27 ديسمبر، 2024 5:15 م

“كيهان” الإيرانية تبحث الإجابة .. هل “الأمل” ضرورة استراتيجية ؟

“كيهان” الإيرانية تبحث الإجابة .. هل “الأمل” ضرورة استراتيجية ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

01 – الأمن من الكلمات المتكررة نسبيًا في خطاب مقام المرشد الأخيرة، بخلاف أن جميع خطابته مثيرة للتفاؤل، وحين يقول إن (حزب الله) حي، و(حماس) حية، وأتوقع تولي مجموعة مشرفة وقوية الأمور في “سورية” إلى غير ذلك من العبارات في إطار تحليل التطورات والأجواء الإقليمية، فهذا يبعث على الأمل؛ بل إنه يقوم بتقريع من يعملون على إثارة يأس الشعب بأشكال مختلفة.

وعليه فالأمل مهم وحيوي باستمرار؛ وليس في الحالات الخاصة فقط. بحسّب تقرير “جعفر بلوري”؛ المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.

“اليأس” أسقط “دمشق”..

02 – المقطوع له أن أحد الأسباب الرئيسة والهامة لسقوط “دمشق” السريع، عدم تدخل الجيش في هذا البلد، والسبب الرئيس في ذلك هو يأس القادة والضباط.

وحين ينعدم الأمل، تسقط بغضون أحد عشر يومًا دولة كانت قبل أربعين عامًا أحد محاور “المقاومة” الأساسية. ولا يمكن تجاهل تأثير المشكلات الاقتصادية، والعقوبات الغربية الوحشية، والتقاعس عن إجراء مجموعة من الإصلاحات السياسية، وغيرها على سقوط “دمشق”، لكن أظن أن مجموع هذه العوامل أفضى إلى شيوع اليأس، وهو ما جعل هذا البلد لقمة سائغة للوحوش التكفيريين والصهاينة.

“الأمل” في قلب المشكلات الداخلية..

03 – كانت قد برزت خلال (140) يومًا الماضية، الكثير من المشكلات في المجالات المختلفة، بعضها كان موجودًا من قبل، وبعضها الآخر لم يكن موجودًا أو على الأقل لم يكن موجودًا بنفس هذه القوة، بداية من تلوث الهواء وحتى انعدام السيطرة على سوق العُملة وغير العُملة.

وفيما يخص أسباب احتدام هذه المشكلات، يمكن دراسة الأمر كل مشكلة على حدة، من التعيينات الخاطئة، وحتى الاختيارات الخاطئة.

ولسنا هنا بصدّد مناقشة الأسباب، لأننا نتحدث عن “الأمل” وأهميته. لكن سوف نُشير في عدة سطور إلى أحد أهم هذه الأسباب ثم نتجاوز الموضوع… مع تقدم العلوم الإدارية، طُرح تدريجيًا موضوع الاستفادة ليس فقط من الفرص، وإنما التهديدات كذلك، على سبيل المثال، قال اللواء “قاسم سليماني”؛ في جمع من المقاتلين ما معناه: “الفرص تكون في قلب التهديدات، شريطة ألا نخاف أو نخيف”.

ولعل الاستفادة من الفرصة، لا تتطلب فنًا كبيرًا، لكن تحتاج بالقطع مديرًا يستطيع خلق الفرصة من قلب التهديدات. وهو العمل الذي برع فيه جنرال القلوب. فلقد كان تنظيم (داعش) يمُثل تهديدًا إلا أن اللواء “سليماني”؛ صنع من قلب هذا الخطر شعبية وقوة للشعب الإيراني.

وعمل المدير بالأساس إدارة الأزمة، لا أن يُعلن على المنابر الرسمية، أننا لا نستطيع أن نكون مدراء !

دور وسائل الإعلام..

04 – أتصور أن وسائل الإعلام تلعب إلى جوار المسؤولين بالدولة، دورًا خاصًا في إنتاج “الأمل”، أو إشاعة “اليأس”.

وإنتاج “الأمل” لا يعني تجاهل وسائل الإعلام للمشكلات والوقائع المريرة، وإنما ضرورة فحص الوقائع، وعدم التقاط نظرة مكبرة للعثور على نقطة سوداء، وهو الشيء نفسه الذي تقوم به وسائل الإعلام؛ حيث تُركز تحديدًا على الأخبار السوداء حتى لا ترى الأخبار الإيجابية.

ويكفي إلقاء نظرة على الأخبار والتقارير المنشورة خلال الأشهر الأخيرة بواسطة تيار معين.

أهمية “الأمل” داخل المجتمع..

05 – الأمل، قوة تتجاوز التحديات. الأمل ليس مجرد شعور فردي؛ إنه رأس مال اجتماعي وأداة عملية لدفع الأمور قدمًا، خاصة في الظروف الصعبة. وتظهر سواء في تجربة الدول الغربية في تجاوز الأزمات الاقتصادية الكبرى، أو في تحليل ظروف “إيران”، نقطة هامة؛ هي: أن الأمل فاصل بين البقاء والسقوط !

فالدولة التي تُحافظ على الأمل بين أفراد الشعب، تستطيع مهما كانت الظروف صعبة، العثور على طريق لتجاوز أصعب الأزمات.

فالأمل، لا يضخ القوة فقط في الشعب، وإنما في المدراء والمسؤولين، والنخبة، ووسائل الإعلام. والتفاؤل وظيفة أخلاقية وضرورة استراتيجية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة