19 ديسمبر، 2024 5:41 م

تهافت غربي على الحكومة السورية الجديدة .. فما هي الدوافع والأسباب ؟

تهافت غربي على الحكومة السورية الجديدة .. فما هي الدوافع والأسباب ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

وسط التطورات المتسارعة على الساحة السورية؛ برزت زيارات متتالية للوفود الغربية إلى “سورية”، وهو الأمر الذي أثار التساؤلات حول دوافعها ومآلاتها، وذلك مع استمرار تصنيف الغرب لـ (هيئة تحرير الشام) كمنظمة إرهابية، غير أن السلطات الجديدة تسعى إلى طمأنة المجتمع الدولي، في نفس الوقت الذي تُجري فيه العواصم الأجنبية اتصالات مع قادتها، بما في ذلك؛ “أبو محمد الجولاني”.

هذه الزيارات جاءت مع تصريحات متباينة من العواصم الغربية. ففي الوقت الذي أكدت فيه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي؛ “كايا كالس”، أن زيارة الوفد الأوروبي إلى “دمشق” لا تعني فكّ عقدة العقوبات المفروضة، وصفت “فرنسا” السلطة الجديدة بأنها: “سلطة أمر واقع”.

كما أرسلت “باريس” وفدًا إلى “دمشق”؛ لأول مرة منذ (12 عامًا)، مشددة على ضرورة: “دعم السوريين خلال المرحلة الانتقالية”.

وقال المبعوث الفرنسي الخاص؛ “جان فرنسوا غييوم”، إن: “فرنسا تستعدّ لتكون إلى جانب السوريين” خلال المرحلة الانتقالية.

كما التقى دبلوماسيون ألمان ممثلون عن الحكومة السورية المؤقتة؛ الثلاثاء، بينما أعربت رئيسة الحكومة الإيطالية؛ “جورجيا ميلوني”، عن استعدادها للتحاور مع السلطة الجديدة في “دمشق” ووصفت سقوط نظام “الأسد” بأنه: “نبأ سار”. ودعت إلى توخّي: “أقصى درجات الحذر” في  التعامل مع (هيئة تحرير الشام).

وكانت “الولايات المتحدة” أفادت عن إقامة: “اتصال مباشر” مع الـ (هيئة). كما وصل وفد بريطاني؛ الإثنين، إلى “دمشق”.

مسؤوليات المجتمع الدولي تجاه “سورية”..

تعليقًا على التحركات الغربية تجاه الحكومة السورية الجديدة، يقول الأكاديمي والبرلماني السوري السابق؛ “محمد حبش”، إن هذا الانفتاح الغربي ينبَّع من إدراك المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه “سورية”، خاصة بعد الكوارث التي شهدتها البلاد.

وأكد “حبش”؛ خلال حديثه لغرفة الأخبار على (سكاي نيوز عربية): “لا بُدّ أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه سورية، من خلال تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي ودفع القيادة الجديدة لتبّني سلوك إيجابي في المرحلة المقبلة”.

وأشار “حبش” إلى أنه على المجتمع الدولي التعاون مع السلطات الجديدة في “دمشق”، مع الابتعاد عن السّرديات القديمة التي تروج لنظريات المؤامرة.

كما شدّد على أهمية اتخاذ خطوات فعالة لبناء دولة ديمقراطية تعزَّز عودة اللاجئين وتنظيم انتخابات حرة.

مصالح سياسية واقتصادية مشتركة..

بينما؛ يرى الكاتب الصحافي؛ “خالد عمر بن ققة”، أن الانفتاح الغربي على “دمشق” تقوده مصالح سياسية واقتصادية مشتركة بين الأطراف الكبرى.

وقال “بن ققة”: “تؤثر الدول الغربية؛ خاصة الولايات المتحدة، على مواقف أوروبا تجاه سورية، وهناك مؤشرات على إمكانية رفع العقوبات في حال تحقيق تقدم في الأجندات المطروحة”.

كما أشار “بن ققة” إلى دور “تركيا وإسرائيل وروسيا” كأطراف أساسية مستَّفيدة من الوضع الراهن في “سورية”، معتبرًا أن هناك فجوة بين الأبعاد السياسية والعسكرية للصراع السوري، تتطلب وضوحًا وصراحة من الدول العربية لدعم عملية الاستقرار.

حليف استراتيجي..

وتحدث الكاتب والباحث السياسي؛ “علي أسمر”، عن أهمية الدور التركي في حل الأزمة السورية.

ولفت إلى نجاح “تركيا” في إقناع “روسيا وإيران” بعدم جدوى دعم النظام السوري، مع إبراز قوتها كشريك استراتيجي لـ”الولايات المتحدة” في محاربة (داعش).

وأضاف “أسمر”: “تركيا تسعى لتحقيق استقرار سياسي في سورية؛ من خلال تشكيل حكومة شاملة تلبَّي احتياجات الشعب السوري وتضمن عودة اللاجئين بأمان”.

وأشار إلى أن “تركيا” تُبرز نفسها كحليف استراتيجي قادر على حماية المصالح الدولية في الشرق الأوسط، ما يجعلها طرفًا لا غنى عنه في مستقبل “سورية”.

محددَّات الموقف الأوروبي..

الأكاديمي والباحث السياسي؛ “جان بيير ميلالي”، أوضح أن “أوروبا” تتعامل بحذر مع الوضع الجديد في “سورية”، مشيرًا إلى وجود محدَّدات واضحة للتعامل مع السلطة الجديدة، مثل: “احترام حقوق الأقليات وبناء دولة مواطنة”.

وأضاف “ميلالي”؛ أن هناك مصالح اقتصادية وجيوسياسية تُحرك الموقف الأوروبي، خصوصًا في ظل الحضور الأميركي العسكري في المناطق الغنية بـ”النفط”؛ في الشمال الشرقي السوري، مما يُعقد المشهد.

وأشار “ميلالي” إلى أن “تركيا” قد تسّعى للتنسّيق مع السلطة الجديدة في “دمشق” لحشدها ضد الأكراد، معتبرًا أن: “المواجهة بين الحكومة الانتقالية وبين الإدارة الذاتية الكُردية تبدو حتمية”، ما يعزَّز من تعقيّد العلاقات “الغربية-التركية” في “سورية”.

محاولة لتقسّيم كعكة النفوذ..

من جانبه؛ أكد مدير مركز (إسطنبول للفكر)؛ “بكير أتاغان”، أن “تركيا” تتمتع بأولوية جغرافية وتاريخية تجعلها معنية أكثر من غيرها بالشأن السوري.

وقال “أتاغان” للظهيرة: “تركيا ليست كالدول الأوروبية التي تتعامل مع سورية من منطلق مصالحها فقط؛ فنحن جيران لسورية ونرتبط بمصير مشترك”.

وانتقد “أتاغان” التحركات الأوروبية، معتبرًا أنها تأتي في سيّاق محاولة: “تقسيم كعكة النفوذ” في “سورية”، مع تجاهل معاناة الشعب السوري.

وأضاف: “إذا كان للغرب وأميركا حق التدخل، فمن حق تركيا أيضًا أن تلعب دورًا أكبر في ترسيّم المشهد السوري بحكم القرب الجغرافي والمصالح المشتركة”.

رؤية أميركية للحل..

من “واشنطن”؛ قال مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى؛ “ديفيد شينكر”، إن “الولايات المتحدة” تُركز على تشكيل حكومة معتدلة في “سورية” تحترم حقوق الإنسان وتسَّهم في إعادة الإعمار.

وأوضح: “المصلحة الأميركية تكمن في وجود حكومة مسؤولة تجاه شعبها، مع التركيز على حماية (قوات سورية الديمقراطية) ومنع عودة (داعش)”.

وشدّد “شينكر” على ضرورة أن تسعى الحكومة الجديدة في “سورية” لكسّب رضا المجتمع الدولي من خلال سلوكها المسؤول، وهو ما يشَّكل أحد الشروط لاستمرار الدعم الغربي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة