معظم القادة والحكام والساسة , لا يخطر على بالهم الفقراء , لأنهم الضعفاء , والممسوكون من أعناقهم وأفواههم , وهم حطب الحروب وضحايا الويلات والصراعات.
فهل وجدتم أسدا تهمه الغزلان الجائعة فيرأف بها؟
إن الذي يجري في هذا العالم , هو الذي يجري في سوح الغاب , حيث التفاعلات المحتدمة الصراع وبلا إنقطاع أو هوادة.
ومن العجب أننا نكتب عن لماذا لا يهتم الساسة بالفقراء والمساكين والمحتاجين وغيرهم من الناس المستضعفين , وكأننا نتوقعهم سيحاربون الفقر ويقللون عدد الفقراء!
وفي شبكات التواصل الإجتماعي الكثير من أصحاب الكراسي يرسلون صورا لأناس في أرزء الأحوال , وكأنهم يريدون الظهور بأنهم من أنصار الفقراء خصوصا عندما تكون الإنتخابات على الأبواب , وتحتار في أمرهم , وهم أصحاب القرار وبيدهم المفتاح والحل.
إن لعبة الفقراء يستخدمها الساسة لأغراض دعائية لا غير , فلا علاقة لهم بالفقر والفقراء , لا من بعيد ولا من قريب , ولو صح إدعاؤهم لتناقص عدد الفقراء ولعمّ الرخاء في بلاد تطفو على بحر من النفط.
إن القضاء على الفقر لا يحققه إلا الفقراء أنفسهم , عندما يتحررون من التبعية ويؤمنون بحقوقهم , ويُفعِلّون إرادتهم الإنسانية الواعية المتواكبة مع مفردات العصر , أما أن يتواصلوا بدورانهم في حلقة مفرغة من الخنوع والخضوع , والقبول باستخدامهم وتسخيرهم لغايات في نفوس الكراسي , فهذا يساهم بزيادة عددهم , لأنهم المادة الدسمة لتنمية الأعشاب الضارة والأدغال اللازمة للتضليل والخداع , وإمتلاك الناس.
ويبدو أن مَن يسمون أنفسهم ساسة , يعزفون على أوتار الفقر والفقراء , لأنهم أسهموا وبجدارة في زيادة نسبتهم ومعاناتهم وقهرهم وإستلابهم , ولا بد من خداعهم لضمانهم قبل أي إنتخاب!!
إن معزوفة الفقر والفقراء أزلية أبدية ولن تنتهي , لأنها مادة نافعة للذين يمتهنون السياسة ويدعون الدين , فانظروا كم من الفقراء المدقعين حول بيوت الله التي يتردد فيها كلامه وتعاليمه وقيمه التي جاءت على لسان أنبيائه ورسله!!
أيها الفقراء , حرروا أنفسكم من أصفاد الفقر , فلكم الحق المطلق بحياة حرة كريمة راضية , فأنتم أصحاب الثروة الحقيقيون , وغيركم سراقها , فلا تصدقوا سياسيا واحدا , ولا تثقوا بكراسي الجاثمين على صدوركم أجمعين!!