17 ديسمبر، 2024 11:58 ص

عبد المحسن السعدون عميل ام وطني ؟

عبد المحسن السعدون عميل ام وطني ؟

اذا كان التاريخ العراقي للوزارات بعد مئة عام مليء بالتناقضات والمفارقات فكيف بالتاريخ الاسلامي بعد 1400 سنة .

وانا اطالع ما يخص الشيخ مهدي الخالصي (ت 1925) وعبد المحسن السعدون ( ت1929) ، فرايت العجب في الاختلافات بالتاريخ مع تضارب الاراء بخصوص السعدون هل هو عميل ام وطني وشهيد .

بداية مع كتاب( في سبيل الله) للشيخ محمد الخالصي نجل الشيخ مهدي الخالصي كتب يقول : في 27/8/1922 الموافق الخامس من محرم 1340 بلغ السيد محمد حسين خان الكابلي ابي الشيخ مهدي الخالصي بمغادرة العراق خلال اربع وعشرين ساعة ، وقد ذهب الوالد الى مدرسته لتبليغ الاخوة وانا من ضمنهم ـ يقصد الشيخ محمد الخالصي نجله ـ وكنت منشغلا باقامة المجالس الحسينية ، بانه سيغادر العراق الى ايران

في نفس الصفحة وفي الهامش يقول الشيخ محمد الخالصي الابن تم ابعادي بقرار مشؤوم من العراق يوم 26/ 8/1922 ( في سبيل الله ص274)

اولا لم يذكر الشيخ محمد ان عبد المحسن السعدون سبب الابعاد، وثانيا كيف ابعد الشيخ محمد في 26 /8 وتبليغ والده الشيخ له بالابعاد في 27/8 ؟

السنة التي كان عبد المحسن السعدون رئيسا للوزراء ووزيرا الداخلية في 10/10/1923 وطبقا للتاريخ فانه بعد التاريخ الذي ذكره الشيخ محمد الخالصي في ابعاد والده الى ايران ، تاريخ امر ابعاد الخالصي كانت الوزارة النقيبية الثانية ووزير الداخلية الحاج رمزي هذه الحكومة استقالت بتاريخ 19/8/1922 واعيد تكليف النقيب بتشكيل الحكومة في 30/9 اي بعد اكثر من شهر من قرار ترحيل الخالصي وعين فيها السعدون وزيرا للعدلية وليس للداخلية .

وعن عبد المحسن السعدون يقول الدكتور محمد حسين الصغير ان رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون اداة انكليزية وسار سيرا دكتاتوريا وبامر من المندوب السامي وسبب هذا الكلام هو تسفير الشيخ مهدي الخالصي الى ايران ( اساتيذ الحوزة العلمية ص48) ،ويقول الشيخ الصغير في نفس الصفحة خرجت مظاهرات ضد الانكليز وعبد المحسن السعدون في بغداد وكربلاء والنجف وديالى والفرات الاوسط

الان ماذا يقول الطرف الثاني عن عبد المحسن السعدون ؟ يقول نجدة فتحي صفوة ” خرجت الجماهير تهتف بعد سماعهم خبر انتحار عبد المحسن السعدون وهي تردد ( عبد المحسن ناخذ ثاره ) ( ساعة يالندن مرهونه) .

وقد احتج المندوب السامي على نشر رسالته اي وصيته الى ابنه علي قبل انتحاره قائلا فيها (الشعب يريد خدمة والانكليز لا يوافقون) ، وحتى يبرر المندوب السامي جريمته ادعى انه كان يريد ان يعمل الا ان اقرانه بالوزارة لا يوافقون ، طيب لماذا احتجيت على نشر الرسالة وكلام السعدون صريح الانكليز لا يوافقون .( الادب والدبلوماسية ص339)

وتاكيدا لصفوة وخلافا للدكتور الصغير يقول الجواهري في مذكراته بعدما اثنى على عبد المحسن السعدون وقال عنه شهيد وقد اتهم زورا وافتراءً بما اتهم به من علاقة وثيقة مع الانكليز وكان يتبوأ مكانة كبرى بين عشائر الفرات الاوسط لا يزاحمه فيها حتى امير ربيعة وقد زار السعدون الملك مرتين وانتحر بعد الزيارة الثانية وذهب الملك الى بيته بعد الحادث وهو الوحيد الذي جاء الملك الى بيته ( ص203)

بينما كتاب العراق دراسة في تطوره السياسي تاليف فيليب ويلارد ترجمة جعفر الخياط ذكر ” اعيد اصدار الفتاوى في حزيران 1923 ـ بخصوص حرمة المشاركة بالانتخابات ـ وخرجت مظاهرات وحدثت اصطدامات في 21 حزيران ، وكان الملك فيصل في البصرة واصدر مرسوما بتاريخ 9 حزيران بابعاد غير العراقيين الى ايران بسبب تجاوزهم السياسي وابعد الشيخ مهدي الخالصي ومعه نجليه حسن وعلي ـ لم يذكر الشيخ محمدـ ، ونشر هذا المرسوم في جريدة الاستقلال بتاريخ 25 حزيران وفي جريدة العاصمة 27 حزيران ( ص308)

اذا المظاهرات في 21 حزيران تاييدا للفتاوى كيف يصدر المرسوم في 9 حزيران بابعاد الخالصي ؟ وكيف نشر في الصحف في 25 حزيران بينما تاريخ صدوره 9 حزيران ؟ والامر الاخر كما ذكر الشيخ محمد الخالصي امر الابعاد لوالده في 27 /8/1922 وليس حزيران 1923 .

هذا ما ذكرته المصادر وما اختلفت فيه بالتاريخ وبشخصية عبد المحسن السعدون وهنالك خفايا اكثر من ذلك لاسيما الشخصيات التي كتبت سيرتها وتجد في غيرها غير ما ذكروا عن انفسهم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات