مصادر مقرّبة جدا من قيادات في كتلة المواطن برئاسة عمار الحكيم , تؤكد أنّها استلمت أوامر وتوجيهات بالخروج إلى الشارع , والتظاهر فور إعلان نتائج الانتخابات العامة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات , معلنة رفضها لهذه النتائج ومتّهمة الحكومة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات , بتزوير نتائج هذه الانتخابات لصالح ائتلاف دولة القانون , وتؤكد هذه المصادر أنّ اتفاقات قد تمّت بين عمار الحكيم ومقتدى الصدر وأسامة النجيفي وأياد علاوي , لرفض نتائج هذه الانتخابات , والبدء بموجة من التظاهرات والاعتصامات فور إعلان النتائج , شبيهة بتلك التظاهرات والاعتصامات التي أعقبت اعتقال حماية رافع العيساوي على خلفية التوّرط بأعمال إرهابية , ويبدو أنّ السيد عمار الحكيم الطامح للسلطة بقوة , هو العقل المدّبر لهذه التظاهرات والاعتصامات بتأييد تام من الخائبين والخاسرين في هذه الانتخابات .
ويبدو أنّ اقتراب موعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات , سيشّكل إحراجا شديدا لعمار الحكيم الذي ادعى الفوز بالمركز الأول بعد يوم واحد من الانتخابات , وكذلك سيشّكل إحراجا أشدّ للفتوى التي أصدرها الشيخ بشير النجفي بانتخاب عمار الحكيم وعدم انتخاب نوري المالكي , والتي لم يعرها الشارع الشيعي أي اهتمام , وعمار الحكيم الذي ورث قيادة المجلس الأعلى الإسلامي , يريد قيادة البلد من خلال القفز على خيار الشعب العراقي وحقه في انتخاب حكومته , متصوّرا إنّ إشاعة الفوضى يمكن أن توصله إلى مبتغاه , وهو يعلم علم اليقين إنّ الشعب بأسره قد قال نعم لنوري المالكي , ويعلم أيضا أنّ الانتخابات لم تزوّر لصالح أحد , وإنّ الزيادة في عدد المقاعد التي حصلت عليها كتلته , جائت بسبب استغفال بعض البسطاء من الناس بفتوى الشيخ بشير النجفي عشيّة الانتخابات .
والتوّجه نحو التظاهر والاعتصام على طريقة أنصار القاعدة وداعش في المنطقة الغربية , من شأنه إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار , وهذا الأمر ستترتب عليه آثار سياسية وأمنية واجتماعية خطيرة , سيكون السلم الأهلي هو المتصدّع فيها , لأن أنصار نوري المالكي الذين يشّكلون الغالببية العظمى لا يمكن أن يسكتوا ويبقوا مكتوفي الأيدي على التجاوز على استحقاقهم الانتخابي الذي حصلوا عليه من خلال صناديق الاقتراع , كما وإنّ السيد عمار الحكيم يعلم علم اليقين , إنّ أجندات إقليمية تتربص بالعراق , تنتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر , من أجل الانقضاض على ما يسّمى من وجهة نظرهم بحكم الروافض , وسيجد الطائفيون من أصحاب نظرية ( الشيعة للطم والسنّة للحكم ) , ضالتهم وفرصتهم ليطلوّا برؤوسهم كالأفاعي السامة لبث سمومهم القاتلة والمدمّرة , مستثمرين هذه الفرصة التاريخية التي ستوفرها لهم مثل هذه الفوضى لو حدثت لا سامح الله .
فكيف تكون هذه النتائج غير معقولة وكتلة المواطن تحديدا قد تضاعف عدد مقاعدها بنسبة مئة بالمئة تقريبا , فهل يا ترى قد تضاعفت مقاعد ائتلاف دولة القانون بنفس هذه النسبة لتبدو لعمار الحكيم أنّها نتائج غير معقولة ؟ فكيف إذن الادعاء بأنها مزوّرة وغير معقولة ؟ والدليل على صحة هذه النتائج هي نتائج انتخابات المجالس المحلية التي جرت العام الماضي , والتي جائت بتحالف دولة القانون بالمركز الأول .
في الختام أتوجه مرة أخرى للسيد عمار الحكيم وبكل إخلاص , أن لا يكون سببا للفتنة و إثارة الاقتتال الشيعي الشيعي , وأن ينأى بنفسه عن هذه الفتنة وبمد يده لنوري المالكي الذي هو خيار الشعب , بتشكيل الحكومة القادمة , وترجيح مصلحة الوطن والشعب على مصالحه الشخصية والحزبية , واحترام إرادة الشعب وخياره الذي كشفته صناديق الاقتراع .