قراءة للآية ” صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ “قراءة للآية

قراءة للآية ” صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ “قراءة للآية

الموضوع : من موقع / المصحف الألكتروني لجامعة الملك سعود – ووفق تفسير بن كثير أقدم شرحا للآية 7 من سورة الفاتحة : { (أ) ” صراط الذين أنعمت عليهم ” ، مفسر للصراط المستقيم . ( و الذين أنعمت عليهم ) هم المذكورون في سورة النساء ، حيث قال : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما / سورة النساء : 69 ، 70) . وقال الضحاك ، عن ابن عباس : صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك ، من ملائكتك ، وأنبيائك ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ؛ وذلك نظير ما قال ربنا تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم / سورة النساء : 69 ) .
(ب) ” غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ” ، فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به ، واليهود فقدوا العمل ، والنصارى فقدوا العلم ؛ ولهذا كان الغضب لليهود ، والضلال للنصارى .. لأن من علم وترك استحق الغضب ، بخلاف من لم يعلم . والنصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه ؛ لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه ، وهو اتباع الرسول الحق ، ضلوا ، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه ، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب ، كما قال فيهم : ( من لعنه الله وغضب عليه / سورة المائدة : 60 ) . وأخص أوصاف النصارى الضلال ، كما قال : ( قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل / سورة المائدة : 77 ) .
(ج) وقد روى حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن مري بن قطري ، عن عدي بن حاتم ، قال : سألت رسول الله عن قول الله : ( غير المغضوب عليهم ) قال : هم اليهود ( ولا الضالين ) قال : النصارى هم الضالون .
(د) وقد روي حديث عدي هذا من طرق ، وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها . وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن بديل العقيلي ، أخبرني عبد الله بن شقيق ، أنه أخبره من سمع النبي ، وهو بوادي القرى ، وهو على فرسه ، وسأله رجل من بني القين ، فقال : يا رسول الله ، من هؤلاء ؟ قال : المغضوب عليهم – وأشار إلى اليهود – والضالون هم النصارى . وقد رواه الجريري وعروة ، وخالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، فأرسلوه ، ولم يذكروا من سمع النبي .. } .

القراءة : * بدءا لا بد لنا أن نستدل على معنى مفردتي الضالين والمغضوب عليهم ، المذكورين في سورة الفاتحة 7 ، فقد ورد في قاموس المعاني ﴿٧ الفاتحة﴾ التالي :- الضالين : هم النصارى ، الذين أخطأوا طريق الحق ومن كان مثلهم . العدول عن الطريق المستقيم ، ويضاده الهداية . أما المغضوب عليهم : الذين سخِط الله عليهم ، كاليهود والمشركين وغيرهم . * أن كل ما ورد من أحاديث لرسول الأسلام ، ومن أجماع تفاسير الصحابة والتابعين والمحدثين / الواردة في أعلاه ، الكل أتفق وأكد بما يلي : الضالين هم ” النصارى ” ، أما المغضوب عليهم ” الذين سخِط الله عليهم ، كاليهود والمشركين ” . * ولكن القرآن كنص ، محشو بآيات ، تؤكد أعترافا بهذين المعتقدين – أي اليهود والنصارى ، وبأنبيائهم وبكتبهم ، وأورد بعضا منها على سبيل المثال وليس الحصر :- ( ” وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ / سورة النحل 36 ” . قال الطبري : يقول تعالى : ولقد بعثنا أيها الناس في كلّ أمة سلفت قبلكم رسولا كما بعثنا فيكم بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له. / نقل من موقع أسلام ويب ) .. والنص التالي يعترف بالأنبياء / ومن ضمنهم موسى وعيسى ( قُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰ وَعِیسَىٰ وَمَاۤ أُوتِیَ ٱلنَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ / سورة البقرة ) .. أما المسيح ، فهناك نصوص كثيرة ترفعه لعليين ، وبمكانة لم يصلها أي بشر ، منها :- ( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ / 45 سورة آل عمران ) ، ووصف المسيح بالقرآن بأنه كلمة الله ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ / سورة النساء 171) .. والأهم من كل ذلك أكد بنص قرآني ، أن المسيح حي ، وهوتأكيد فريد لنبي ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا/ 33 سورة مريم ) . * التساؤل الأهم ، آيات تمجد وتعظم بالانبياء والرسل ، واخرى تصفهم بالضالين والمغضوب عليهم .عدا آية تصف اليهود تحديدا ب الأعداء ، وهي المقطع الأول من سورة المائدة 82 / لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ والذين أشركوا . وهذا دليل على أن النص القرآني مملوء بالتقاطعات ! .

خلاصة : 1 . هناك خلط وألتباس ، بمفردة النصرانية ، فأسلاميا يعتمد أسم النصارى ، على أنهم المسيحيين ، فقد ورد في موقع / أسلام أون لاين التالي { يسمي النصارى أنفسهم بالمسيحيين نسبة إلى دين المسيح عليه السلام ، ويسمون ديانتهم بالمسيحية ، ولم ترد هذه التسمية في القرآن الكريم ولا السنة النبوية ، وأما أول إطلاق هذه التسمية عليهم فقيل : في القرن الثالث الميلادي ، وقيل : قبل ذلك في عام 42م في أنطاكية ، ويرى البعض أن ذلك كان من باب الشتم لهم . وذلك أنهم فرقة مخالفة للمجتمع الذي ظهر فيه عيسى ( ع ) وأتباعه حيث سيطرة الرومان الوثنيين ، وعداء اليهود الشديد لعيسى ( ع ) وأتباعه وسعيهم لدى الرومان في قتله ، ولذلك فالأولى أن يسموا بما سماهم القرآن (النصارى) } . 2 . ولكن وفق المعتقد المسيحي ، هناك أختلاف واسع بين المسيحية والنصرانية ، فقد ورد في موقع / نور سات ، التالي : النصرانية! هي فئة من اليهود المتنصرين (الإبيونيون)، إلتحقوا بالمسيح ورأوا فيه نبيا عظيما من الأنبياء. لا يعترفون بألوهيته ولا ببنوته لله، بل يقولون بأنه رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان، أو بالأحرى أن المسيح المبدأ الأزلي دخل يسوع يوم عماده وفرقه يوم استشهاده. تكون رسالته على التعليم والتبشير دون الفداء يقبل الأبيونيون إنجيل متى وحده، ويسمونه “الإنجيل بحسب العبرانيين”، وهو نفسه إنجيل متى الأرامي ولكنه ناقص ومحرف ومزيف ، كما يشهد أبيفانوس : النصرانية عقيدة لا تمت بصلة لا من قريب ولأمن بعيد للديانة المسيحية ، بل ابغضتها وحاربتها بشدة حتى قضت عليها. * مما سبق نستنتج .. من أن الأسلام الذي جاء بعد المسيحية بقرون ، يفرض أسما / النصارى ، على أتباع المسيح / المسيحيون ، وهذا الأمر بعيدا عن المنطق والعقلانية ، وذلك لأن لكل دين تاريخ ولاهوت خاص به ، ولا يمكن للمسلمين أن يحشروا أنفسهم بقضايا المسيحية المبكرة ! ، لأنهم لم يكن لهم أي وجود في تلك الحقبة ! . * أذن وفق العقيدة المسيحية ، أن مفردة الضالين / لا تنطبق على المسيحيين ، لأنهم ليسوا نصارى ، بل مسيحيون .
3 . مما ورد ، يتضح لنا من أن كتبة القرآن ، ليسوا على حال أو أتفاق أو فكر أو نهج واحد ، لأنه ليس من المنطق ، من أن يكون أتباع عقائد ضالين ومغضوب عليهم في نصوص معينة ، وبذات الوقت ، قد ورد بحقهم نصوص تخالف ذلك . وبمعنى أخر ، لم يقرأ أو يطلع ، كتبة الحقبة القرآنية المتاخرة ، مما سطر الكتبة الأولين من نصوص . نقطة رأس السطر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات