26 ديسمبر، 2024 2:08 ص

الدورالتخريبي لصناعة الاعلانات فـــي التفكـــيك الاجتمــــــــاعـي

الدورالتخريبي لصناعة الاعلانات فـــي التفكـــيك الاجتمــــــــاعـي

المشهد الاول :

( المسؤول القانوني عن منح اجازة السياقة لمواطنة جالسه في صدر سيارة و بجانبها فتاة جميلة وكما يصفونها الاوساط الفنية هي من الدلوعات في حركاتها ،وهو يؤشر نقاط نتيجة الامتحان الايجابية النقطة الاولى والثانية و يريد قراءة فقرة اخرى وهي سلبية ‘فتتحرك الفتاة وتخرج علبة فيها نوع من البسكويت موضوع الاعلان وتضع واحده بين شفتيها واخرى تمد بيدها باتجاه السيد المسؤول وبنوع من الدلع المطلوب في هكذا حالات ‘والرجل يشعر بالاحراج ‘ولكن الفتاة لاترحم ترفع من هجوم الدلع الا ان يجبر المسؤول توقيع النجاح و ينزل من السيارة ليمسح عرق الخجل المهني …!!!)

المشهد الثاني :

(تظهر قاعة الدرس وتبدو جامعية …!! وليست روضة او ابتدائيه للاطفال ..! مجموعة شباب وشابات جالسين و الاستاذ في صدر القاعة و خلفة سبورة …أيضا من النوع الجامعي ‘ :واقف في وسط المنصه .

الاستاذ  يريد ان يشرح الدرس و عندما يتوجه الى السبورة لكتابة عنوان الموضوع ‘ يسمع صوت غريب ‘ فيتوقف عن محاولة الكتابة و ينظر نظرة فاحصة الى القاعة والطلبة سكوت مطبق …!! فيعود لمحاولة كتابة العنوان و يسمع صوت اقوى من الاول و يركز الاستاذ نظره الى مكان محدد بين الطلبة الجالسين و يتوجه اليه ‘ شابة مع شاب جالسين يرى الاستاذ يحاولون اخفاء شيء عن الاستاذ ‘ وبسرعة غير متوقعة الاستاذ يمد يده الى تحت الطربيزة كما يقولون في الافلام المصرية و ياخذ بين اليدين المشتركتين للطالبة والطالب فاذا كيس جبس …!!- ونرى الاستاذ بكل هيبته العلمية يفقد التوازن و يخرج قطعة جبس و يضعة في فمه ثم يبدأ بقضمها والمخرج يركز الكاميرا على الوجه ويبث شعاع استلام اللذه ويبدأ بحركات راقصة وتتحول دون مقدما ت القاعة الى حلبة الرقص الجماعي وكل طالبة وطالب بيدة كيس جبس و كل فرحان و السلام على علم العولمة)

هذين المشهدين من بين عشرات بل اكثر من الاعلانات التروجية للمواد الاستهلاكية من الملابس والماكل و المشروبات الغازية و و….ألخ ) لاتدري من سمح بانتاجه و نشرة في كل الوسائل الاعلامية الرسمية والاهلية (الشعبوية كما يقولون في الغرب اللبرالي الحديث يقودة ترامب الامريكي وماكرون الفرنسي وكان قبلة ساركوزى الذي لم يخجل اخذ رشوة من الديكتاتور الليبى قذافي الراحل ) ولايعتقد احد بأن هولاءالساسه المحنكين مرتاحين لتوسع نشر هكذا اعلانات (تثقيفية وليس ترويجية ) لاهلنا في الشرق …!!

من المعروف ‘ أن اللجوء الى وسيلة الاعلانات لترويج بضائع في السوق  بأنواعه والتي لها اهمية في حياة الناس ‘ عمل ومهنة مشروعة من حق صاحب البضاعه ان يلجأ اليه كوسيلة لصرف المادة و الربح من ذلك ‘ ومن المعروف أن  المؤسسة الإعلانية بحاجة إلى جهود إدارية إبداعية من منظرو إستراتيجي للإبداع المؤسسي كما يقولون ذوي اختصاص في مهنة الاعلانات ‘ من  هنا ‘ أن وجهه النظر الموضوعي للجوء الى الاعلانات يمثل الإبتکار والإبداع وهي احدى الضرورات الأساسية فى إدارةالمؤسسات المعنية بهذا النشاط , حيث يمثل الإعلان نشاطا حيويا داخل المنشأت والمؤسسات البيعية والخدمية المختلفة , خاصة داخل الهيکل التنظيمى لکثير من المنشأت , حيث يلعب دورا أساسيا فى تحقيق أهدافها

من المعلوم أن أحد اسباب ظهور هذا التوجة التخريبي (مثال اعلانين تحدثنا عنهم ) من افرازات ماحدث في بلدنا بعد 9 نيسان 2003 عندما احتل العراق من قبل عدو لكل القيم مجتمعاتنا الشرقية وما ذلك الحدث الا امتداد لوعد قطعة الغرب بعنوان (وعد بلفور) و يمر تنفيذ ذلك الوعد بشكل منظم بعكس تصور الكثير من اهل المنطقة المعتقدين ان كل مايحدث في منطقتنا من افرازات عدم استقلالية حكام المنطقة ‘ فليس في المنطقة انظمة وقفت بجد والروح الوطنية بوجة اول خطوة من الغرب العدواني لانهم (ودون تردد نقول ) كل الانظمة في المنطقة منذ فرض الكيان العدواني الصهيوني ‘ حكام من اختيار طروحات الغرب ‘ وعندما حصلت بعض التحركات من منطلق الوطنية الحرة لاهل المنطقة راينا والتاريخ الحديث يرويها لنا ان تلك التحركات : إما ان تم ترويضها بعد سنوات قليلة الى التوريط في اعمال ساعدت على توسع الهيمنة الغربيه او اذا اصر على الموقف دبر لها انقلاب وعاد كل شي ء الى المسار المطلوب كما خطط له منذ اربعينيات القرن الماضي .

هل في مجال للتغير ؟

ابدأ بجواب تشائمي ‘ التغير لصالح الارادات الحرة  لشعوب المنطقة مستحيل ‘ ويبالغ من يعتقد بأن لامستحيل في هذا العصر بالذات ‘ في كل مناسبة ابدي رأي لزملاء المهنة حول المستقبل بقولي المتواضع : ( أننا اصبحنا على الارض تحت رحمة من يحكم في الارض رغم عدم التخلي عن الحلم ‘ حلم الاجداد الذي بوركت اهدافه من السماء دون عمل ملموس ‘ ونحن نرى ابن البلد ومدعي الايمان يسلم مفتاح بغداد لبوش و بين الجماهير المبتلي هو يفتخر ب (حامورابي ) هل يمكن للقائد الذي اذل العراق ان يؤمن بان المواطن يمزق مقاعد السيارات الحكومية(  ويعتقد انه بذلك تسقط الحكومة )وهل ممكن (حتى لو كان حلما )اعتبار هذا المواطن حفيد ( حامورابي ) كما ندعي في ادبياتنا ؟

صحيح هو : كلما فعلنا منذ عشرينات القرن الماضي وقدمناها لامريكا  وكان جزائنا (اعلان ترويج للجبس ) ومن لايصدق ليذهب ويدرس واقع المدارس والجامعات التجارية والسلام

أحدث المقالات

أحدث المقالات