خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
شارك الرئيس الإيراني؛ “مسعود بزشكيان”، في القمة الحادية عشر لقادة “مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية”؛ (D-8)، التي تأسست بجهود رئيس الوزراء التركي الفقيد؛ “نجم الدين أربكان”، والذي كان مقربًا من “الجمهورية الإيرانية”، بهدف تحسّين العلاقات الاقتصادية بين بعض الدول الإسلامية النامية.
كما تحظى المشكلات السياسية؛ (فضلًا عن أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية)، باهتمام الدول أعضاء هذه المنظمة. بحسب تقرير “پگاه سادات طباطباء”؛ المنشور بصحيفة (رواديد آمروز) الإيرانية.
مدى أهمية القمة الأخيرة..
وفي القمة الأخيرة؛ وفي إطار التأكيد على التعاون الاقتصادي، والثقافي، والتعليمي، وكذلك تقديم الرئيس الإيراني من جهة أخرى مقترح سّك عُملة موحدة مشتركة بين الدول الإسلامية، وزيادة أعضاء الدول المشركة في المجموعة، بعد ضم “أذربيجان”.
وبالنظر إلى زيارة مسؤولي إيراني رفيع في قامة رئيس الجمهورية إلى “القاهرة”؛ بعد ثلاثة عشر عامًا من آخر زيارة، وأن يحظى بحفاوة استقبال من نظيره المصري، فإنها تُعتبر حدثًا يستدعي الاهتمام بحد ذاته؛ حيث غلب الفتور على العلاقات “الإيرانية-المصرية” في أعقاب التوقيع على اتفاقية “كامب ديفيد”؛ بين “مصر” و”إسرائيل”.
التطورات الإقليمية تخيم على أجواء القمة..
وتضم المنظمة دول: “مصر، وإيران، وتركيا، وباكستان، وبنغلادش، وإندونيسيا، وماليزيا، ونيجيريا”، ومؤخرًا “جمهورية أذربيجان”، لكن من بين الدول التسعة؛ تقع: “إيران ومصر وتركيا”، في منطقة الشرق الأوسط.
ومع الأخذ في الاعتبار للتطورات المهمة واسعة النطاق التي تشهدها المنطقة، فقد تناولت النقاشات طبيعة هذه التطورات بخلاف القضايا الاقتصادية والثقافية.
وفي الجلسات شدّد الرئيس؛ “بزشكيان”، خلال لقاء نظيره التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، على وحدة الأراضي السورية؛ لا سيّما وأن “أنقرة” لعبت دورًا هامًا في دعم المعارضة السورية؛ وبخاصة (تحرير الشام) في آتون التطورات السورية الأخيرة؛ التي أفضت إلى سقوط؛ “بشار الأسد”.
أمام “تركيا” وجهًا لوجه..
وتتطلع “تركيا” إلى القيام بدور أكبر في المستقبل السياسي السوري، وتسعى للحد من النفوذ الإيراني
الإقليمي، ومن ثم يمكن أن تكون مشاركة “إيران” والحكومة الرابعة عشر، بمثابة خطة بغرض الاستفادة من الدبلوماسية في زيادة التعامل والتعاون للقضاء على المشاكل الإقليمية، ورُغم أن قمة (D- 8) الأخيرة يمكن أن تكون ذات تأثير على تعاون “إيران” و”تركيا” كما في الماضي، لكن يبدو أن سياسات المسؤولين الأتراك الطموحة في الشرق الأوسط؛ لا سيما في “سورية”، وغيرها من السياسات مثل القومية التركية الجديدة وفكرة “تُركستان الكبرى” وربط “تركيا” بالدول الناطقة بالتركية في “القوقاز وآسيا الوسطى”، عبر ممر (زنجزور)؛ الذي يمَّثل أداة ضغط على “إيران”، يجعل من المباحثات مع المسؤولين الأتراك بخصوص التطورات الإقليمية؛ وبخاصة في “سورية”، غير فعالة.
مخاوف مصرية من تطورات الأحداث..
لقاء “بزشكيان” المهم الآخر؛ كان مع نظيره المصري الذي استقبله بحفاوة، وتبادلا الحديث معًا حول التطورات الإقليمية؛ حيث أعلن “السيسي” أن المنطقة تواجه تحديات حقيقية، مع احتمال سّريان واشتعال المزيد من التوترات في المنطقة.
وبالنظر إلى تطبيع العلاقات “المصرية-الإسرائيلية” بشكلٍ كامل؛ منذ التوقع على اتفاقية “كامب ديفيد”، وميل “السيسي” نفسه للتقارب مع الغرب و”إسرائيل”، إلا أن الحرب الإسرائيلية على “غزة”؛ على مدار العام الأخير، قد أثار مخاوف المسؤولين المصريين؛ لأنه مع اشتداد الهجمات الإسرائيلية على “قطاع غزة”، وحديث الصهاينة عن إجبار الغزاويين على النزوح الإجباري إلى “سيناء”، المصرية، قد أثار ردود فعل “القاهرة”، ولأن تنظيم (الإخوان المسلمين) في “مصر” يُعتبر داعم لـ (حماس) والشعب الفلسطيني، والأهم أنهم يمَّثلون النواة الأساسية للمعارضة المصرية ضد نظام الحكم العلماني في هذا البلد؛ وبخاصة حكومة “السيسي”، فإن تدفق الفلسطينيين من “قطاع غزة” على “مصر” قد يمَّثل تهديدًا ضد نظام هذا البلد بسبب تقاربهم مع تنظيم (الإخوان).
وبعد ثورة العام 2011م، في “الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”؛ والتي تمخضت عن سقوط بعض قيادات هذه الدول، من مثل: “حسني مبارك” في “مصر”، قد أثر بشدة على مكانة ووزن “القاهرة”؛ باعتبارها داعية قيادة العام، وما يزال هذا البلد يسعى للتركيز على السياسات الداخلية، والابتعاد عن الأزمات والتوترات بالمنطقة، ومن ثم فإن التقرب إلى دول المنطقة، للقضاء على أزمة “غزة”، قد يكون مفتاح لوقف العمليات الإسرائيلية على “غزة” والحيلولة دون اشتعال الحرب في جيمع الدول؛ ومنها “مصر”.