وكالات- كتابات:
أكد (المرصد السوري) تدمير “إسرائيل”: (80%) من الترسانة العسكرية السورية؛ حتى الآن، فيما قال قائد (هيئة تحرير الشام)؛ “أحمد الشرع”، المعروف: بـ”أبو محمد الجولاني”، إن “سورية” لن تخوض حربًا أخرى، في وقتٍ حذر “الاتحاد الأوروبي” من تكرار السيناريوهات المرعبة في “العراق وليبيا وأفغانستان”.
وشنت (هيئة تحرير الشام)؛ “جبهة النصرة سابقًا”، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون (10) أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب “بشار الأسد”؛ إلى “روسيا” لاجئًا.
وفي مقابلة مع (سكاي نيوز) البريطانية؛ قال “الشرع” إن الشعب السوري مُنهك جراء أعوام النزاع، وإن بلاده ليست مستعدة لحربٍ أخرى، ولن تنخرط فيها.
من جهته؛ اعتبر رئيس الحكومة الانتقالية في سورية؛ “محمد البشير”، أن الوقت حان لينعم مواطنوه: بـ”الاستقرار والهدوء”، عقب سقوط “بشار الأسد”، الذي حكم البلاد لنحو ربع قرن، تخلل الأعوام الـ (13) الأخيرة منه حربًا أهلية.
وقال “البشير”؛ لـ (الجزيرة) القطرية: “حان الوقت أن يطمئن الشعب؛ ويشعر برعاية الحكومة له، وهذه الحكومة موجودة لتقديم الخدمات”.
والإثنين الماضي؛ كلف “الجولاني”، “البشير”، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية في “سورية” حتى الأول من آذار/مارس 2025.
يأتي ذلك في وقتٍ أعلنت “إسرائيل” سيطرتها على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة “جبل الشيخ” الاستراتيجية؛ المحاذية لـ”هضبة الجولان”، عقب انسحاب الجيش السوري وسقوط نظام؛ “بشار الأسد”، بأقل من (24) ساعة، بحُجة: “منع الميليشيات من التقدم”.
ومساء الإثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، إن القسم الذي تحتله بلاده وضمته من “هضبة الجولان” السورية: “سيظل إسرائيليًا إلى الأبد”.
وفيما فاق عدد الغارات الإسرائيلية التي طالت مواقع مختلفة في “سورية”؛ خلال اليومين الماضيين، الـ (320)، منذ سقوط “بشار الأسد”، نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي عملية واسعة النطاق لتدمير أسطول الجيش السوري بشكلٍ كامل، ودمر القصف العديد من السفن الحربية التابعة للبحرية السورية، التي كانت تحمل عشرات الصواريخ (بحر-بحر)، في منطقة “ميناء البيضا” وفي “ميناء اللاذقية”، حسّب (العربية).
وقال مدير (المرصد السوري لحقوق الإنسان)؛ “رامي عبدالرحمن”، إن “إسرائيل”: “ترسم منطقة عازلة جديدة”، ودمرت أكثر من: (80%) من الترسانة العسكرية السورية حتى الآن.
“إسرائيل” ليست وحدها التي استغلت سقوط “الأسد”؛ لتشَّن هجماتها العسكرية على الأراضي السورية، كذلك “تركيا” والفصائل الموالية لها؛ التي سيطرت بشكلٍ كامل على مدينة “منبج”، التي تبُعد عن “حلب” نحو: (90) كيلومترًا، وامتدت غاراتها كذلك إلى “عين عيسى”، شمال غرب “الرقة”، كما ضربت مُسّيراتها الليلة الماضي ريف “عين العرب”.
وحول آخر تحركات قوات المعارضة السورية في الميدان، أعلنت (هيئة تحرير الشام)، الثلاثاء، السيّطرة على مدينة “دير الزور”؛ شرق البلاد، من “قوات سورية الديمقراطية”؛ (قسد)، التي يقودها الأكراد والمدعومة من “الولايات المتحدة”، حسّب (CNN).
وقال المتحدث باسم “إدارة العمليات العسكرية”؛ “حسن عبدالغني”: “نُعلن أن مدينة دير الزور ومطارها العسكري محرران بالكامل”.
وفي المقابل؛ قال مصدر في “قوات سورية الديمقراطية”، لم تسَّمه (CNN)، إن القوات الكُردية انسحبت فقط من الضفة الغربية لـ”نهر الفرات” في مدينة “دير الزور”، حيث تقدموا مؤخرًا.
في السيّاق، حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي؛ “كايا كالاس”، مساء أمس، من: “التحديات الهائلة” التي تواجه العملية الانتقالية الجارية في “سورية”، مناشدة السوريين عدم تكرار: “السيناريوهات المرعبة” التي حدثت في “العراق وليبيا وأفغانستان”.
وقالت “كالاس”، خلال جلسة استماع أمام “البرلمان الأوروبي”؛ في “بروكسل”: “نحن أمام حدث تاريخي وعلينا أن نُهنيء الشعب السوري على تحرره”. وأضافت أن: “هذا التحول يمُثل أيضًا تحديات هائلة لسورية والمنطقة”.
وأوضحت أن: “هناك مخاوف مشروعة بشأن أعمال العنف بين جماعات دينية، وعودة التطرف، والفراغ السياسي”.
وأدرج “مجلس الأمن”؛ عام 2014، (جبهة النصرة) أو (هيئة تحرير الشام)، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم (القاعدة)، كما صنفتها “الولايات المتحدة”؛ إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام؛ “بشار الأسد”، على يد “أبو محمد الجولاني”، الذي استخدم مؤخرًا اسمه الأصلي: “أحمد الشرع”.
لكن مسؤولًا أميركيًا لم تسَّمه (واشنطن بوست)، قال إن “الولايات المتحدة” لا تستبعد حذف (هيئة تحرير الشام) من قائمة الإرهاب بعد تقييم مدى استقلالها عن “تركيا”: “لنتعامل معها من أجل استقرار سورية”.