25 ديسمبر، 2024 4:56 م

كلمة على الماشي ولا بد منها عن المسلسلات السورية “التشبيحية” !

كلمة على الماشي ولا بد منها عن المسلسلات السورية “التشبيحية” !

خاص: بقلم- د. مالك خوري:

بعيدًا عن المهاترات الرخيصة ومظاهر الكذب والنفاق الجماعي التي تُحاصرنا اليوم، لا بُدّ من التذكير ببعض الحقائق:

سيأتي اليوم الذي سيقوم فيه باحثٍ علمي وجدّي للدراما السورية (خصوصًا خلال الحرب) ليُناقش طليعية وتفوق هذه الدراما في تقديم أفضل وأجرأ الطروحات النقدية الجذرية للواقع السياسي والاجتماعي في بلادها، بل وأكثرها رفعًا للسقف في نقدها لأجهزة وتفكير القمع الأمني والفكري والسياسي. في هذا المجال، لم يمَّاثل هذه الدراما في عُمقها وجرأتها أيًا من الدراما في الدول العربية الأخرى طوال هذه الفترة، وحتى اليوم.

ومن المفارقات الكبرى التي نُشاهدها اليوم، هي أن أكثر الفنانين الذين يتهمونهم مؤخرًا “بالتشّبيح” و”بالتبعية” للنظام السابق، شاركوا في الواقع في مسلسلات وأعمال كانت الوحيدة التي انتقدت مظاهر الفساد والقمع داخل النظام السابق وكانت كلها يتم إنتاجها وتُعرض في معظمها في سورية. ويمكن القول أيضًا، أن حدة النقد السياسي في تلك المستويات لا يمكن تصور السماح بإنتاج أو عرض ما يوازيها اليوم في أي دولة أو منصة تابعة لأيًا من دول المنطقة.

بالمقابل، وفي معظم الأحيان فإن مشاركات “المعارضين” والذين اختاروا الاستقرار خارج سورية، اقتصرت على المشاركة في مسلسلات خليجية وسعودية وتركية أو مصرية لا علاقة لها بأي طروحات سياسية، ومن الناحية الفنية لا ترقى في معظمها لأي مستوى أو محتوى إبداعي ذو أهمية.

(الصور هي للفنان عابد فهد في مشهد من المسلسل السوري “الولادة من الخاصرة” 2011 و2012 و2013، إخراج رشا شربتجي، وسيف الدين سبيعي، وإحدى بوسترات المسلسل الدعائية، وصورة وبوستر مسلسل “عناية مشددة” من عام 2015 من إخراج أحمد إبراهيم أحمد).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة