خاص: إعداد- سماح عادل
“بوداود عمير” كاتب ومترجم وناقد جزائري، كتب “بوداود عمير” العديد من المقالات الثقافية في الصحف الجزائرية والعربية. كما كان يكتب مقالات أسبوعية في صحيفة “الخبر”، ومقالات شهرية في مجلة “ومضة أمل” الدولية؛ كما أسهم بمقالاته في الملفات الثقافية في كل من ملحق “الكراس الثقافي” لجريدة النصر، و”النادي الأدبي” لجريدة الجمهورية، والملحق الفكري الشهري “أوراق” التابع لجريدة الجمهورية. كما أسهم بكتاباته في المجلات الثقافية التي تصدرها وزارة الثقافة.
ومن أعماله..
مجموعة قصصية “صوب البحر”، عن دار الكلمة 2016.
كتاب جماعي، “الحراك الجزائري، كتابة لنحت مسالك النور” عن دار الألمعية، الجزائر 2021.
كتاب “خليفة بن عمارة، الباحث المتخصص في تاريخ الجنوب الغربي الجزائري” عن دار “الوطن اليوم” الجزائر 2023.
مجموعة قصصية “نزق”، عن دار الأمير بفرنسا 2023.
كتاب “مخلوف عامر، الناقد الأدبي”، عن دار “الوطن اليوم”، الجزائر 2023.
كتاب جماعي “تفكيك وتشريح واقع ثقافي”، عن دار “حسين راس الجبل” بقسنطينة 2024.
كتاب جماعي “غزة تراتيل النصر”، دار القرن 21، الجزائر 2024.
ترجمات..
كتاب “لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي الجزائري”، للمؤرخ خليفة بن عمارة، دار جودي للنشر وهران 2008.
كتاب “النسب الشريف”، للمؤرخ خليفة بن عمارة، دار الجودي للنشر وهران 2009.
كتاب سيدي الشيخ، شخصية خارقة للعادة، للمؤرخ خليفة بن عمارة، دار الجودي للنشر وهران 2011.
كتاب قصص مترجمة ل”ايزابيل إيبرهارت”، دار القدس العربي وهران 2011.
كتاب تاريخ الجنوب الغربي الجزائري، للمؤرخ خليفة بن عمارة، دار القدس العربي 2013.
كتاب “ديسمبر 1960 بوهران” للمجاهد محمد فريحة، دار القدس العربي 2013.
مجموعة قصصية “ياسمينة وقصص أخرى” لإيزابيل إيبرهارت، صدرت في كتاب عن مجلة الدوحة القطرية (2015).
ديوان “صديقتي القيثارة” للشاعرة والإعلامية الراحلة صافية كتو، دار الوطن اليوم، الجزائر 2017.
رواية “ليندة”، للكاتب محيي الدين بريزيني، دار النظر للنشر، الجزائر 2018. كتاب “الملعقة وأشياء أخرى بسيطة ” مذكرات من الأغواط، للشاعر والمؤرخ لزهاري لبتر، صدرت عن دار الحبر 2022.
صوب البحر..
في مقالة بعنوان (عوالم السرد في «صوب البحر» للجزائري بوداود عمير) كتب “محمد حسن مرين”: “في مجموعته القصصية «صوب البحر» الصادرة عن دار الكلمة في الجزائر آخر 2016، في طبعة أنيقة من الحجم المتوسط وفي 117 صفحة، يسرد الناقد والقاص والمترجم بوداود عميّر عوالمه في 49 قصّة، منها 7 قصص قصيرة، و35 قصّة قصيرة جدّا لا يتجاوز معظمها نصف الصفحة أو الصفحة، بشكل ومضات سردية، يتكثف فيها المشهد القصصي في جُمل قليلة.
ويعتبر بوداود عمير من الكتاب الجزائريين الممارسين للوَمضات السردية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن مبدعي القصص القصيرة جدا، وهي تجربة إبداعيّة تستحق التأمل والتناول النقدي، وقد تناولت هذه المجموعة القصصية مواضيع وثيمات مختلفة، تنوعت عوالمها السردية المهيمنة في حضورها الغالب والمتكرّر، في عموم المسار السردي لمجموع القصص والومضات”.
ويضيف: “إن القصص الأولى من القصص السبع القصيرة قبل سلسلة من الومضات السردية، نرى هيمنة العالم المكاني، في حضور المدينة الداخلية المحسوبة على الجنوب الجزائري، والقريبة من الصحراء، حيث تفرض الطبيعة رتابتها على الإنسان الباحث عن التغيير والتواصل والانفتاح على الحياة، ولكنّها جزء من الوطن الحاضر في أول قصة، «النشيد» من خلال شخصية المجاهد سي سليمان في واقع شيخوخته وآلامه وآثار جراحه، وبين أحلام واهتمامات أبنائه وأحفاده الجديدة في زمن الاستقلال، ولكنه يُحاول أن ينقل تلك القيم الوطنية التي كانت علاقة الأخوة الوطنيّة عنوانها «لم يكن يسأله أحد من أيّ جهة هو قادم، ولا هو بدوره يسأل، كانوا خاوة، لم تُنجبهم أمّ واحدة، لكن الوطن أنجبهم». هذا الوطن الكبير والشاسع، حيث تعيش مدنه الداخليّة رتابة الطبيعة والحياة”.
الكتابة..
في حوار معه أجرته “أحلام بن علال” من صحيفة “الجزائر” يقول “بو داود عمير” عن الكتابة: “مارست الفعل الأدبي، متأخرا قليلا، كرست معظم وقتي في مطالعة الكتب، وتعلّم اللغات؛ هكذا كنت أقرأ باللغتين العربية والفرنسية، أقرأ كل ما تقع عليه يداي من الكتب، وفي جميع المجالات خاصة القصص والروايات؛ في فترة الثمانينيات، كان الكتاب وسيلتنا الوحيدة لملء الفراغ، وللتثقيف والمتعة كذلك؛ وكان رفيق دربنا نحو الحلم، في غياب أشياء الترفيه كما هو عليه الحال اليوم.
وعن اختياره للأعمال التي يقوم بترجمتها يقول: “ركزت في اختياراتي للترجمة، في البدء، على كتب التاريخ، وبالتحديد تاريخ منطقتي (الجنوب الغربي الجزائري)؛ لا سيما بعد أن تعرفت على صديقي الباحث والمؤرخ خليفة بن عمارة، الذي يكتب بالفرنسية أشياء مهمة عن تاريخ المنطقة، بعد تمكنه من وثائق تاريخية ثمينة، وهو بدوره كان حريصا على ترجمتها للعربية، حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من القراء، خاصة فئة الشباب، الذين يقرأون في معظمهم باللغة العربية. هكذا ترجمت أربعة كتب تاريخية، أفادت كثيرا أبناء المنطقة في التعرف عن قرب على تاريخهم، منذ العصور التاريخية الأولى والى غاية ثورة التحرير المباركة”.
وعن رأيه على مقولة “الترجمة خيانة للنص الأصلي” يقول: “تلك مقولة أضحت مشهورة، ومتداولة على نطاق واسع، فيها بعض الصحة وفيها الكثير من المغالطات؛ لنتفق أولا أن عملية الترجمة، عملية حضارية بالأساس، لا يمكن الاستغناء عنها، بوصفها جسر تواصل يجمع بين ثقافات الشعوب؛ ولولا الترجمة ما كنا لنكتشف نصوصا عالمية خالدة، يتعذر الاطلاع عليها بلغتها الصعبة، كما هو الشأن بالنسبة للأدب الروسي مثلا. الترجمة ستصبح خيانة في اعتقادي، عندما يعدّل أو يتصرف المترجم في النص بحسب هواه، أو لدوافع سياسية أو عقائدية أو أسباب أخرى. من هنا أجدني أنحاز إلى القائلين بضرورة إعادة ترجمة العمل مرة ثانية أو ثالثة، من مترجمين مختلفين. وتبرز “الخيانة” كذلك عندما تتصدى الترجمة للشعر خاصة، لأن الشعر أحاسيس ومشاعر وموسيقى وجدانية، يصعب نقلها إلى لغة أخرى؛ ولكنها “خيانة لا بد منها”. بالتأكيد الأمانة مطلوبة في الترجمة، ولكن “الخيانة” في الترجمة ضرورية أحيانا، لأن التقيد بحرفية النص الأصلي، يقضي في اعتقادي على روح النص المترجم”.
دقة العالم..
في مقالة بعنوان (يكتب بجدية الفيلسوف ودقة العالم..الكاتب والمترجم بوداود عمير) كتب فيها: “”الكل يشيد بدور الكاتب والمترجم بوداود عمير الذي لم أكن لأعرفه عن قرب لولا اكتشافي له من خلال آثاره في الكاتب الراحل خليفة بن عمارة. وقد قال الأستاذ قادر بوشريف في الكاتب بوداود عمير: أتمنى من كل قلبي أن لا يتم التفريط في هذا الكاتب والمترجم عمير بوداود ، ما يقدم من كتابات وترجمات عبر منشوراته في هذا الفضاء يعد ” غنيمة “، تستحق منا جميعا أن نرفع له قبعة الاحترام والتقدير، أظن أن أمثال بوداود ” قليلون جدا، نادرون ، يكتب بكثافة وطلاقة بجدية الفيلسوف ودقة العالم، وجمالية المبدع، يكتب بلغة فخمة، بسيطة ومعبرة، يستعرض كل البهاءات، يرسم وجوها. يتحدث عن كتابات وعن جديد المجلات الأدبية والفنية الجزائرية والعربية و الأوروبية، قلم ينبض بالحب، كل التحيات لك أستاذنا”.
يقول وليد خالدي ” بوداود عمير كاتب جزائري وقاص ومترجم وباحث في الأدب الكولونيالي، له العديد من الإسهامات النقدية والكتابات الإبداعية التي أثرت المشهد الثقافي، حيث اتسمت بالعمق الفكري والمعرفي شكلا ومضمونا فضلا عن ذلك، أنه صاحب أخلاق فاضلة وروح شفافة لا ترى منه إلا ما هو جميل ورائع…وفقه الله لما يحبه ويرضاه”، أما نجم الدين سيدي عثمان فيقول :” الكاتب المترجم بوداود عمير من مواليد مدينة العين الصفراء ولاية النعامة، قاصّ ومترجم، وكاتب مقالات في العديد من الصّحف والمجلات الجزائرية والعربية، صدرت له مجموعة قصصيّة بعنوان “صمت البحر”، كما ترجم مجموعة من الكتب إلى اللغة العربية، من بينها المجموعة القصصية “ياسمينة وقصص أخرى” لإيزابيل إيبرهارت، صدرت عن كتاب مجلة الدوحة القطرية سنة 2015.
كما ترجم المجموعة الشعرية لصافية كتو تحت عنوان “صديقتي القيثارة”، إلى جانب ترجمته لمجموعة من الكتب التاريخية تتناول منطقة الجنوب الغربي الجزائري. رجل مثقف ومحترم، لا يخوض في الوحل، متنور نظيف ولامع، يستحق مكانة أرفع، منشوراته الأدبية التي تتمحور حول عالم الكتاب والأدب والترجمة رائعة، من لا يعرفه من القراء والكتاب فقط خسره، تحياتي الحارة لعميّر، هذه الفقرة تكريم بسيط لجهوده، لو كان بوسعي أكثر لفعلت”.
أما الكاتب محمد بن زين فيقول ” الكاتب القاص والباحث و المترجم بوداود عمير من أنشط المهندسين لجسور التواصل، يستمر في التعريف بالمنجز الأدبي وينقل للعربية ما يبدع بالفرنسية، ترجم نصوصا كثيرة، منها نصوص لإيزابيل هيربارت وصفية كتو وخليفة بن عمارة. عمير يواصل ببصمته مسار إسماعيل العربي وحنفي بن عيسى و أبو العيد دودو ومرزاق بقطاش وجيلالي خلاص ومحمد ساري وعبد الله حمادي وعبد العزيز بوباكير، أي من بذلوا الجهد من أجل تفعيل الحوارية ـ بتعبير باختين وكريستيفا ـ بين الثقافات واللغات، خصوصا من أجل تجاوز الإنشطار بين المعربين والمفرنسين. عمير يتدفق سخاء معرفيا وأدبيا، يشارك أصدقاء صفحته الفايسبوكية ما يقرأه وما يرصده من مستجدات الساحة الأدبية، عمير شخصية استثنائية في المشهد، يرابط في منطقته البعيدة عن المركز لكنها المشحونة بكل ما يلهم ويخصب، يرابط و يشرق كل يوم بمدد السخاء المعرفي”.
وفاته..
توفي “بوداود عمير” عن عمر الـ 64 الإثنين 23/ ديسمبر/2024 إثر أزمة قلبية، في مسقط رأسه بمدينة العين الصفراء، بولاية النعامة الجزائرية.