خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بعد نحو شهر من التأخير في الزيارات الخارجية، سوف يتوجه الرئيس الإيراني؛ “مسعود بزشكيان”، والوفد المرافق لسيّادته إلى “القاهرة” للمشاركة في اجتماعات قادة “مجموعة الدول الثماني النامية الإسلامية”؛ (D8)، وسوف يلتقي بالطبع على هامش هذه الاجتماعات بقادة جميع الدول؛ من مثل الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، والرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، وسوف يتبادلون وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الثنائية والإقليمية. بحسب ما استهل “حميد شجاعي”؛ تقريره المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
ومع إن “إيران” تصَّارع؛ من المنظور الاقتصادي، تداعيات العقوبات، فإنها تستطيع من خلال الانضمام إلى المنظمات الاقتصادية الإقليمية وفوق الإقليمية؛ مثل “منظمة تعاون (شانغهاي)” و”مجموعة (بريكس)” الاستفادة من المكاسب والإمكانيات الاقتصادية لتلك المنظمات في حل مشاكلها الاقتصادية.
والمقطوع به أن مجموعة (D8) من المنظمات التي لو تُشارك فيها “إيران” بفاعلية، فسوف تستطيع الاستفادة من القدرات الاقتصادية للدول الإسلامية، مثل زيادة الميزان التجاري، والتعاون المتبادل في المجالات التجارية، والاقتصادية، والنمو الاقتصادي، ورفع مستوى القدرة على المساومة في القضايا السياسي والاقتصادية والتجارية، مع الدول والمجاميع فوق الإقليمية.
“القاهرة” سادس رحلات “بزشكيان”..
سوف يعقد وزراء خارجية الدول الثماني الإسلامية النامية؛ والتي تضم: “إيران، وتركيا، ومصر، وباكستان، وإندونيسيا، ونيجيريا، وماليزيا، وبنغلادش، يوم الأربعاء، اجتماعًا تمهيدًا لاجتماع قادة هذه المنظمة الخميس.
ووفق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية؛ “إسماعيل بقائي”، فسوف يعقد القادة الاجتماع الحادي عشر للمنظمة، الخميس 19 كانون أول/ديسمبر 2024م، بمشاركة رؤساء ثمان دول، ومن بينهم الرئيس الإيراني؛ “مسعود بزشكيان”، وسوف يتبادلون الآراء حول الموضوع الرئيس للاجتماع وهو: “الاستثمار في الشباب ودعم المشاريع الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة”.
وتُعتبر زيارة رئيس الجمهورية، ووزير الخارجية إلى “القاهرة”، والتي تكتسب صبغة اقتصادية، إيجابية للغاية للوهلة الأولى، لكن السؤال الأهم والحيوي: إلى أي مدى بالأساس تستطيع هذه المجموعة التأثير على الاقتصاد الإيراني ؟ وإلى أي مدى يمكن توقع أن تنجح الآليات الإقليمية في القضاء على مشكلات الاقتصاد الإيراني نسبيًا، في ظل ما تُعاني الدول عقوبات نجحت في الحاق أضرار بالغة بالتبادل الاقتصادي والتجاري والمالي الدولي الإيراني ؟
ثلاث رؤساء في مجموعة (D8)..
علق خبير الشؤون الدولية؛ “حشمت الله فلاحت پيشه”، على زيارة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية إلى “القاهرة”؛ للمشاركة في جلسات مجموعة (D8)، قائلًا: “برأيي سوف تُعقد الجلسات في ظل أوضاع حساسة وفراغ دبلوماسي. وقد رأينا قبل الجميع أن المنطقة ساحة للألعاب العسكرية بعد اقصاء السياسيين؛ لا سيّما في إيران؛ حيث تؤثر طبقة من المتشدَّدين على علاقات الجمهورية الإيرانية مع دول الجوار والمنطقة. ويسعى هذا التيار لعرقلة علاقات إيران مع قطر، وأذربيجان، وتركيا، والدول الأخرى، وسحب زمام السياسة الخارجية تدريجيًا من بين يدي حكومة الدكتور (بزشكيان)؛ الذي بدأ العمل تحت شعار الحد من التوتر”.
مضيفًا: “لذلك أعتقد أن اللقاءات على هامش جلسات مجموعة (D8) قد تكون أكثر أهمية من الجلسات الرسمية. والطبيعي أن تحدث لقاءات هامشية، يمكن من خلالها التخلص من الغموض وسوء الفهم بين إيران ودول الجوار؛ لا سيّما المشاكل التي تمخضت عن القضية السورية”.
موضحًا: “على كل حال؛ فإن الوجود الإيراني بسورية كان استشاريًا وبدعوة من النظام السوري آنذاك. وبرأيي أن (بزشكيان) يستطيع من خلال هذه الجلسة، رفع سوء التفاهم مع نظرائه وخلق أجواء للحد من التوتر”.
وأضاف رئيس “لجنة الأمن القومي” سابقًا: “مع هذا لا يجب أن نحصر كل شيء في جلسة واحدة، وإنما يجب أن يتفق الطرفان على تشكيل مجاميع مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات. ويجب أن يثبت السيد (بزشكيان) أن حل التوتر وتوسيع العلاقات مع الجيران هو خطة هذه الحكومة ونقل ذلك إلى نظيراتها عمليًا”.