ان من يظن ان المالكي يقف مكتوف اليدين فهو واهم التصور .. ان خططه في الصميم و غاية في الدهاء و المكر و الخديعة …لم يخطر في رأسه شيئا إلاّ و ارتكبه و لم يفكر في شيء إلا و حققه .. و يكفيك ما عمله في الرمادي من سياسة متقنة فقد استمهل المعتصبين عاما او اكثر و لم يحرك ساكنا لا سلبا و لا ايجابا و هو يفكر في كيفية خلط الاوراق و الاستفادة منها ما دامت الاموال الطائلة في يديه يتصرف بها ما يشاء و ما دام الجيش و الامن و الشرطة و جهلة المجتمع العراقي و القضاء و الاعلام و البنك المركزي و النزاهة و مفوضية الانتخابات في يده و ما دام قسم من المنتفعين من
اغلب ابناء الشعب العراقي تحت طوع بنانه … و لهذا حرك القطعات العسكرية بحجة ملاحقة اطرافا ارهابية و من ثم استغلها فرصة للالتفاف على الرمادي و بعدها مارس القمع و التهجير و ختمها بالفيضانات و اغراق مدن باكملها و احراق اراض زراعية مثمرة مع غلاتها و ساكنيها و تشريد اهلها و تلويث بيئتها و اخناقهم بالدخان و ختمها بإلقاء البراميل المتفجرة على الناس الابرياء العزل … انها جرائم حرب رهيبة علاوة على شراء ذمم جميع موظفي المفوضية للانتخابات و غيرها الكثير مما يطول عده .. و لا يفوتنا الى شراء ذمم المرجعية .. فالجميع يسأل لماذا لم يظهر من هو
اكثر تاثيرا في النجف و هو سيستاني على اعتباره مرجعا اعلى ليدلو برأيه … و يكشف ما خفي من الحقائق .. اما ما صدر من البشير النجفي فلم يكن له اثرا سيما ان مقلديه قليلين اضافة الى تصريحاته اللامسؤولة بتاكيده على انتخاب جهة واحدة و هذه جعلت الكثير ينفرون منه و يعتقدون انه ظهر على المشهد ليس حبا بعلي انما بغضا لمعاوية كما يقال .. و لهذا ارجع و اقول ان المالكي لم و لن يترك العراقيين يعيشون دون ان ينغص عليهم و انه جاد العزم في ملاحقة جميع خصومه السياسيين حتى اذا استلزم تاخير تشكيل الحكومة لمدة اربعة سنوات اخرى … خصوصا بعد رفع الحصانة بعد شهر
من النواب السابقين فانه يعمد الى اعتقالهم و اهانتهم و الصاق شتى التهم بهم و تبقى المسؤولية مشتركة على ابناء الشعب و السياسيين و المرجعية … مع الاعتراف بان الشعب لا يمكن الوثوق به لان الاغلبية جاهلة لانه حتى و ان افترضنا التزوير في نسب دولة القانون … لكن بالمقابل فان الشعب الذي يركض و يلهت لانتخاب قوائم الاحزاب الاسلاموية .. حيث ان اكثر من سبعين بالمائة كانت لهذه الاحزاب و ان اكثر من الربع كانت لقائمة المالكي و حينما نقول بانه اكثر من سبعين بالمائة معنى هذا ان اكثر من 15 مليون شخص صوتوا للاحزاب الدينية .. رغم معاناة و حرمان شرائح
المجتمع بسبب هذه الاحزاب لكنهم سارعوا الى انتخابهم … كذلك فانه لايمكن الوثوق بمعظم السياسيين لانهم على استعداد لبيع ذممهم من اجل مبتغاهم … اما ما يعرف بالمرجعية فهي كابوسا جاثم ليس له دور إلاّ مباركة السلاطين ….اذن يجب ان لا تغفلوا ما سيقوم به المالكي خصوصا بعد ان تفرغ اليوم من الانتخابات و خرج منها فائزا و بشكل ساحق … نعم سياسته ناجحة و مضبوطة في الاحتفاظ بكرسيه و حزبه لاغير … مهما حصل في العراق من كوارث و مآسي !