبيل المثال تمتلك (مصدر) في “أوروبا أكثر من: (10) مشاريع، وفي “أميركا الشمالية” أكثر من: (08) مشاريع في “أميركا الشمالية”، وعدد: (05) مشاريع على الأقل في “أوقيانوسيا”، بالإضافة إلى المشاركة في بناء محطة لطاقة الرياح بطاقة: (630) ميغاوات في “إنكلترا”، ويُقال إن الشركة تمكنت مؤخرًا من تدشين مشروع مشابه طموح بطاقة: (03) غيغاوات باسم (دوغربانك) في “إنكلتزا”، ومن ثم يجب البحث في الدور الدبوماسي لـ (مصدر) في جميع دول العالم.
التكنولوجيا في خدمة تنمية النفوذ..
تستفيد (مصدر) من قدراتها بـ”إفريقيا”، في تعميق تعاون “الإمارات” الثنائي مع الدول المختلفة، وتنفيذ مشاريع متعددة في هذه القارة أبرزها محطة (نور) للطاقة الشمسية بطاقة: (800) ميغاوات في “مراكش”.
والأمر نفسه في “آسيا الوسطى”؛ حيث بدأت (مصدر) خلال السنوات الأخيرة؛ عدة مشاريع في هذه المنطقة، أكبرها وأهمها محطة (نورنافاي) للطاقة الشمسية بطاقة: (100) ميغاوات في “أوزبكستان”. كذلك طورت (مصدر) من وجودها في سوق الطاقة المتجدَّدة بقارة “آسيا” الواسعة عبر مشاريع محطة (قره باغ) للطاقة الشمسية في “أذربيجان”، وحتى الألواح العائمة في “إندونيسيا”.
والنموذج الواضح على فاعلية (مصدر) الدبلوماسية في صناديق الشراكة الإماراتية وسائر دول العالم مثل “المحيط الهاديء”؛ (UAE-PPF)، و”الكاريبي”؛ (UAE-CREF)، حيث تقوم هذه الصناديق بتمويل مشاريع الطاقة المتجدَّدة، ويلعب فريق خدمات (مصدر) بما يمتلك من قدرات فنية الدور الرئيس في تنفيذ هذه الاستثمارات.
آفاق (مصدر)..
بشكلٍ عام من المنصف الادعاء بأن “الإمارات” من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجدَّدة والدبلوماسية الخضراء بالمنطقة، وبهذه الريادة فضلًا عن الدعم المالي من ثلاث كيانات اقتصادية عملاقة، نجحت “أبوظبي” في تحويل (مصدر) إلى طرف جدير بالثقة في سوق التمويل والخدمات الفنية والهندسية.
وقد أتاحت هذه المكانة، والتفاؤل والطموح للشركة الإعلان عن خطتها بشأن تركيب: (100) غيغاوات من الطاقة المتجدَّدة حول العالم بحلول العام 2030م؛ وأن تسعى لتحقيق ذلك.