وصف مراقبون للشأن العراقي، زيارة السيد محمد شياع السوداني لطهران ولقاءه بالمرشد الأعلى الخامنئي،أنها( زيارة الفرصة الأخيرة)،فماهي هي نتائج هذه الزيارة، وبماذا أوصاه المرشد الإيراني،وماهي تداعيات وصايا المرشد على مستقبل العراق،أزاء التهديدات الأمريكية ، بعد إستلام الرئيس ترمب مقاليد الرئاسة في العشرين من الشهر الجاري،وأولى قراراته هي( حل الحشد الشعبي وتسليم سلاح الفصائل الولائية في العراق)،وسبق له أن صرح قبل الانتخابات الامريكية، بأنه ((سينهي الحرب في الشرق الاوسط أويحوّله الى جحيم ))،ونظرة واحدة على الأحداث في المنطقة، وماجرى في إنهاء خطر حماس وحزب الله وبشار الاسد،على مصالح ومشروع امريكا وأمن اسرائيل في المنطقة ، يؤكد أن إدارة ترمب مصرّة على اكمال برنامجها العسكري والسياسي،في التغيير الجيوسياسي في المنطقة ،وانهاء خطرإيران وفصائلها وبرنامجها النووي العسكري،حسب إستراتيجيتها العسكرية، لمشروع برنارد لويس ،المتحقق نصفه الآن في الشرق الأوسط،وهو التفتيت والتفكيك والتقسيم،إذن تأتي زيارة السوداني لطهران، الفرصة الأخيرة فعلاً، والتي( ظاهرها إقتصادي وباطنها (أمني وعسكري)،لاطلاع طهران ،الحليف والمرجع العقائدي الأوحد لحكومة الإطار التنسيقي،على كيفية مواجهة التغيير العاصف ،الذي يداهم العراق بقوة، بعد الإنتهاء من التغيير في سوريا، وإنهاء خطر حزب الله في لبنان وفصائلها ،فجاءت توصيات مرشد ايران واضحة ومباشرة وصادمة ،وبشكل أوامر للسوداني وهي(رفض حل الحشد الشعبي والفصائل الولائية،ومواجهة امريكا المحتلة للعراق وبقوة))،وقد قوبلت هذه التوصيات بترحاب كبيرمن قبل زعماء الإطار التنسيقي في بغداد، فيما إعتبره الآخرون (توريط) للسوداني وحكومته ،بل وإدخال العراق في دوامة حرب طاحنة مع أمريكا وحلفائها، وتكون نهايته كنهاية سوريا وحزب الله ومدن غزة ،فالسيد مقتدى الصدر يرفض المواجهة والحرب ،ويجنح للعقلانية ،ويطالب بحل الحشد الشعبي ودمجه في الجيش ويصرّ على حل الفصائل المسلحة،وهكذا رأي المكونات والكتل الاخرى(الكردي والسني)،إذن فقط الإطار التنسيقي وبدعم ودفع من المرشد الايراني الخامنئي، هو مَن يصرّ على رفض حل الحشد الشعبي،ونزع سلاح الفصائل الولائية،وهذا ينذر بمواجهة أكيدة مع أمريكا واسرائيل،محسومة النتائج الكارثية على العراق،يدفع ثمنها الجميع،علما هناك قراران أمريكيان من الرئيس ترمب شخصياً،أمام حكومة السوداني،إمّا حصار إقتصادي كارثي للعراق، أو مواجهة عسكرية،وأحلاهما أمرّ من الآخر،هذا هو السيناريو القادم للعراق بعد أسابيع، وسط تأكيدات على إجراء التغيير في العراق، وهناك إجتماعات،ولقاءات لما يسمى معارضة عراقية، تنسّق مع ادارة ترمب لدعم التغييرهذا، وإنهاء حالة فوضى السلاح المنفلت واللادولة في العراق،وبدعم عربي ودولي،لذلك نرى ونعتقد أن إصرار حكومة السوداني وإطارها التنسيقي ،على رفض قرارات الرئيس ترمب هي عملية انتحارية،ومواجهة خطيرة لحرب غير متكافئة بين الاطارالتنسيقي وأمريكا،وإن توريط إيران في مواجهة مع أمريكا ، تدخل العراق في حرب مفتوحة ،كما حصل تماماً مع بشار الاسد وحزب الله ونتائجها معروفة ،وعلى السوداني وإطاره أن ينحنيا لعاصفة ترمب، وعدم الوثوق بطهران،وان يفهما الدرس جيداً قبل فوات الآوان،فإيران تعمل لمصالحها فقط، وهي إبعاد مفاعلاتها النووية العسكريةعن القصف الاسرائيلي والامريكي،وإبقاء المعركة خارج أراضيها ،لهذا أرى ايضا فتح حوار فوري مع إدارة ترمب، والموافقة على إجراءاتها (لتصحيح المسار في العراق، وتصحيح الخطأ التأريخي) كما قال ترمب في ولايته الاولى لأمريكا ،وانتقد وهاجم المجرم بوش الابن بشدة (بسبب غزو العراق وارتكاب أخطاء سياسية وعسكرية وتأريخية وجرائم حرب فيه)،إن تنفيذ طلب ترمب بحلّ الحشد أو دمجه، ونزع سلاح الفصائل فوراً،وإلغاء قرارات الحاكم المدني سيء الصيت بول بريمر،هي مفتاح الحل في العراق،ومنها وأولها إلغاء نظام المحاصصة الطائفية، والمساءلة والعدالة ،وإنهاء الاقصاء والتهميش،وإعادة الحقوق والتوازن في المواقع والمناصب، وإنهاء ملفات السجون والمغيبين وغيرها، فهي الوحيدة التي تجنب العراق شبح حرب طاحنة مدمرة، لاتبقي ولاتذر، وتفوّت الفرصة على أمريكا واسرائيل ،فهل الإطار التنسيقي وحكومة السوداني مستعدان، للمثول لمثل هذه الحلول العقلانية والحكيمة ،لأن ما سينتظر العراق أدهى وأمرُّ،أجزم ان خضوع الإطار التنسيقي لأوامرالمرشد، ووصاياه هي التي سينفذها السوداني وحكومته،وهي الاصرار على رفض حل الحشد الشعبي والفصائل المسلحة،والقبول في مواجهة أمريكا وإسرائيل على الأراضي العراقية،تماما كما أوصى وطلب المرشد الاعلى خامنئي من السوداني وإطاره،لذلك أقول متأكداً بأن العراق سيكون في حالة حرب طاحنة ، يشارك بها الحشد الشعبي والفصائل،وبعض قطعات الجيش وليس كلها،إن أصرّت على المواجهة، وسيكون مصير العراق، كمصير جنوب لبنان وضاحيته من الخراب والتدمير،وقتل قادة الإطار والفصائل والحشد ،كما أعلنته اسرائيل في بنك المعلومات،فهل هذا العمل عقلاني وحكيم يا إطار تنسيقي، تركضون وراء من سيتخلّى عنكم ، كما تخلّى عن من قبلكم ،لأجل مصلحته يدفعكم لتدمير بلدكم، فهذا الجنون بعينه،حاوروا ،وناورا عدوكم قبل مواجهته ،فالفرصة قائمة، ولا تفرّطوا فيها، فلا وصايا المرشد تنفعكم ،وتدفع عنكم وعن وطنكم الدمار والخراب،بل تغرقه في الدماء ،إبتعدوا عن العاطفة ، وإسلكوا طريق الحكمة والعقل، كما سلكها قبلكم الامام علي بن ابي طالب( رض)، وسلم الخلافة مكرهاً لجيش معاوية،فلستم أفضل وأحسن وأذكى، من الامام علي عليه السلام،فجنب أهله وجيشه الحرب وجنح للسلم،وهو قرار الشجعان ،أما أنتم فعليكم تلبية نداء وحكمة الامام علي إن كنتم تؤمنون به إماماً وعلامة سلام ومحبة، وإن طريق موحش و الحق قلّة سالكيه،وعليكم اتباع طريقه فقط ،لاطريق الباطل ، فهو يوصلكم لغير الحق،لاكما يريد الامام علي عليه السلام،أن وصايا المرشد خامنئي، هي وصايا توريطكم بحرب خاسرة ،لن يخرج منها رابح منكم،عليكم تجنيب العراق هذه الحرب القذرة التي يهدد بها اعداء العراق،ولاتنصتوا لغير صوت العراقيين ، فهم أقرب لكم من غيرهم، ومن يتغطّى بلحاف أمريكا وايران عريان، كما يقال،إجتمعوا بالكتل الكردية والسنية ،وإستمعوا لهم وإتفقوا على خارطة طريق، تنقذكم من الحرب،فالجميع في سفينة واحدة هي سفينة العراق، والعراقيون بيدهم الحل في إنقاذ العراق،ولاتكرروا ماجرى للعراق ،اثناء دخول وغزو الكويت، ونتائجها الكارثية مازالت ماثلة أمامكم، فلا تكرروا الخطأ التاريخي الكارثي،إذهبوا الى عقلاء البلد فهم يرشدونكم ،نحو برّالامان،وإن ركبتم رأس الغلطة التاريخية، فهذا شأنكم وحدكم ،والعاقل من إتعظ بغيره، والاحمق من اتعظ بنفسه،فالاوضاع في عموم المنطقة ذاهبة الى التصعيد والحرب ،ولا احد يعلم نهاية المنطقة ،المشتعلة فيها الحروب منذ ربع قرن،هناك سيناريوهات خطيرة تتشكل وتتطبق في المنطقة، ومنها ما يخطط لانهاء ملف ايران النووي العسكري، فتصريحات وتحضيرات اسرائيلية وامريكية ، تؤكد على انهاء البرنامج ،وتدميره وعدم السماح لإيران الحصول على السلاح النووي، وهو سيناريوأخير، في حملة امريكا واسرائيل في المنطقة،بعد دمارغزة ولبنان وسوريا، فالعراق ماقبل السيناريو هذا وفي أتونه، فلابد من إفشال هذا المخطط الجهمني لتدمير العراق، قبل تدمير مفاعلات إيران، لذلك لابد من الإنحناء للعاصفة ،وتنفيذ مايريده ترمب وحلفاؤه في العالم والمنطقة، وإبعاد شبح الحرب عن العراق، فالمعركة ليست معركة العراق. والحل في العراق لا في طهران…!!!!