لا شك أن أحداث سوريا تشكل المادة الرئيسية والدسمة لكل ومختلف وسائل الأعلام التي تحاول أن تلتقط كل صغيرة وكبيرة عما يجري في سوريا لأهمية الحدث وتداعياته ، ناهيك عن المفاجأة غير المتوقعة لسرعة سقوط النظام . فقد أنتشر قبل أيام فديو يُظهرعدد من (مقاتلي المعارضة السورية ، ببزاتهم العسكرية ولحاهم الطويلة!!) ، وهم يحتجزون عدد من جنود النظام السابق ، على قارعة الطريق وأمام مرأى ومسمع المارة والسيارات! ، وبعد أستجواب سريع من قبل مسؤول المجموعة من مقاتلي المعارضة التي يطلق عليها ( أحرار الشام) والذي ظهر وهو ممسك ببندقيته ، وكان طويل القامة ذو لحية كثيفة! قال لهم ، لقد قتل نظام بشار أبنائنا ونسائنا وأطفالنا وشرد أهلنا ، ورغم أنكم جنود في جيشه ألاّ أننا سنعفي عنكم! ، ثم قال لهم ( أذهبوا فأنتم الطلقاء)! ، فتعالى التكبير( الله أكبر، الله أكبر) من قبل بقية مقاتلي المعارضة ومن الجنود الذين أعفي عنهم! ، وأكمل أحد مقاتلي المعارضة الحديث للمراسل الذي كان ينقل المشهد قائلا ، وهو يحلف بأغلظ الأيمان ، أننا مسكنا عدد من شبيحة بشار الأسد (وهي مليشيا تابعة للنظام) ، ومسكنا عدد من الشيعة والنصيريين والأسماعيليين والمسيحيين والدرزيين ، ولكننا عفونا عنهم! ، وكان يتحدث بذلك لصاحب أحد السيارات المارة وليوضح للناس ولكل من يسمعه ويشاهده بأن هذه هي أخلاق مقاتلي المعارضة السورية من ( أحرار الشام)! . وفي الحقيقة أن هناك شيء من الضبابية! على موضوع المعارضة السورية التي يتصدر صورتها مقاتلي (أحرار الشام)! بلحاهم الطويلة وتكبيراتهم ( الله أكبر) في كل موقف ولحظة ومشهد!، فالمعروف عن هذا التنظيم بأنه أحد التنظيمات الأسلامية ، المنشقة من تنظيم القاعدة ومن ثم خرج من تنظيم داعش الى تنظيم النصرة ، حتى أستقر أخيرا على أسم ( أحرار الشام)!! ، وبعيدا عن هذه التفاصيل والألتباس والتداخل والتقلبات في الأسماء والمسميات بقي هذا التنظيم ، محسوب على التنظيمات الأسلامية التي وضعته أمريكا على قائمة التنظيمات الأرهابية! ، ولربما ستكشف لنا الأيام القادمة ونفهم ونفك الألتباس ، (هل أن المعارضة السورية الوطنية التي نعرفها وسمعنا عنها وجلّهم من الليبراليين والعلمانيين أصحاب ( القوط والأربطة وحليقي الذقن)! ، هم أنفسهم تحولوا الى تنظيم ( أحرار الشام)؟! ، ام هناك شيء آخر؟؟ . الغريب في الأمر أن هذا التنظيم بالوقت الذي تضعه أمريكا على قائمة التنظيمات الأرهابية! ألاّ أنها وبنفس الوقت تبدي رضاها عنه!! ، منذ سقوط نظام بشار ولحد الآن من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكان بما فيهم الرئيس القادم ترامب!. وحقيقة الذي جلب أنتباهي والذي تفاجأت به هو تصرف مقاتلي المعارضة ( أحرار الشام)! ، حيث أننا لم نعرف ولم نعهد أن تنظيما أسلاميا تعامل بأنسانية وبروح التسامح والمحبة والعفو وآمن وعمل بعبارة ( أذهبوا فأنتم الطلقاء)! ، التي قالها العظيم محمد عليه أفضل السلام عند فتح مكة والتي تعد من أعظم العبارات الأنسانية لما حملته من رسالة سلام ومحبة وتآخي لكل أهل مكة وقريش وبثت في نفوسهم الطمأنينة والأمان ، بل أن كل الذي يعرفه العالم عن هذه التنظيمات الأسلامية هو الأرهاب! الذي شوهت فيه صورة الأسلام الحقيقية حيث لم يسلم أي تنظيم إسلامي من وصفه تنظيما أرهابيا! ، ونحن العراقيين لنا تجربتنا المريرة مع تنظيم داعش الأرهابي الأسلامي! . أخيرا نقول : شكرا لكل تنظيم أسلامي عَرف ويَعرف ويعكس حقيقة الأسلام أن كان تنظيم (أحرار الشام) أم غيره ، والسؤال هو : هل أنشق هذا التنظيم (أحرار الشام) الذي يتسلم زمام الأمور في سوريا الآن بعد سقوط النظام ، عن التنظيمات الأسلامية أسماً ، وفكراً ، وعقيدةً ، وصار أكثر أعتدالاً وأنسانية ، أم أنشق بالأسم فقط!؟. حقيقة لازال المشهد السوري فيه الكثير من الضبابية ليس بخصوص موضوع المعارضة السورية (أحرار الشام) وما حقيقتها؟ ، بل لما ستكون عليه الأوضاع في سوريا؟ . لا شك بأن الأيام القادمة ستوضح لنا الكثير من الحقائق!!.