لمْ تمضِ نحو ساعة على اعلان انتخاب الجنرال جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية الشقيقة والعريقة ( يوم امس ) , حتى انفجرت وتشظّت موجة من الإرتياح النفسي في الشارع العربي لهذا الإنجاز والنجاح اللبناني الذي ضمّ مراكز القوى والأحزاب السياسية الأخرى .
خطاب الرئيس عون في حفل التنصيب والذي اسهب فيه بإستفاضة في طرح والتعرض لِ ” برنامجه الرئاسي ” والذي اشتمل على كل التفاصيل الدقيقة التي تواجه الدولة اوالمجتمع اللبناني من كافة الزوايا , فكان بائناً أنّ الخطاب كان مدروساً وكان لابدّ له ان يغدو مطولاً وشمولياً , إنّما ايضاً بدا أنّ السيد الرئيس كان واثقاً ومُطَمأناً على انتخابه تحديدا من قبل جلسة التصويت والإنتخاب , كما كان لابدّ من استغراقِ وقتٍ غير قصير لإعداد هذا الخطاب المفصّل والناجع ” مع دراية مسبقة لإلقائه .! ” … الشخص او الشخصية الأكثر امتعاضاً وانزعاجاً صامتاً لإنتخاب العماد عون , هو السيد نبيه برّي – رئيس مجلس النواب , والذي جرى انتزاع وسلخ اضواء الإعلام من حوله بعد أن كان المتحكّم الأول في تسليط الأضواء من حوله في ظل وجود رئيس وزراء لتصريف الأعمال والحالة السياسية غير المتزنة والمتوازنة في غياب رئيسٍ للجمهورية .! , الى ذلك وما بذي صلة , فإنّ حزب الله لم يعلن عن تأييده لإنتخاب الرئيس عون , لكنه اعلن عن عدم وجود فيتو لإنتخابه .! لكنه كشف الغطاء عن مديات الإحباط السيكولوجي – السياسي عبر التلاعب بالألفاظ والكلمات والعبارات .
كان لافتاً أنّ بعض الصحف الصفراء انتقدت بشكلٍ غير مباشر لعملية انتخاب العماد عون بذريعة انها عملية غير ديمقراطية بذريعة أنه كان المرشّح الوحيد ودونما منافس .! لكنّ الحقيقة الدامغة أنّ المرشحين الآخرين سحبوا ترشيحاتهم بعد ادراكٍ مسبق بالفشل في الإنتخابات جرّاء عدم اهليّتهم بمنافسة ” عون ” في المواصفات الفنية والسياسية – التجريدية , كما انهم زعموا أنّ تأييد دول الغرب لإنتخابه هو ما يشكّل نقطة التضاد والتقاطع معه .! لكنما هذا هو تحديداً ما تتطلبه متطلبات وطموحات المجتمع اللبناني , ولعلّ الأهم هو انتخاب الرئيس عون لرئاسة الجمهورية او حتى سواه .!