وكالات- كتابات:
أوعز رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، إلى “الجيش” بالاستعداد للبقاء في منطقة “جبل الشيخ” السورية والمنطقة العازلة؛ حتى نهاية عام 2025، على الأقل.
وأفادت إذاعة “جيش” الاحتلال، اليوم الأربعاء، بأنّ: “الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات من رئيس الوزراء بالبقاء في جبل الشيخ السوري لمدة عام على الأقل، حتى نهاية عام 2025”.
وأعلن “نتانياهو”؛ خلال زيارة أجراها يوم أمس الثلاثاء، إلى قمة “جبل الشيخ”؛ في “الجولان” السوري المحتل، أنّ: “إسرائيل ستواصل وجودها في هذه المنطقة الاستراتيجية إلى حين إيجاد ترتيب بديل يضمن أمن إسرائيل”، وذلك في إشارة إلى المنطقة العازلة في الأراضي السورية المحددة بموجب اتفاقية فض الاشتباك عام 1974.
وقال “نتانياهو”: “أنا هنا في قمة جبل الشيخ مع وزير الأمن، ورئيس الأركان، وقائد المنطقة الشمالية، ورئيس (الشاباك)، وكبار القادة. نحن هنا لتقييّم الوضع واتخاذ القرارات بشأن تموضع إسرائيل في هذا المكان المهم إلى أن يتم إيجاد ترتيب آخر يضمن أمننا”.
وتابع بالقول: “كنت هنا قبل (53 عامًا) مع جنودي في وحدة (سييرت متكال). المكان لم يتغيَّر، لكنه بات أكثر أهمية لأمن إسرائيل، خاصة في السنوات الأخيرة، وتحديدًا خلال الأسابيع الماضية مع التطورات الدراماتيكية التي تحدث في سورية. سنَّقرر الترتيب الأفضل الذي يضمن أمننا”.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ: “زيارة نتانياهو تمّت في الجزء السوري من جبل الشيخ؛ وفي رأيي أن هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي تطأ فيها قدم رئيس وزراء إسرائيلي الأراضي السورية”.
كما أعلن مكتب “نتانياهو”؛ أنّ: “رئيس الحكومة اطلع على استعداد قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة وحدد قواعد للمرحلة اللاحقة”.
“مكوث طويل”..
بدوره؛ شدّد وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي؛ “يسرائيل كاتس”، خلال جولته المشتركة مع “نتانياهو”، على أنّ: “الجيش الإسرائيلي يستعد لمكوثٍ طويل الأمد في الأراضي السورية ويعمل على تجهيز البُنية التحتية المطلوبة لذلك، لمواجهة التهديدات من لبنان وسورية”، وفق ما جاء في بيان صُدر عن “وزارة الأمن” الإسرائيلية.
وقال “كاتس”: “سنظل هنا لأي مدة زمنية يتطلبها الأمر. وجودنا في قمة جبل الشيخ يُعزز الأمن ويوفر قدرة على المراقبة والردع تجاه معاقل (حزب الله) في سهل البقاع اللبناني، وأيضًا تجاه المتمردين في دمشق، الذين يظهرون وجهًا معتدلًا بينما ينتمون في الحقيقة إلى التيارات الإسلامية الأكثر تطرفًا”.
وفي سياق تقيّيم الوضع الذي أجراه مع “نتانياهو” وكبار المسؤولين الأمنيين، بما في ذلك رئيس الأركان ورئيس جهاز (الشاباك)؛ “جهاز الأمن العام”، أكد “كاتس” أنّ: “الجيش الإسرائيلي تلقى توجيهات لإكمال ترسيخ وجوده بسرعة في المنطقة، من خلال إنشاء تحصينات ووسائل دفاع، وتحسّين ظروف الجنود، تحسبًا لاحتمال بقاء طويل الأمد في المنطقة”.
وأضاف بالقول إنه: “على الرُغم من تطور الأسلحة بعيدة المدى، يبقى للسيطرة على المناطق المرتفعة أهمية استراتيجية كبيرة؛ لن نسمح بالعودة إلى وضع مشابه لما حدث في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023″، في إشارة إلى هجوم حركة (حماس) على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية في “غلاف غزة”.
وخلال زيارته، أشار “كاتس” إلى أنّ: “قمة جبل الشيخ تُعدّ عيون دولة إسرائيل لرصد التهديدات القريبة والبعيدة”، مردفًا: “نحن نراقب من هنا (حزب الله) من جهة لبنان، ودمشق من جهة أخرى، وأمامنا نرى إسرائيل. الجيش الإسرائيلي موجود هنا لحماية مستوطنات هضبة الجولان ومواطني إسرائيل من أي تهديد، ومن المكان الأكثر أهمية للقيام بذلك”.
التوغل الإسرائيلي يتواصل..
إلى ذلك؛ أفاد وسائل إعلام عربية، في “سورية”، بأنّ “إسرائيل” احتلت حتى اليوم نحو: (440) كيلومترًا مربعًا من الأراضي السورية.
وأشارت إلى أنّ العدوان الأبرز هو احتلال القوات الإسرائيلية لـ”حوض اليرموك” و”سد الوحدة”؛ الذي يقع بين الأراضي السورية والأردنية، لافتًا إلى أنّ الاحتلال شنّ خلال الأسبوع الماضي؛ نحو: (450) غارة جوية استهدفت نحو: (50) موقعًا عسكريًا سوريًا.
وكان جيش الاحتلال قد تقدّم، الإثنين قبل الماضي، باتجاه الداخل السوري انطلاقًا من بلدة “مجدل شمس” في “الجولان” السوري المحتل، إلى بوابة “القنيطرة”؛ التي كانت تفصل المناطق التي سيّطرت عليها “إسرائيل” عن الأراضي التابعة لسلطة الدولة السورية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974؛ بين “سورية” وكيان الاحتلال.
وقبل أيام؛ أكد مكتب “نتانياهو”؛ أنّ: “الجيش” الإسرائيلي سيحتفظ بسيّطرته “مؤقتًا” على المنطقة العازلة في “الجولان”، إلى أن تظهر: “قوة” في “سورية” قادرة على ضمان الالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
التوغل داخل ريف درعا والتمركز في مواقع استراتيجية..
وأفاد (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، اليوم الأربعاء، بتوغل القوات الإسرائيلية بعمَّق (09) كيلومترات داخل ريف “درعا”؛ في جنوب “سورية”.
وقال (المرصد)؛ ومقره “لندن” في بيان صحافي، إن: “القوات الإسرائيلية دخلت قرية كويا وسد الوحدة التاريخي القريب من الحدود (السورية-الأردنية)، وتمركزت في مواقع استراتيجية، بعد تحذيرات للسكان بتسليم السلاح في المنطقة”.
وأشار (المرصد)، إلى أن: “القوات الإسرائيلية دخلت الكتيبة (74) في محيط قرية صيدا، على الحدود الإدارية بين محافظتي القنيطرة ودرعا، في خطوة تمثَّل اختراقًا جديدًا ضمن منطقة جنوب سورية”.
ووفق (المرصد): “يأتي هذا التحرك العسكري في ظل توتر متزايد على الحدود السورية مع الجولان المحتل”.