21 ديسمبر، 2024 5:40 ص

“زينب صادق”.. رصد للمجتمع المصري بأمانة وحب

“زينب صادق”.. رصد للمجتمع المصري بأمانة وحب

خاص: إعداد- سماح عادل

“زينب صادق” صحفية وكاتبة مصرية.

التعريف بها..

ولدت عام 1935 في القاهرة. حصلت على ليسانس آداب قسم الصحافة – كلية الآداب- جامعة القاهرة، الدفعة الأولى لقسم الصحافة، زميلة للكاتبات “سناء البيسي وصافيناز كاظم، وسناء منصور، ونعم الباز”، ومن زملائها في هذه الدفعة “صلاح قبضايا، عبد الوهاب مطاوع، وعباس الطرابيلي، وجمال بدوي، ومصطفى شردي، جمال حمدي”.

وعملت في العديد من الصحف والمجلات المصرية منها: مجلة “صباح الخير” فكانت أول صحفية فيها، واستمرت فيها حتى خروجها إلى المعاش، ولها العديد من المؤلفات الأدبية التي قدمت سينمائيا منها فيلم (ابتسامة واحدة تكفي) والمأخوذ عن قصتها “يوم بعد يوم”،  استمرت رحلتها الصحفية الطويلة أكثر من سبعين عاما.

أسلوب رشيق..

تميز أسلوبها في كتابة الأدب والصحافة بالكلمة الصادقة والأسلوب الرشيق، فهي صاحبة أشهر باب إنساني في الصحافة المصرية من خلال مجلة “صباح الخير” بعنوان “أنا والحياة ” الذي استمرت في كتابته بنفس الأسلوب منذ صدرت “مجلة صباح الخير” وحتى بعد أن كبرت.

أعمالها..

روايات “لا تسرق الأحلام، يوم بعد يوم، كنا في زمن أحباب، تكريم في ملهى ليلى، الحب والزواج، إدارة العواطف، عندما يقترب الحب، هذا النوع من النساء، أنقذني من أحلامي، حكايات في ضوء القمر، أنت شمس حياتي، إدارة المشاعر الصعبة، الحزن بحرية، قوة الحب، الخوف يمنعني، بوصلة عقولنا، القرار لك، سيب نفسك، أهمية أن يكون لك هدف”.

 

البداية..

عن بدايتها تقول ” زينب صادق” في أحد الحوارات: “نشأت في أسرة مثقفة، فوالدي كان يعمل مدرسا للجغرافيا، أحب التصوير وكان فنانا فيه فترك الوظيفة وعمل في التصوير الفوتوغرافي كهاو يرصد أحوال الحياة والمجتمع بكاميرته، وفى نفس الوقت غرس في أبنائه حب القراءة والاطلاع بإحضاره لنا الصحف والمجلات والروايات المترجمة”.

وأضافت: “التحقت بمدرسة السنية الثانوية بحكم وجودنا في حي المنيرة بالسيدة زينب، ثم كانت مرحلة التعليم الجامعي فالتحقت بكلية الآداب قسم الصحافة الدفعة الأولى، ومن أقرب من صاحبتهم “سناء البيسي وصافيناز كاظم”، تخرجت في عهد الثورة فأنا بنت الثورة، وبمجرد تخرجي التحقت بالعمل في جريدة “المساء” عند صدورها في قسم التحقيقات، في باب باسم “يوميات الشعب” ويضم حوارات مع العمال والبسطاء من الشعب. وكنت أتجول في شوارع القاهرة لإجراء حوارات مع البسطاء والعامة في الأسواق والشوارع والحوانيت والمصانع، بعد أن أثبت جدارتي في العمل اشترى لي والدي كاميرا فكنت أحرر الباب كتابة وتصويرا”.

“صباح الخير”..

بمجرد النشر عن إصدار السيدة “روز اليوسف” لمجلة “صباح الخير” سارعت الصحفية الشابة “زينب صادق” إلى التقدم مع بعض زميلاتها للالتحاق بها كمحررة، وبعد أيام قليلة اختارها الكاتب “أحمد بهاء الدين” أول رئيس تحرير للمجلة للعمل معه بالمجلة من دون زميلاتها وقال لها “اكتبى معنا عن جيلك الجديد وعبري عن أفكاره وأحلامه وطموحاته.

وتروي “زينب صادق” عن ذلك: “بمجرد بداية عملي بمجلة صباح الخير قرأت مقالا في جريدة المساء فيه هجوم على وعلى الأستاذ إحسان واتهامه بقضائه على مستقبلي الصحفي الذي بدأته في المساء بإلحاقي بمجلة شابة جديدة، وبكيت أمام أستاذي بهاء الدين وإحسان الذي قال لي: إنها شهادة ميلاد لك كأديبة ناجحة وضرورة العمل بمزيد من الكتابة والترجمة والدراسة الأدبية، وكان ذلك من خلال باب بعنوان “حكاية “. حتى تولى الفنان “حسن فؤاد” رئاسة تحرير المجلة عام 1973، استدعاني وطلب منى التفكير في باب أسبوعي أحرره بأسمى، وفى اليوم التالي قلت له  اخترت عنوان “الحياة وأنا” فرد وقال: لا “أنا والحياة” ورسم الفنان “إيهاب شاكر” رسومات الباب”.

كما أشرفت “زينب صادق” على باب “نادي القلوب الوحيدة “لنشر قصائد وكتابات وإبداعات الشباب، وكرمت من نقابة الصحفيين عام 1987”.

60 سنة صحافة..

في مقالة بعنوان (أوراق زينب صادق و60 سنة صحافة) كتب “على خضير”: “الجميلة، الأنيقة الرشيقة البسيطة، الكلمة الصادقة والإحساس الكبير. أتحدث عن زينب صادق أول صحفية في “صباح الخير” صاحبة الأسلوب المتميز الرائع في رحلة صحفية طويلة شاقة. حالة رصد خاصة للمجتمع المصري، والبحث في مكنون أسراره بأمانة وحب ووطنية نادرة التواجد، غاصت وأبحرت وكتبت آلاف المقالات وعشرات الدراسات وبضع روايات وسهرات درامية بتأثير نادر الوجود.

زينب صادق صاحبة أشهر وأرق باب إنساني في الصحافة المصرية (أنا  والحياة) والذي استمر منذ عام 73  وحتى الآن. إنها الركن الركين في الباب الرائع. نادي القلوب الوحيدة. صاحبة كتاب «إدارة العواطف». ورواية «لا تسرق الأحلام». وكم في حياة هذه المبدعة قليلة الكلام كثيرة التأثير. مدججة العواطف نحو الوطن. زينب صادق (البنت البكر) لصباح الخير. التي تحمل في جوانحها الحب والأحلام الكبيرة في دعبثة وتقليب لبعض أوراق وحديث ذكريات وشخصيات”.

ويضيف: ” 20 مؤلفًا من القصة القصيرة للرواية، للدراسة يمتلئ نهر إبداع زينب صادق بكل أنواع الأدب من المقالة. والقصة القصيرة. والرواية، والدراسة الاجتماعية والسيناريو والسهرات الدرامية. ووصل ما أنتجت قريحتها لـ 20 مؤلفًا من كل هذه  الأنواع تزخر بها وتزدان المكتبة الإنسانية بهذا الأسلوب الراقي المتميز المنتقى بعناية وحب، ومازالت كتاباتها هدفا للترجمة من أبناء وبنات اللغات الأخرى التي تعددها لي الألمانية، الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، البلغارية. لأن لغة القلوب واحدة. وزينب صادق بسهامها وسطورها تخترق القلوب بتألق. وإن  كان المجال لا يتسع لسرد سطور هذه المؤلفات وما بين دفتيها، ولكن أذكر عناوين بعضها تحفيزا للدارسين للبحث عنها والغوص فيها. مثال رواية (لا تسرق  الأحلام)، (كنا في زمن أحباب)، (يوم بعد يوم) التي تحولت لفيلم سينمائي باسم (ابتسامة واحدة تكفى)”.

وفاتها..

توفت ” زينب صادق” عن عمر 90 عاما يوم 19 ديسمبر 2024.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة