كتب: محمد يونس
لقد جهدت رواية – +15- للمغترب ياسين غالب، ووضعنا مفردة تشير الى غربةالمؤلف، التي هي تقابل وجهة النظر الداخلية في بنية روايته، ولك منهما فهمجديد في بيئة الاغتراب، وقد تقاربت الافهام بالتدريج في المتن الروائي، وقداستعار المؤلف واقع ايروكي لاتحتمله البيئة الاصلية للمؤلف، وطبعا ما قدمه المتنالروائي من افاعل ايروكية، ليس هو عرض لوضع بيئة مختلفة، بل هناك احساسبشري، وقد قدم لنا المؤلف عدة اصوات داخلية مختلفة المرجعيات في تلك البيئةالمستعارة، فهناك حتى يشاركهم امير افغاني، وتلك الاستعارة قد سبقت بهمانساني، حيث فسرت لنا الرواية هم الغربة العام المشترك، وكذلك الهم الخاصواحساسه بالاغتراب نفسيا على وجه الخصوص، وهنا سيكون وحدة زمن مرتبطةبحركة الشخصية في التفاصيل وبناء حدث معين، وهي وحدة زمن واقعية، وتمثلزمن وحدة الوجود، وهناك وحدة زمن تقابلها، وهي مختلفة بنسب متعددة، حيثأن بعد الاغتراب يتفاقم، وهذا ما يجعل وحدات الزمن تتحرك وتتبدل ايضا، واحيانا يكون هروب من ذلك البعد الاغترابي خارجيا وداخليا، حيث تبتعدالشخصية الى هروب اشد من الاغتراب، حيث تقر الشخصية بأن – لن تجديالكحول بأعلى تركيز لها ولا الحشيشة ولا الله يتدخل ليمحو القلق من تلافيفرأسي – وهذا يعني ان الشخصية ستكون في احساس بشري مرير، وهماغترابي يكون مختلف، وقد تنوعت ايقاعات الاغتراب من حالة الى اخرى، وتغيرتمن افق الى اخر، وهذا زاد من قيمة الرواية وجعلها امتع ، بعد ان وسع الروائيياسين غالب التفاصيل بين وجود البيئة، والتي هي تعكس الاغتراب الخارجي، وبين الاحساس والشعور بالاغتراب الروحي، وقد وزان بين اغترابه الخارجيواغترابه الداخلي، رغم ان الرواية سعت اكثر الى المعايشة المكتوبة، واضافتالرواية بعض الايقونات، والتي منها بالطبيعة المختلفة، وبعضها من الحريةالنوعية، حيث وصف لنا بعض الغربان على غصن متجمد وطيران بومة ايضا، والصف هو اشارة لنمط تلك البيئة المختلفة، كي يشعر المتلقي بها، وهذا جعلتتنوع اجواء الرواية احد القيم التي تفصل بين الاحساس والواقع,وتزيد منتفاصيل الرواية، ويتوازن الواقع الذي يمثل العالم، وما هو شعور انساني ذاتيللشخصية التي تمثل ذات المؤلف وعيا وشخصيا ايضا، وهنا صار هناك تناغمايقاعي بين جوانب مختلفة . ايروكيا سادية مستعارة – بداية أن نشير الى أنالرواية قد توفقت بصياغة ظروف الاغتراب الخارجي المتعددة والمختلفة، ورسمتلنا صور بشرية للعوز والتقص من عدة حاجات، والفار الكبير بين الفرد منالبيئة، والفرد الخارج من تلك البيئة، والذي يعيش على هامش الى حد لايملك نقداجرة الصعود الى السيارة العامة، بل ان التنازل الى الحق الاجتماعي، والى حدأن هناك ليس هناك توازن في الجانب الجنسي، حيث احد الشخوص انزلتامرأة لمكانه ووضعت في جيبه 20 يورو,حتى حار كيف يفسرها، وقد تصاعدجانب الجنس الى حد غير ثابت، بل تنوعت ايقاعات، واختلف التعامل الجنسيبين الرحة او يكون الشخصية ضحية، تعاملت الرواية بتلك التفسيرات الغريبة، لتضعنا امام تلك البيئة من كل وجوها، واكدت لنا هناك تفاوت كبير، واكدت لناالرواية في صفحة 117 – لما لاتحاسب مروان إنه يضاجع الرجال مقابل بيتزا أوحتى كأس بيرة– وهذا الهم الانساني راعت الرواية، وسعت الى عكس صوربشعة عن الاغتراب الرهيب، وصاعد العوز القاسي ، والذي يضع البشر فيظروف جنسية اشبه بتوصيف سادي، كما كانت في مضاجعة رجل في الخمسينلكنه يشعر بانه طفل جميل، وكان ذلك من اجل المال ليس الا، وتلك صورة غيرموضوعية قدمت لنا الرواية، ولتعكس لنا ليس هناك جوع بتلك الصورة المريرة، بلهي لتتيح لنمط الاغتراب الخارجي أن يلغ مداه، وكذلك ليتطور نفسيا الاغترابالداخلي ايضا . قدمت تفاصيل رواية – + 15 – لياسين غالب مشاهد ايروكيةمختلفة ذات حرية نوعية لكنها قاسية، وهي تدل على الفعل الايروكي الذي هواستعار بيئة تتيح لها بحرية مفتوحة كليا، واعتقد الشخصية في غربته تحتاجالى تلك الحرية في اطار السرد الايروكي كمحتوى واحاسيس ومشاعر وجانبنفسي ايضا، واساليب يمكن أن نعتبها سادية، حيث ليس هناك توازن منطقيبين شخصية من البيئة، وشخصية من خارج البيئة، وغرابة اكثر المواقف تؤكدذلك اشبه بالتعذيب النفسي، ورغم حساسية وبشاعة ذلك الفعل الجنسيالمسرود، لكنه اكدت الرواية جرأة متفوقة ، وتجلى بها واقع تباين طبقي قبل انيكون جنسيا، وهنا ايضا الحرية قد الغت مثلث تدور حول المعطيات الفكرية فيالرواية ، وهو الجنس – المجتمع – الدين في البيئة الاصلية، ورغم غيابالتنصيص على ان تحتوي السيرة الذاتية للشخصيات تلك الابعاد الثلاثة، دونالافصاح المباشر عن الاحساس بتلك القيم الثلاثية، والتي في الغربة تغيرتكثيرا، حيث اكدت لنا الرواية أن حرية الجنس في البيئة المستعارة فوضىاخلاقية في تفسيرها مضمونيا.