سافرت عبر التاريخ لأكثر من 3000 عام.
حبات مدورة تربط روح العبد بربه، وخيط يصل بينك وبين الكون وخالق الكون، هواتها يقولون إنها ليست مجرد جمال بل تشعر مع صاحبها وتذكر وتبوح.

السبحة

حبات سافرت عبر الزمان والمكان.

على جدران المعابد البوذية، وقفت تماثيل لرهبان يمسكون سبحات لتوثق ظهور السبحة للمرة الأولى بالهند في بداية القرن الخامس قبل الميلاد، ثم تنقلت بين هندوس ويهود ومسيحي إلى أن وصلت للمسلمين. ورغم أن كل دين تفرد بمظاهره وأقصى ما يربطه بغيره من الأديان الأخرى.
إلا أن المسبحة كانت أقوى من أي إقصاء
وفرضت نفسها على الجميع.

خيط يجمع كل الأديان.

لكل دين أو حتى إنسان، فلسفته الخاصة باستخدام السبحة، فالفينيقيون استخدموها كعوض عن المقايضة في تجارتهم، والشعوب القديمة جعلتها رمزا وتعويذة لطرد الأرواح الشريرة. وكان البعض يعتقد أن غسلها وشرب مائها يشفي من الأمراض. والمسيحيون استخدموها في العصور المسيحية الأولى. كوسيلة للتعارف بينهم، عوضا عن الصليب. ويقال إن أول من إستخدمها هو الأب وس دي روبي، وعام 1880، أطلق بابا روما ليو الثالث عشر على شهر أكتوبر اسم المسبحة المقدسة، وعدد حباتها عند المسيحيين 33 حبة للدلالة على عمر السيد المسيح عليه السلام. أما في اليهودية فقد احتلت السبحة مكانة كبيرة.
في طقوس الكابالا، وعرفت باسم مها براكوت.
أي البركات ال100، وكانوا يستخدمونها للتسبيح 100 مرة بشكل متتابع.

السبحة في الإسلام.

يقال إن أول من صنعت مسبحة هي السيدة البتول فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر في بعض الآثار أن الصحابي أبو هريرة كان له حبل به ألف عقدة، لا ينام حتى يسبح عليه عدة مرات، كذلك من أشهر السبح سبحة زبيدة بنت جعفر المنصور.
وهي من السبح الفريدة في شكلها إذ صنعت من يواقيت رمانية كالبنادق.
وسبحة هارون الرشيد، وهي عشرة حبات من الدر عند المسلمين، عدد حبات المسبحة إما 33 حبة لعدد الذكر الوارد في السنة بعد الصلاة، أو 99 حبة دلالة على أسماء الله الحسنى، كذلك انتشرت السبحة المئوية والألفية في الوسط الإسلامي على يد الصوفية المعروفين بحرصهم.
على أوراد، وأذكار بأعداد محددة.

كثيرون لديهم ارتباط روحي بالسبحة، يعتقدون أن كروية حباتها لها دلالة على وحدة الكون، وتدخلهم حالة من الاتصال الروحي بالله عز وجل، كذلك البعض يقولون إن تحريك حباتها يولد إحساسا بالسلام الداخلي، وينظم ضربات القلب،

وجمع السبحات هواية لدى الكثيرين، مثل هواية جمع العملات النقدية والطوابع، يقتلون الفريد منها ويتباهون بها ويعرضونها