خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تناقلت وسائل الإعلام حديث وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، إلى قناة (الغد) المصرية، عن إمكانية إنشاء تحالف (عربي-إسلامي) في المنطقة. ومن الضروري في هذا الصدّد، التذكير بأن وزير الخارجية قد طرح هذا الموضوع خلال المباحثات مع كبار المسؤولين في السياسة الخارجية المصرية، وتم الاتفاق عليه بشكلٍ عام. بحسّب ما استهل “سید رضا صدر الحسیني”؛ محلل الشؤون الإقليمية، تحليله المنشور بصحيفة (جام جم)؛ التابعة لـ”الإذاعة والتليفزيون الإيراني”.
لذلك، يجب أن نشعر بالتفاؤل وأن نُعبّر عن أملنا في متابعة مسألة التحالف لمواجهة التهديدات الإقليمية على المستوى الفني بأسرع ما يمكن.
العرب والخروج من حالة “إيرانوفوبيا”..
ولتحليل هذا التحالف بشكلٍ أفضل وتأثيره على أمن المنطقة، يجب العودة بالزمن إلى ما قبل عقدين حين طرح النظام الإيراني مقترح مشروع: “سلام المنطقة”، لكن آنذاك شككت العديد من الدول العربية في المقترح، ولذلك لم تتعاون كما ينبغي.
وفي الواقع، فقد تعاملت معظم الدول العربية بسوء ظن مع مقترح السلام الإيراني، بالنظر إلى حالة “إيرانوفوبيا” التي نشرتها “الولايات المتحدة الأميركية” في المنطقة بالتعاون مع “الكيان الصهيوني”.
وعليه فقد استمر هذا الوضع حتى هجوم تنظيم (داعش) التكفيري؛ المدعوم من “الولايات المتحدة” والنظام الصهيوني.
وفي هذه الأثناء ظهرت تحركات تهدف إلى التعاون بين عدد من دول المنطقة للتعامل مع هذه الظاهرة الإرهابية المشؤومة، إلا أنها لم تستمر طويلًا، وألقت أجواء عدم الثقة بظلالها الثقيلة مرة أخرى على دول المنطقة، تحت تأثير العديد من الدول الغربية، وخاصة “الولايات المتحدة والكيان الصهيوني”.
المنطقة تشهد أجواء جديدة..
ثم طُرح موضوع التنسيق بين دول المنطقة مرة أخرى من أجل: “تشكيل تحالف” مشترك بهدف توفير الأمن وبناء: “التنمية الشاملة”، بعد القضاء على تحدي انعدام العلاقات السياسية بين “إيران والسعودية”.
إلا أن هجوم “الكيان الصهيوني” على “سورية”، وتدمير بُنية هذا البلد “العربي-الإسلامي” التحتية، واغتصاب جزء من أراضيه، قد أفضى إلى خلق أجواء مختلفة.
فقد أدى قرب بعض الدول العربية مثل: “مصر والأردن وإيران” من “سورية”، إلى خلق بيئة جديدة للتحالف بهدف توفير أمن المنطقة، وكذلك طُرحت قضايا مثل تسريع وتيرة النقاش حول التنمية الشاملة لدول منطقة “غرب آسيا”.
لذلك ومن دواعي السرور أن يمكننا إعلان أن هذه المسألة قد أُثيرت مرة أخرى من جانب وزير الخارجية الإيراني، في محادثاته مع كبار المسؤولين في السياسة الخارجية المصرية، وتم الاتفاق عليها بشكل عام. وبالتالي نأمل في معالجة مسألة التحالف لمواجهة التهديدات الإقليمية، وكذلك كيفية تعزيز وتعميم العلاقات بين دول المنطقة في المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية والمصرفية والموانيء، على المستويات الفنية في أقرب وقتٍ ممكن.
ولا يجب أن ننسى أن العام الميلادي الذي نعيش أيامه الأخيرة، قد شهد زيادة ملحوظة في صادرات وواردات البلدين، والأمل معقود على أن ينجح تطوير العلاقات السياسية ورفع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراء، في تحقيق هذه الأمنية.