27 ديسمبر، 2024 12:49 ص

بذ الطائفية والتعامل بوطنية هو النجاح

بذ الطائفية والتعامل بوطنية هو النجاح

الطائفية مرض والوطنية والانسانية صحة ، التخلص من المرض يحتاج الى علاج وتدريب لكن بعض الاجسام لا تتقبل العلاج وبعض النفوس لا تصبر على التدريب ، تخيل هناك ناس تحتال في “البوستات” حتى تضفي صفة طائفية وتهاجم سوريا لمجرد ان تغير نظامها ، وهم “مثقفون” ، وهناك ناس ترید تغيير اسم شارع الاردن وحي القاهرة وساحة دمشق في بغداد .
الغريب ان الطائفية تزداد كلما تخيلنا انها تضاءلت ، الجيل الجديد اكثر طائفية من الذي سبقه رغم تفاؤلنا انه افضل او قد تجاوز العقدة هذه ، السبب ان الاعلام والتواصل يغذي ذلك والرقابة غائبة وقانون يجرم الكلام او التوصيفات الطائفية غير فعال او ربما غير موجود وانا لا ادري ، المعلمون “والمثقفون” والآباء والمتدينون يزيدون من ذلك حيث لا ضمير ولا انسانية ولا دولة منعتهم او اخافتهم من هذا التوجه .
الطائفية في العراق ولبنان واليمن تجذّرت وازدادت ونخرت عندما تساهلت الدولة مع الفصائل المسلحة وتحايلت في تسمياتها وشرعنتها حتى تمكنت ، ثم عندما ندمت الدولة وارادت العودة الى الوراء لم يعد ذلك متاحا ، لذا فان اول خطوة يتخذها الحاكمون الجدد في سوريا اليوم -من عدم اعتماد المحاصصة وعدم استهداف مكونات معينة من الشعب بالتعميم ، ومن ضم الفصائل التي اسقطت بشار الى قوات الدولة الرسمية او نزع سلاحها الخارجي -هي خطوة صحيحة وباتجاه حكيم ، وطبعا هذا ليس من حكمة وعبقرية الجولاني ورفاقه الثوار انما لسببين ؛ الاول اصبحنا عبرة لمن اعتبر وتجربة فاشلة حية يقاس عليها فشل البلدان فكان من السهل التعلم “برؤوسنا”، والثاني ان القوى الفاعلة في سوريا الجديدة ليست -كسوء حظنا في إيران – الفاعلة في العراق ، فتركيا وامريكا وقطر لا يريدون دولة ميليشيات ولا مراكز قوى بل دولة سورية حديثة مستقرة ودولة مؤسسات ليسهل الاستثمار في اعادة بنائها ويسهل التفاهم معها وبناء التعاقدات والاتفاقات ، الأطراف التي سوف ترغب في فوضى جديدة بسوريا -لا سمح الله- هي بن سلمان وبن زايد والسيسي ، وهؤلاء اظن ان حكومة سوريا الجديدة فاطنة لهم ، والله المسدد لهم والناصر للخير ،