يحددثنا كاتب غربي عن رجل دين شاب يعتقد أنه قد تم انحدار الدين على يد البعض من لبس لباس الدين إلى ألاسفل وقد اصاب الدين الركود وان الناس على استعداد لتقديم تنازلات لامبرر لها وهويطالب بالايمان الحقيقي ويقول بأن الإيمان والحياة يجب أن يكونوا وحدة واحدة، ويجب أن تحكم الحياة البشرية من خلال قوة الإرادة (الارادة الانسانية).
يقرر هذا الشاب ترك المزار الذي يسكن فيه ويعود الى للسكن بيته في الوادي لكنه وبعد ان تفشى المرض والمجاعة في الوادي وقد اصابت الناس الضر قرر الاخذ بيد الناس للصعود الى قمة الجبل الجليدي للبحث هناك عن الايمان الذي فقدوه لكن الناس في الوادي يفقدون شجاعتهم وهم في منتصف الطريق ويعودون ادارجهم الى الوادي لكنه يستمر في طريقه معتقدا ان الحقيقة تكمن في قمة الجبل مرددا (كل شيء او لا شيء) ، لكن انطلاق رصاصة باتجاه الصقور من بندقية صياد من ابناء الوادي تؤدي الى انهيار الجليد ودفن الشاب تحته ، ينتهي هذا الشاب نهاية مأساوية لكنه يفتح الطريق الى شباب الوادي للتطلع الى قمة الجبل الجليدي.
الشاب هذا كان قد بنى المزار وسكن فيه قبل بعد موت زوجته قبل ان يعود الى بيته بعد الاحباط الذي اصابه جراء أعجاب الناس بشكل المزار الخارجي وتصميمه دون أن يهتموا بالمحتوى العام أو غرض العبادة الذي بنى المزار من أجله. وهذا جزء من الرمز الذي قصده المؤلف وهو تمسك الناس بالتعاليم الشكلية والماديات دون تعمق في الروح والعقيدة.
وكتب كاتب غربي اخر مسرحية اسمها (الخرتيت) ، تتحدث هذه المسرحية عن حالة مرضية ألمت بمجتمع حيث أصبح المواطنون يتحولون إلي قطعان من الخراتيت ، تنساق في طريقها مندفعة بكل قوة وغير عابئة بأي اعتبارات من حولها مهما تكن أهميتها ، باستثناء شاب وقف يراقب الناس من حوله وهم يتحولون الواحد تلو الآخر إلي ذلك المخلوق الهائج الغليظ ذي الجلد السميك والذي يغفل عن كل ما حوله في اندفاعه المتسرع بقرنه الوحيد نحو هدفه.
بقى الشباب هذا يقاوم تحوله الى خرتيت وهو يقول (انني سادافع عن نفسي ضد جميع البشر! أنا الانسان الاخير، وسأبقى كذلك حتى النهاية! انني سوف لن استسلم) ، فاين شبابنا في العراق من هذا ؟