11/1/2025
أطل علينا
عام جديد
استقبلناه بالرضا
وعام مضى
ودعناه بالسلام
….
نريده عام رضا وعام سلام
عام جديد
اطل علينا
بباقات الورد
وانوار الشموع
وامنيات تمتمت فيها الشفاه
رفعت لرب السماء صلاة
حروفها دعاء
ترتل الآيات
من شغاف القلوب والارواح
وجمعها يقول
(هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام)( الحشر:33)
الله المحبة وعلى الارض السلام
(لهم دار السلام عند ربهم)(الانعام :127)
(يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)(المائدة :16)
(يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)(البقرة:208)
هكذا كانت العبارات التي رددناها ,هكذا كانت الامنيات التي تمنيناها فإننا اناس بسطاء نحب الحياة ونحب الناس جميعا ونؤمن بان الله تعالى لم يخلقنا عبثا وانما لهدف سام عظيم هو بناء الحياة التي هي اعظم هبات الرب للإنسان.
الحق ان الذي حدث شيء غريب زلزل احلامنا وقضى على آمالنا في ان الاغلب الاغلب يبحث عن الخير وبناء الحياة ذلك لان بين الناس من لا تروق لهم حالة ان يرواالابتسام على شفاه الاخرين ويقض مضجعهم وان تجتمع النفوس والقلوب في سلام ووئام فنفوسهم المريضة تأبى ان يشرق النور فيقضي على ظلام جهلهم ويدكقلاع حصون همجيتهم التي تشدهم اليها بقيودها ويريدون للآخرين ان يشاركونهم ذلك البؤس والا فانهم مهددون بالقتل .
اجل هكذا لغة القتل هي اللغة التي يفهمون وطريق الجريمة هي التي عليها يسيرون هكذا الجهل زين لهم السيئات وجعلهم يتبجحون بكلماتهم الجوفاء وكأنهم يملون على الاخرين افكارهم ويلزمونهم بها او دون ذلك حد السيف وكأن الحياة تأتمر بأمرهموكأن الروح التي هي أمر الله مجيبة لأمرهم فقط هم يأمرون فيكون لهم ما يكون انهم يملكون حد السيف وهو مجيبهم ومحقق اهدافهم …..الا بئست الحياة ان كان الانسان مستعبد للإنسان . الا بئست الحياة ان كان يروق للبعض ان يصدر حكم الموت لا لشيءالا لان الأخر لم يلزم نفسه اتباع اهواء الاخرين وانما أمن بالقانون ,قانون السماء وقانون الانسان فليس للإنسان ان يستعبد الانسان وللإنسان الحق في الحياة والفكر والعمل مادام لم يضر الاخرين او يلحق الاذى بهم .
على شاشات التلفاز مشاهد للقتل …مشاهد للظلم والجريمة المنظمة …مشاهد للبؤس والجوع والمرض , ليس للأفراد او الجماعات وانما للشعوب .
الحروب المستعرة في ارجاء هذا العالم والبيانات التي تظهر اعداد الضحايا.
هنا مائة قتيل وهنا عشرات الضحايا وهنا شباب ضائعون ضحايا المخدرات والافيون وهنا طفال يتامى ليس لهم في الحياة اباء او امهات وهنا نساء ارامل وهنا امهات ثواكل وهنا اطفال جياع يبحثون في القمامة وهنا محاصرون في المنازل ربما سقط عليهم السقف بفعل الزلازل او بفعل القنابل او ربما من العواصف فالبيوت قديمة جدرانها كالقصب المسندة وارواح ساكنيها مهددة لكنهم لاجئون ليس لهم ملاذ آمن فأين يذهبون. وهنا اراض تباع وتشترى واعظم التجارات تجارات الاراضي يملكها اصحاب الشأن وذوي الاظافر والانياب وبوحشية يقضمون من الخيرات مالذ لهم وما طاب يملئون اجوافهم بدل الطعام ذهبا وفضة ولؤلوء ومرجان بينما ينام الفقراء على سغب يحلمون بالطعام بالجشب من الطعام .
الفقراء في الشتاء يتكورون على انفسهم يلملمون اطراف ثيابهم المهلهلة الرقية ينشدون الدفء ولا يجدون.
الا تحرك هذه الصور البائسة الضمير الانساني الا يندى لها جبين الانسانية الا تحرك المشاعر النبيلة لمن يملكون القرار بالسعي والعمل الجاد لإيقاف هذه الحروبوهذا الخراب, الا يمكن ان يبدل بذل الاموالبهدف اضرام نيران الحروب واعداد الاعتدة والاسلحة لقتل الانسان فتبدل لتبذل في سبيل ايجاد وسائل بناء الحياة وحماية الحياة .
نداء للضمير الانساني ان يستيقظ من سباته ويتنبه من غفلته فيكون الهدف الاسمى والاول هو ايقاف قتل الانسان للإنسانوتدمير الاراضي والاوطان وتحقيق الرفاهية وبناء الحياة وحماية الحياة .
اعلم ان ذلك الامر هو امل او قل هو حلم او قل هو امنية وهي الامنية التي تلتها الشفاه وهي دعاء القلوب وهي ترتيل ارواح رفعت اكفا ترتل الصلاة.