6 فبراير، 2025 2:56 م

“كيهان” الإيرانية تجيب .. التغلب على المقاومة غير ممكن .. لماذا ؟

“كيهان” الإيرانية تجيب .. التغلب على المقاومة غير ممكن .. لماذا ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

برأيي أن الحد الفاصل فيما رأيناه بـ”سورية”؛ خلال الفترة: 27 تشرين ثان/نوفمبر – 08 كانون أول/ديسمبر 2024م، هو الجزء الأول من المخطط الذي سيطال المنطقة ككل؛ بل سوف يتخطاها بحسّب أصحاب المخطط. بحسّب ما استهل “سعد الله زارعي”؛ تقريره المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.

والحديث عن نجاح المخططين في تحقيق الهدف المرجو مسألة أخرى، وتجربتنا الطويلة سوف ستجيب على هذا الموضوع.

السيطرة الأميركية الكاملة على الشرق الأوسط..

ولو نلقي نظرة على الوثائق وتصريحات المسؤولين؛ خلال ثلاثين عامًا، سوف نُدرك أن الوثائق والمسؤولين الأميركيين، يرون ارتباط بقاء نفوذهم وتفوقهم بالسيطرة الموحدة أو الموحدة إلى حدٍ كبير على منطقة “غرب آسيا”؛ (الشرق الأوسط كما يقولون)، والذي يُعتبر رمز البقاء بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” باعتبارها قوة عابرة للحدود دون معارض أو بديل.

في حين أن التسّلط الأميركي على الشرق الأوسط الحالي انحسر بشكلٍ كبير، ومسّار التطورات ينبَّيء بانزواء “الولايات المتحدة” سريعًا.

وخلال الأشهر الماضية؛ تابعنا إعادة النظر في وجود العسكريين الأميركيين، والبريطانيين، والفرنسيين على الأقل في خمس دول إفريقية، مع أبسط تحرك للاستقلال، وقد بدأ بالفعل مسّار طرد القوات العسكرية الغربية من هذه الدول.

وفي “غرب آسيا” تزداد المعارضة للوجود العسكري الأميركي والبريطاني قوة أكثر من الدول الإفريقية.

مخطط “الشرق الأوسط الكبير”..

وقد بدأ الحديث عن تشكيل (الشرق الأوسط الجديد) أو (الشرق الأوسط الكبير) في العام 1994م، واتخذ في العام 2000م، شكل مشروع جامع على طاولة الإدارة الأميركية، وإعلان الحرب على “أفغانستان والعراق” وغيرها من الحروب والحوادث الإرهابية الأخرى على المستوى الإقليمي وفوق الإقليمي، بعد فترة وجيزة من أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، يوضح هدف “الولايات المتحدة” من التطورات في منطقة “غرب آسيا”.

والقصف “الإسرائيلي-الأميركي” المتزامن للقدرات السورية في أعقاب اسقاط النظام السياسي، يؤشر بشكلٍ كامل لأن الغرض يتجاوز اسقاط الحكومة في إحدى دول “غرب آسيا”. ويُظهر من المخطط الأميركي، إعادة هندسة “غرب آسيا” على أساس تقوية “الكيان الإسرائيلي” المهزوم.

وبينما تُظهر الإدارة الأميركية معارضتها الإبادة واسعة النطاق للشعب الغزاوي المظلوم، تستمر دون توقف في النقل السريع للقنابل القوية لـ”الكيان الصهيوني”، وبينما تُظهر أنها تمَّهد لوقف الحرب الصهيونية ضد “لبنان”، تغض الطرف عن استمرار الجرائم الإسرائيلية في “لبنان” والانتهاك المتكرر لوقف إطلاق النار، وبينما تُظهر معارضة العمليات الإرهابية في “سورية”، ضد هجوم إرهابيو (تحرير الشام)، والهجوم الصهيوني الواسع على “سورية” بعد سقوط “دمشق”، أعلنت أنها تبحث حذف (تحرير الشام) عن قائمة المنظمات الإرهابية.

وعليه يتضح تمامًا أن تغييّر الحكومات غير كافٍ من منظور “الولايات المتحدة”، وإنما إضعاف الدول تمامًا من النواحي الاقتصادية والعسكرية، على نحوٍ يتُيح لـ”الكيان الصهيوني” الغاصب التقدم في سياساته التوسعية بسهولة.

تأثير المخطط الصهيوأميركي على “المقاومة”..

لكن المقاومة في المنطقة ليست (مشروعًا سياسًا) ظهرت نتيجة اتفاق دولتين أو أكثر أو عدد من الأحزاب السياسية؛ بل إن المقاومة القوية، مطلب شعوب هذه المنطقة في مواجهة الطمع “الأميركي-الإسرائيلي”، وهذا شيء لا يتغير أو يُضعف بسقوط إحدى الحكومات.

وإذا كان عبء المقاومة في “سورية” يقع بالأساس على كاهل حكومة أو حزب، فقد أصبح مسؤولية الشعب السوري بالكامل، وهذا شيء لا يمكن اسقاطه.

والأهم أن “الولايات المتحدة” قد وضعت نفسها؛ وكذلك “الكيان الصهيوني” الغاصب، في مواجهة العالم الإسلامي كله، بما اقترفوا من جرائم خلال العام الأخير ضد ثلاث دول عربية وإسلامية هي: “فلسطين، ولبنان، وسورية”.

ولن تستطيع أي حكومة عربية مهما كانت خائنة، أن تمتلك الجرأة على التعاون العملي والتطبيع مع “إسرائيل”، بسبب غضب الشعوب من هذه الاعتداءات.

والحقيقة أن ما نراه اليوم في “غزة ولبنان وسورية”، هو في ذاته دليل حاسم على أحقية المقاومة والمواجهة. لذلك وقف المجتمع السَّني، والدُرزي، والمسيحي في “لبنان” إلى جانب الشيعة ضد مخطط إضعاف (حزب الله). كذلك وقفت المجتمعات الإسلامية والعربية بالمنطقة بشكلٍ موحد ضد مشروع تغييّر الوضع “السياسي-الأمني” في “غزة”.

وأغلب شعوب وحكومات المنطقة تعلم جيدًا، أن المقاومة استثمارهم ضد انتهاك السيّادة الوطنية والمخططات “الأميركية-الإسرائيلية”. فالمقاومة ليست مجرد جزءٍ لا يتجزأ من هوية المنطقة، وإنما هي على رأس احتياجات الشعوب والحكومات. وتحركات أعداء الإسلام والعرب لن تهمَّش المقاومة، وإنما سوف تُزيد من عزلة الأعداء.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة