التنمر الوظيفي الناعم .. وتداعياته الخطيرة في بيئة العمل

التنمر الوظيفي الناعم .. وتداعياته الخطيرة في بيئة العمل

التنمر الوظيفي .. اسلوب خفي من التنمر يمثل في التهميش وتقليل شأن الموظف بطرق غير مباشرة وغالبا ما يمارس ضد الأشخاص المتميزين في العمل ممن يشكلون بقدراتهم ومهاراتهم وتفانيهم في العمل ظلا على المتسيبون وغير الكفؤين …………. وتكمن خطورة سياسة التنمر الوظيفي في إنه يمارس بالخفاء بطرق غير مباشرة وغير معلومة , تماما كسياسة الأفاعي لا نعلم في أي حجر ينتظر ضحيته ومن اي اتجاه سيقضمه , كما تكون من الصعب إثباتها وإدانتها لآنها سياسة تعتمد على التكنيك الخفي بمساعدة مجموعة من القيادات الكبيرة وبالاستعانة بضعفاء الإمكانات أو الجدد والذين يرومون بأنفسهم الصعود وتسلق السلم الوظيفي بالسرعة الممكنة فتقوم تلك المجموعة العليا بالأخذ بأياديهم ورفعها والدفع بهم قدما وتلميع أساميهم وزجهم بكل الوسائل والطرق الممكنة وتوكيل المهام لهم وحصرها بينهم سواء كان ذلك بالخفاء والعلن وتعظيم شأن كل ما قد يفعلونه والتغاضي عن أي عيوب وتقصير قد يرتكبونه , في مقابل ذلك يعملون بالضد من المتنمر عليه ومحاولات إضعافه والتشهير به وتهميشه وإقصاءه وتجريده من مسؤولياته والتصيد له والتشكيك به وبقدراته وقطع طرق الترقية عليه .. التنمر الوظيفي الناعم لا يتضمن الإهانات الصريحة أو الاعتداءات الجسدية، بل يتجلى في سلوكيات خفية تؤثر على الضحية بشكل نفسي وعاطفي. يمكن أن يتضمن هذا النوع من التنمر تجاهل الأفكار والمساهمات، والتلاعب بالمعلومات، أو تجاهل إنجازات الضحية والتقليل من أهميتها , كذا التمييز في توزيع المهام والفرص. في بيئات العمل المختلفة، كذا قد يتم تجاهلهم في الاجتماعات، والوشايه والتنكيل بهم , بعدم الرضا الوظيفي عنهم ظلما وبهتانا , أو يتم تحميلهم مسؤوليات زائدة دون تقدير، أو يتم تهميشهم بشكل مستمر. وقد يكون على شكل مدح يراد به تخدير الموظف ليظل في دائرة مفرغة يراوح حولها دون تحقيق إنجاز أو نيل مرتبة , أو تأويل الاقاويل والنيات عنه لإسكاته عن حقه الطبيعي والتشكيك بقدراته والأنكال به .. الأضرار الناتجة عن التنمر الوظيفي الناعم يمكن أن تكون جسيمة. فقد يشعر الموظف بالقلق، الاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس، مما يؤثر على أدائه وإنتاجيته. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التنمر إلى زيادة معدلات الغياب عن العمل، وتفاقم المشاكل الصحية، وحتى ترك العمل في بعض الحالات. ناهيك عن خسارة منظمة العمل طاقات وجهود نافعة وتسرب الكفاءات إلى جهات أخرى. إن الأمم لا تنهض وتزدهر إلا من خلال سواعد أبنائها، وتحقيق الأهداف يتطلب بيئة عمل صحية وخالية من التنمر و “الشللية” والفساد. يجب على الجميع العمل معًا لمكافحة التنمر الوظيفي الناعم، من خلال تعزيز ثقافة الاحترام والتقدير المتبادل، وتوفير الدعم اللازم للموظفين الذين يعانون من هذا النوع من التنمر ودعمه على التمسك بحقوقه المهنية . وقطع الطريق أمام شلل السوء والأنكال , وعدم السماح لهم للتلاعب والتقليل منها خدمه لمصالحهم الشخصية .. فقط من خلال التعاون والتضامن يمكننا بناء بيئات عمل مزدهرة ومستدامة. فالمسؤول الكفء هو ذلك الذي يحيط نفسه بكوكبة من الموظفين الذين يملكون مهارات وخبرات ومعرفة قد لا يملكها من أجل توظيفهم لنجاحه ونجاحهم ونجاح العمل وتقدم المنظومة إن بيان الدوام والإطلاق رهن بنوعية الإنسان , وما إذا أمكن خروج الإنسان من نوعيته , أو ان التغييرات لا تخرج الإنسان من الناحية النوعية , وإن كمال الإنسان الحقيقي يكمن في مسار نوعيته , فالوظيفة لا تقوم فرضيتها على أساس اختلاف الرتب وإنما حصيلة توزيع الدوافع وبما يخدم مصلة المؤسسة والدولة أولا لا على أساس توزيع الرتب ومنح الترقيات على أساس المصالح الفردية , فالشخصية الأكاديمية القيادية بالأساس هي شخصية أخلاقية مهارية اجتماعية وثقافية وانسانية , مستعدا لتلقي جميع الواجبات بما يخدم مصلحة مؤسسته والعمل على المحافظة على سمعتها وتقدمها وتطورها .. ختاما نسأل الله تعالى أن يكيفنا شر الحافي والمتعافي ومن تلك البطون التي جاعت ثم شبعت وأن يرد كيدهم في نحورهم …