يذكرنا التاريخ ان فرعون كان يتجبر ويقول ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي فأدار اللهُ الزمان ثم أجرى الماء من فوقه،وكان النمرود يقول انا احي واميت فكانت نهايتها مخزية وبلال بن رباح عني الويل من أمية ألا ان بلال في معركة بدر غرس سيفه في صدر امية
فلا نريد أحدا يسجد للاصنام الربيع العربي حطمها بأرادة الشعب
لعلمتَ حكمة الله في تقليب الزمان! حتى لا يغترَّ قوي ولا ييأس ضعيف، ولا يتجبر غني ولا يقنط فقير،
يقول البرفيسور نديم الجابري بدأت عملية إسقاط نظام حكم البعث في العراق عام 1990 ، وإنتهت عام 2003 . وهذا يعني أن العملية إستغرقت 13 عاما . وبدأت عملية إسقاط نظام حكم البعث في سوريا عام 2011 ، و وسقط بشار الأسد قبل مطلع الشهر الحالي , وهذا يعني أن العملية استغرقت أيضا 13 عاما فهل هذه المدد الزمنية وقعت صدفة أم أنها عملية دولية مدبرة بإحكام ؟ معظم الشعوب العربيةوالإسلامية تنتمي للأفكار السياسية بعواطفها وليس بعقلها ، لذا تجدها في لحظة تتحول لضحية , نعم هناك كثير من المؤمنين بايران وقاتلوا لاجلها وهم لا يعلمون انهم أوراق في لعبة السياسية التي لا تختلف عن لعبة البوكر، فأي لحظة سيتم حرق هذه الأوراق للحصول على مقابل مادي وليس مقابل عاطفي
في تطور لاحق للقضية السورية أعلن وزير الخارجية الإيراني عراقجي لن بشار الأسد كان عبئا أكثر منه حليفا , لقد كان جواد ظريف و الرئيس الإيراني الحالي في نيويورك يتفاوضون على الملف النووي بنفس التوقيت الذي تضرب فيه الطائرات حسن نصر الله ومقراته القياديةً
عندما كان حزب الله يباد كان جواد ظريف ورئيس ايران يقولون ان الأمريكيون اصدقائنا ،
لقد عرض اردوغان التفاوض على الاسد وعرض عليه الللقاء قبل الهجوم , وطلب منه التنازل عن دعم وجود المليشيات إلا انه رفض وكان وفياً للإيرانيين وعندما بدأ الهجوم , والنتيجة رفضت ايران دعمه وخذلته وبالتالي جعلته ورقة الجوكر الثانيه المحترقة من اجل مصالحها , ان الجميع بحاجة إلى لحظة الوعي التي يتغير بها ، لقد تنازلت ايران عن ورقة حزب الله و عن ورقة الاسد وقد تتنازل عن ورقة ثالثة من اجل مصالحها القوميه ومن اجل بقاء النظام السياسي , فهل سيصحوا من يهدد اخيه العراقي من اجل المصالح الايرانيه ومن يعتقد انه مومن بثوره ولا يدري انه مجرد ورقة بوكر ستنزل على الطاولة للحصول على مقابل ,, كيف نفكر في الوجود الإيراني في سوريا ما بعد الأسد؟ يبدو بأن إيران فقدت أهم معقل وقاعدة متقدمة لها، كما أن ورقتها في لبنان” حزب الله” بات هشا ضعيفا لا يقوى على فرض سيادته وقراره في لبنان، من هنا أستطيع القول بأن المرحلة القادمة بدأت تتشكل من دون إيران التي تركت بصمات سيئة لا يغفرها التاريخ، فالشعب السوري عاش تلك الفترة وشاهد بأم عينيهماذا فعلت إيران وروسيا عندما اسقطتا عليه المئات من أطنان البارود على رؤوس الأبرياء في عموم سوريا
نعلم ان لاسرائيل مصالح في سوريا، في المقام الأول لإضعاف المحور الإيراني السوري، ومنع إيران من استخدام سوريا، كما فعلت في الماضي، لإعادة تسليح حزب الله. وبنى نتنياهو سياسة الحفاظ على نظام الأسد، على افتراض أنه من الأفضل لإسرائيل أن يكون لديها عدو تعرفه خاصة عندما يتم إضعافه وردعه بدلاً من عدم اليقين أو استيلاء الإسلاميين على سوريا , ونعترف انه من سيتولى حكم سوريا بعد الاسد سيواجه معضلات جمة، بدأأأ من التواجد الروسي في قاعدة الحميميم، ومازالت الولايات المتحدة تنشر 900 جندي في سوريا,
واحتلال تركيا لأجزاء من سوريا، إلى الأكراد الذين يسيطروا على الشمالي الشرقي من سوريا الطامعين في دولة كردية هناك. وأخيرا ما قد يميز ما بعد ثورة ناجحة ليست القواعد الجديدة فقط، وإنما أساساً زوال ما خلفه النظام السابق
تحولت سوريا بداية من العام 2012 إلى مركز استقطاب لعشرات الآلاف من المسلحين القادمين من مختلف دول العالم، والذين يجمع بينهم التطرف والنزوع إلى الإرهاب، واشتركت دول عدة في التمويل والتجنيد والتسليح، وبرز الجيش السوري الحر كذراع عسكرية لجماعة الإخوان في بعديها المحلي والدولي، و«جبهة النصرة» كجناح سوري لتنظيم القاعدة سرعان ما تحول إلىهيئة تحرير الشام التي نراها اليوم تقود معركة الاستيلاء على الدولة والمجتمع , الهدف الخفي للقوى الأجنبية هو الإطاحة بالدولة العقائدية وليس فقط النظام، أي حل الجيش والأمن، وتكرار النموذجين العراقي والليبي
الوقت لا يزال مبكرا لاستجلاء ما ستؤول إليه التطورات السياسية في البلاد، ولننا نعتقد ان مفاتيح اللعبة مازالت بيد واشنطن التي رحبت بشدة بسقوط الاسد, وثم تصريحات الرئيس
بايدن قال ينبغي محاسبة الأسد لانه قتل بوحشية آلاف المدنيين الأبرياء وهذه لحظة تاريخية وفرصة للشعب السوري لبناء السلام, وان الاسد امتنع عن الانخراط في عملية سياسية جدية وواصل ارتكاب الجرائم ضد شعبه, وان الولايات المتحدة ستعمل مع المجموعات السورية لتأسيس المرحلة الانتقالية, في إطار الأمم المتحدة, لن نعطي فرصة لتنظيم داعش لبناء قدراته و لن نسمح بتحول سوريا لملاذ آمن لتنظيم الدولة,, سندعم جيران سوريا بمن فيهم الأردن والعراق وإسرائيل ولبنان , سنعمل على حماية قواتنا في سوريا ومواصلة مهمتنا ضد تنظيم الدولة , واختتم قائلا ما حدث في سوريا يمثل فرصة لمنطقة الشرق الأوسط و تابعنا بيانات زعماء المعارضة السورية وسنقيم أقوالهم وأفعال
ها هي شمس الحرية تسطع على أرجاء سوريا، يوم يكتب بحبر من كرامة في تاريخ هذا البلد الذي عاش ردحا من الزمن في ظل نظام استبدادي استأثر بالسلطة وأجهزتها وحرم شعبها من أن يتنفس هواء الحرية، بل أوصله إلى حافة الانهيار الاقتصادي وغياب الأمن واستشراء الفساد في كل مفاصل الدولة، سنوات وشبح الخوف يخيم على كل أبناء هذا الوطن، منهم نازح ولاجئ وطريد ومسجون ومناضل، وكم من دماء سفكت فداءً لترابك يا شام، مأساة إنسانية كتب عنها البعيد قبل القريب تُذرف لها الدموع المسكوبة حزنا وأسى على بلد الحضارة والجمال، بلد الأدباء والشعراء والفن الأصيل، ومن منا لا ينبض قلبه حبا للشام ولأهلها الطيبين الكرماء المسالمين، لكنهم أيضا أهل شهامة وكرامة لا يرضون الذل أبدا، كم كانت الفرحة كبيرة لا يسعها العالم كله ونحن نسمع ونرى هذا النصر المؤزر لإخواننا الأحبة وهم يسطرون ملحمة من ملاحم النصر، عادت الشام إلى حضن أهلها حرة أبية.