أثارت تصريحات البنتاغون التي أعلن فيها نية واشنطن ،تزويد جيش نوري المالكي رئيس وزراء السلطة في العراق المنتهية ولايته، بكميات كبيرة من الأسلحة المختلفة الحديثة التدميرية ومنها و24 طائرة f16،وصواريخ متطورة وطائرات مسيرة بدون طيار، وقسم منها وصل العراق وشارك في معارك الفلوجة والانبار، وتم إسقاط أكثر من طائرة بدون طيار بأسلحة ثوار العشائر من أبناء الفلوجة ، ومنها صفقة 14مليون قذيفة مدفع ،أثارت هذه التصريحات الرأي العام العالمي والعربي والعراقي ،متسائلا ما جدوى هذه الصفقات وما هو الهدف من ورائها ،وهل يؤكد هذا حقيقة ورطة اوباما –المالكي في الانبار في مواجهة ما يسمى داعش،أم هناك سيناريو أمريكي يشمل العراق وسوريا ،هذا المقال يفضح ويكشف أهداف هذا السيناريو الامريكي-الإيراني في العراق وسوريا،.ابتداء هناك حقيقة واضحة أن النفوذ الامريكي والإيراني في المنطقة ،اخذ يشكل قلقا حقيقيا لدول الخليج العربي ، ويهدد المصالح الأمريكية فيها ،لذلك جاءت زيارة اوباما التطمينية إلى السعودية لتضع الأمور في نصابها ،وترسل رسالة إلى إيران إنها لا تتخلى عن حلفائها الخليجيين لان علاقتهما (راسخة الجذور كما سماها اوباما )،وان الاتفاق الامريكي الإيراني حول برنامج إيران النووي ليس على حساب العلاقة مع دول الخليج، هنا تبرز أهمية تلاقي المصالح الأمريكية-الإيرانية في العراق،ويتسابق الطرفان في فرض النفوذ السياسي والعسكري على حكومة المالكي لضمان مصالح كل طرف في العراق ، ولهذا نرى ان السباق وصل مداه في تسليح الجيش ودعم شخصية المالكي في الوصول إلى ولاية ثالثة رغم اعتراض بقية الحلفاء والكتل ،فالسيناريو الامريكي لا يهمه من يحكم في العراق ،الأهم عندهم ديمومة المصالح ونجاح المشروع الامريكي وأكذوبة القضاء على الإرهاب (السني )،فتراهم يزودون المالكي بأحدث الأسلحة والطائرات والمدرعات والصواريخ وغيرها وبالسرعة الممكنة ،في حين يرفضون تزويد المعارضة السورية بكل هذه الأسلحة ،ما هو السبب ،السبب لكي تبقى الأوضاع هناك في صراع دائم لإنهاك كل الأطراف في الاقتتال البطيء ولكي لا يخرج احد منهم منتصر يستلم زمام الأمور ويصبح حجرة عثرة في وجه استكمال المشروع الامريكي في المنطقة ،ولتبقي المنطقة في حالة حرب طائفية دائمية تطول لقرون ربما ،في حين هي ضمنت في العراق ما خططت له ونفذته قواتها في ترسيخ النظام الطائفي وهيمنته في السلطة بالجيش والأجهزة الأمنية والشرطة والتسليح ،وإضعاف الطرف الآخر، ليبقى التطاحن الطائفي قائما بين الحكومات الطائفية التحاصصية ،وبين الأطراف المقصية والمهمشة والمنبوذة أمريكيا ،وهكذا نرى الآن الدعم ألتسليحي الواسع لجيش المالكي لمحاربة الطرف المقصي في الانبار ونينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين وحزام بغداد وبعض أحياء بغداد ،وهذا هو السيناريو الامريكي –الإيراني هو تخادم المصالح مقابل تحقيق المشاريع ،فلا غرابة ان تتسارع وتيرة تسليح جيش المالكي وهو يشهد الانهيار الكامل في الانبار حسب صحيفة الواشنطن بوست هناك ،وحسب الواقع على الأرض هنا وما تعرضه الفضائيات والمواقع الالكترونية من خسائر هائلة في الأرواح والمعدات والطائرات والهمرات والدبابات وغيرها ،ولا غرابة أن تعلن أمريكا وإيران تواجدها العسكري في الانبار، لحرب الفلوجة والتحشيد عليها بأربع فرق عسكرية، وب22 هجوم فاشل منذ بداية الحرب على الانبار، دون تحقيق أي نصر ولو كاذب على لسان محمد العسكري الناطق الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية ،إذن المعركة في الانبار ليست بين جيش المالكي وثوار الانبار ،وإنما بين أمريكا والتها الحربية ،ووفدها العسكري برئاسة لويد اوستن قائد القوات الأمريكية ،يدعمهم خبراء الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية (عصائب أهل الحق وحركة حزب الله العراقي وقوات بدر )،وبين ثوار العشائر في الانبار ،والهدف دائما هو إيقاع المزيد من الخسائر في الشعب العراقي ،والانتقام من الانبار التي أذلت فلوجتها قوات المجرم بوش يوم الغزو ،واندحار آلتها الحربية هناك،فالجريمة التي نفذتها قوات المالكي في إلقاء البراميل المتفجرة وضرب المدن بالصواريخ والطائرات والمدفعية ومن ثم إغراق المدن والاقضية والقرى بالمياه هي جرائم يعاقب عليها القانون الدولي بوصفه جريمة إبادة جماعية ،واليوم أعلنت محكمة العدل الدولية بإحالة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقيادات من حزبه إلى المحكمة بجريمة الإبادة الجماعية في العراق ،وهذا يؤكد النهج الذي ترتكبه قوات المالكي وقادته العسكريين ضد أبناء الشعب العراقي ووصفه بجريمة الإبادة الجماعية وهي جريمة لا تسقط بالتقادم الزمني ،ويؤكد حقيقة ما يجري في العراق منذ تولي المالكي رئاسة الوزراء قبل ثمانية أعوام ،الآن هل عرفتم لماذا تزود أمريكا وإيران المالكي بالسلاح والصواريخ والطائرات لضرب الشعب العراقي وتدميره وقتل شعبه ،هذا السيناريو هو جزء من حرب الإبادة الجماعية لشعب العراق ،تقف وراءه أمريكا وإيران وينفذه المالكي ورهط قياداته العسكريين الفاشلين أمثال علي غيدان ورشيد فليح وهلم جرا ،نقول لقد أنفضح هذا السيناريو الجهنمي أمام الشعب العراق ،ولم يعد ينطلي على احد ،وان المالكي الآن متورط في حربه على الانبار كما هي أمريكا وإيران ،وفشلهم المخزي لإخضاع وتركي عاهلنا في الفلوجة بحجة داعش الأمريكية-الإيرانية الصنع والمنشأ ،وان نوري المالكي الآن في زاوية لا يحسد عليها بعد فشل كل قيادات حزب الدعوة من ما يسمى (الصقور) في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وحصولهم على اقل الأصوات مما يشكل هزيمة حقيقة مخجلة للمالكي وحزبه في العراق ،وان فوز المالي شخصيا ليس غريبا واكتساحه الأصوات هو نتيجة طبيعية لأنهم مسيطر هو وأجهزته الأمنية والعسكرية والمخابراتية على صناديق الاقتراع في الجيش والشرطة والمفوضية (المستقلة المالكية ) ،غير بعيدة عن هذا التزوير الواسع الخطير والذي حذر منه اياد علاوي وعمار الحكيم ،وشنا هجوما كاسحا على المالكي دون أن يسميانه بالاسم واتهماه بالتزوير الواسع وخطف صناديق الاقتراع ،وبالرغم من هذا التزوير له و(سنة المالكي في المحافظات السنية كالانبار) فان المالكي لا يمكن أن يتولى رئاسة الوزراء لولاية ثالثة على الإطلاق ،والسبب ببساطة ورغم الترغيب والترهيب المالكي لشركائه ونفوذ وسطوة إيران فان شركاءه عقد العزم على رفض ولاياته الثالثة وهو الآن يفاوض حلفاءه من الصدريين والمجلس الإسلامي على ضمان عدم محاكمته وإحالته إلى القضاء وهي صفقة ممكنة إذا ما أصر الحكيم على إتمامها مع المالكي لصالح احد مرشحيه للوزارة ،أما بقية خصومه وشركاؤه فقد أيقنوا هزيمته في استحالة توليه رئاسة الوزراء ،وتبقى مفاجآت في صفقة كبيرة بين أمريكا وإيران لإعادة المالكي إلى رئاسة الوزراء قائمة ،وهي ممارسة ضغوط مرجعية طهران المباشرة على الحكيم والصدر وإصدار أوامرها بان المصلحة الإيرانية العليا تتطلب إعادة انتخاب المالكي للقضاء على (الإرهاب وداعش في العراق وسوريا ) ،وان المالكي هو أفضل من يحقق هذا الهدف لأمريكا وإيران هذا السيناريو هو مفاجأة المفاجآت في اللحظات الأخيرة كما حصل في الولاية الثانية ..والآن هل عرفتم لماذا تسلح أمريكا وإيران المالكي في هذا الوقت بالذات .