25 ديسمبر، 2024 11:52 م

“مها ناجي صلاح”.. كتاباتها لحظات من الفرح والتأمل

“مها ناجي صلاح”.. كتاباتها لحظات من الفرح والتأمل

خاص: إعداد- سماح عادل

“مها ناجي صلاح” كاتبة ناشطة اجتماعية يمنية.

التعريف بها..

ولدت في  1978 في صنعاء  ودرست في جامعة صنعاء كلية التجارة شعبة المحاسبة حيث شاركت في الصحافة الطلابية في تلك الفترة. بدأت كتابة ونشر القصص القصيرة منذ 1996. حصلت على المركز الأول في كتابة القصة القصيرة ضمن مسابقة جامعة صنعاء للعام 1998، أسست منظمة غير حكومية تدعى مؤسسة “إبحار” للطفولة والإبداع مع مجموعة من الأصدقاء الكتاب والشعراء في العام 2004، حصلت على الماجستير في التسويق من الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية في العام 2016.

بدأت في إدارة العمل الثقافي منذ 2004 أثناء الدراسة الجامعية، حيث قامت بالتعاون مع بعض الزملاء بتأسيس مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع، وهي مؤسسة ثقافية طوعية غير ربحية تسعى لخلق تغيير مجتمعي عبر الفنون بما يعزز ثقافة حقوق الإنسان ويعلي من شأن قيم الحب والجمال. خلال الفترة 2004- 2016  أشرفت على تقديم عدد كبير من الفعاليات الثقافية مابين فعاليات سردية وفنية ومسرحية وحكائية، وتولت إدارة عدد من الأعمال المختلفة كسلسلة “مبدعون جدد” وهي سلسلة قدمت تجربة ملهمة لإصدارات أدبية أبدعها الأطفال أنفسهم، ومجلة “قزح” التي حملت شعار حقوقي مهم “لونك حلو والألوان الأخرى أيضاً” حيث كنت في رئاسة تحريرها لعددين متتالين.

كانت عضوا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين منذ 2004، وأسست مؤسسة “إبحار” للطفولة والإبداع 2004-2016، وعضو رابطة خريجي برنامج الزائر الدولي 2011، وعضو مجلس أمناء مؤسسة “efe yemen”  للتدرب بهدف التوظيف من الفترة 2014-2019.

كما شاركت في عدد من النشاطات الثقافية، ومنها: الإقامات الثقافية في الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007، معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل تونس الدورة 14 للعام 2007، معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل تونس الدورة 15 للعام 2008، مهرجان الشارقة القرائي الثاني الإمارات العربية المتحدة في 2008، مهرجان نادي الحكاية في صفاقس عام 2012، ورشة الاستراتيجية الثقافية في المورد الثقافي ببيروت عام 2014.

حصلت على جائزة سيلسد (المركز الدولي للطفولة- الأردن) 2015 لأفضل عشرة نصوص للأطفال في سن الروضة 4-6 عن نص “خطوط شذى”، وجائزة الابتكار من الدرجة الأولى عن منتج “قرض العيد” كاك بنك –اليمن 2014.

“مها صلاح” ابنة الكاتب “ناجي يحيى صلاح” عُرفت بقدرتها الفريدة على نسج قصص وحكايات خلدت طفولة اليمنيين وملأت كتبها مكتبات الأطفال في اليمن لتصبح جزءًا من تاريخهم الثقافي.

منذُ صغرها تميزت بالذكاء والإبداع وشكلت ابتسامتها الدائمة وكتابتها المتألقة مصدر إلهام وسعادة للأطفال والكبار على حد سواء لم تكن مها مجرد كاتبة للأطفال بل أيقونة إبداعية حملت على عاتقها مسؤولية توثيق حكايات الطفولة في اليمن لتبقى شاهدة على أزمنة مليئة بالفرح والتفاؤل رغم التحديات.

تركزت أعمال مها الأدبية على ترسيخ القيم الإنسانية وإحياء الأمل في نفوس الأطفال حيث أهدتهم من خلال كتاباتها لحظات من الفرح والتأمل وبرحيلها المفاجئ بكى الأطفال والمثقفون واعتبر الجميع فقدانها خسارة فادحة للأدب اليمني الذي سيظل يفتقد عطاءها الكبير وأعمالها الخالدة.

أعمالها..

صدر لها عدد من الكتب السردية وقصص الأطفال، ومنها:

«منار وأمنية في معرض الكتاب»، نص مشترك صادر عن جمعية معرض صفاقس الدولية لكتاب الطفل تونس 2008.

«كانت تأخذني التفاصيل»، مجموعة قصصية صادرة عن دار أزمنة في الأردن 2010.

«كيف أنام دون حكاية؟»، نص للأطفال صادر عند دار الحدائق بيروت 2014.

«الشجرة تثمر بسكويتاً»، مسرحية للأطفال صادرة عن مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع صنعاء 2015.

«خطوط شذى»، نص للأطفال صادر عن دار البنان في بيروت 2022.

«الزهرة تعبر جدارها الأخير»، مجموعة قصصية صادرة عن دار طوقان للنشر والحلول الرقمية 2023.

وداعا..

في مقالة بعنوان (وداعا مها صلاح.. حكاءة اليمن ورائدة أدب الأطفال) كتب “أحمد الأغبري” : “فقد اليمن اليوم الاثنين، الكاتبة والقاصة مها صلاح (1978- 2024)، التي توفيت في مقتبل العمر؛ لتترك تجربة متميزة في كتابة القصة القصيرة وأدب الطفل وإدارة الأنشطة المتعلقة بثقافة وإبداع الأطفال، من خلال مؤسستها «إبحار للطفولة». تتجلى الخسارة هنا في الرحيل المبكر لكاتبة كانت على قدر من الاختلاف السردي في الاشتغال على القصة القصيرة، والتي كانت تتكأ على خيال خصب وقاموس لغوي ثري على علاقة وثيقة بالشعرية العالية، التي كانت ترصع كتاباتها السردية بحلي وجواهر تعبيرية ذات جمال تحمله وتعبر عنه بإدهاش المعاني والصور والدلالات، وهي بذلك كانت تعزز من خصوصيتها كحكاءة ماهرة.

تلك الخصوصية عبرت عن نفسها بوضوح في كتاباتها في أدب الطفل، الذي برزت فيه ضمن رائدات هذا المجال يمنيا، خاصة مسرح الطفل، كما برزت في جيلها كأحد أهم رموزه في الكتابة للأطفال إن لم تكن الأبرز، كما أن تجربتها الإدارية للأنشطة الثقافية من خلال مؤسستها «إبحار للطفولة والإبداع»، قدمتها كفاعلة ورقم مهم في مجال الإبداع للأطفال”.

تضيف المقالة: “وفق سيرتها الذاتية، فقد بدأت كتابة ونشر القصص القصيرة منذ عام 1996. فازت بعدد من الجوائز منها المركز الأول في كتابة القصة القصيرة، ضمن مسابقة جامعة صنعاء لعام 1998، جائزة سيلسد من المركز الدولي للطفولة – الأردن عام 2015 لأفضل عشرة نصوص للأطفال في سن الروضة 4-6 عن نص «خطوط شذى». برزت في إدارة النشاط الثقافي من خلال تأسيس وإدارة مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع منذ عام 2004، حصلت على الماجستير في التسويق من الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية في عام 2016، كما كانت تشغل موقعا وظيفيا في بنك التسليف التعاوني الزراعي في صنعاء.

نعاها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، واعتبر رحيلها خسارة مبكرة للمشهد الثقافي اليمني. وأكد البيان أن مها صلاح قدّمت، خلال تجربتها الأدبية، إصدارات على قدر كبير من الاختلاف النوعي، سواء ما يتعلق بالقصة القصيرة، التي برزت ضمن أهم أصواتها وعلاماتها النسوية ذات الحضور الكبير، أو على صعيد كتاباتها وأنشطتها المختلفة في خدمة أدب الطفل، سواء من خلال إصداراتها النوعية، أو من خلال برامج مؤسسة إبحار للطفولة. كما نعتها إدارة جائزة حزاوي لأدب الطفل، وعزت أحباءها «الذين تركت لهم رصيدا من الابتسامات والأمل عبر مؤسستها للطفولة «إبحار» ومشروعها القصصي في أدب الطفل».

مدونون يمنيّون كُثر على منصات التواصل الاجتماعي أعربوا عن الفقد الكبير، الذي خلفه رحيلها، لاسيما وهي في مقتبل العمر وفي أوج عمرها الإبداعي. قال الصحافي علي سالم:» كانت تأخذها التفاصيل في الكتابة والحياة، وها هو الموت يخطفها بشكل صدم محبيها وقراءها. مها ناجي صلاح التي كتبت للكبار والصغار برقة ودفء، ها هي ترحل بصمت تاركة لدغة حزن تعض قلوبنا».

فيما كتب السارد منير طلال: «رحلت مها صلاح غادرت دنيانا، مرت بحياتنا كطيف لطيف وجميل. كانت مفعمة بالحيوية والطيبة، غادرت هذه الحياة تاركة فراغا كبيرا عند كل من عرفها. بعد أن قدمت الكثير من الأعمال القصصية، أخلصت في حياتها لأدب الطفل، فأسست مؤسسة «أبحار للطفولة»، وأصدرت عددا من الإصدارات الموجهة للأطفال. وكانت تسعى للنشاط عبر إصدار مؤلفاتها إلكترونيا على اليوتيوب، مزودة بالرسوم والتعليق الصوتي».

أما الكاتب هائل المذابي؛ فأثنى على تجربتها في مسرح الطفل، معتبرها رائدة يمنية في هذا المجال، قائلا: «تحدثت كثيرا عن أنشطة مؤسسة إبحار التي ترأسها الأستاذة مها صلاح رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، وهي رائدة وتكاد أن تكون الوحيدة في اليمن المتخصصة في مجال أدب ومسرح الطفل، وبالتحديد في مجال فنون الدمى والعرائس في أكثر من محتوى أنتجت”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة