سقوط “الأسد” .. مستقبل سورية على المحك !

سقوط “الأسد” .. مستقبل سورية على المحك !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

مع تسارع الأحداث في “سورية” وتضارب الأنباء حول مصير الرئيس السوري؛ “بشار الأسد” الذي اختفى فجاة بعد سقوط العاصمة دمشق ، توقع مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”: “سقوط” بشار الأسد اصبح حتميا .

ونقلت شبكة التليفزيون الإخبارية الأميركية؛ (سي. إن. إن)، عن (05) مسؤولين أميركيين، قولهم إن سيناريو سقوط حكومة الرئيس السوري أصبح أقوى الآن .

وفي وقت سابق قال مسؤول في إدارة “بايدن”، دون أن يتم الكشف عن هويته: “من المحتمل أن يفقد؛ بشار الأسد، أي مظهر من مظاهر القوة خلال الأيام القليلة المقبلة، ربما ينهار الأسد خلال الأسبوع الجاري”.

وأشارت (سي. إن. إن) إلى أن إدارة “بايدن” يبدو أنها فوجئت بسرعة تقدم الفصائل الإرهابية المسلحة في “سورية”، حيث انهارت القوات المسلحة السورية أمامهم، وهو ما يكشف هشاشة الموقف في العاصمة؛ “دمشق”، التي أصبحت الفصائل على بُعد كيلومترات قليلة منها.

التدخل “الروسي-الإيراني”..

وقالت الشبكة الإخبارية الأميركية؛ إنه لا يوجد ما يُشير إلى أن “روسيا” و”إيران” سوف تتدخلان لإنقاذ “الأسد”، كما فعلتا من قبل، على الأقل بالطريقة التي يمُكنها أن تصنع الفارق في الصراع، حيث تخوض “روسيا” حربًا مع “أوكرانيا”؛ منذ ما يقرب من (03) سنوات، كما أصاب الضعف “إيران”، في ظل تعرضها لضربات إسرائيلية، وتراجع قدرات تنظيم (حزب الله) جرّاء: “حرب الإسناد” التي خاضها لدعم حركة (حماس) ضد “إسرائيل”، ما جعله يفقد قيادات الصف الأول، الواحدة تلو الأخرى، وكان على رأسها أمينه العام؛ السيد “حسن نصرالله”. بحسب تضليلات الشبكة الأميركية.

وتابعت بقولها: “ما يُثير قلق واشنطن هو مخزون الأسلحة الكيميائية التي يملكها الأسد، واحتمال سقوطها في أيدي الفصائل الإرهابية المسلحة”.

ونقلت عن مسؤولين قولهم إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان “الأسد” سيصمد أو يضطر إلى مغادرة “سورية” إلى “إيران” أو “روسيا”، كما أن موقف الفصائل المسلحة من مدينة “اللاذقية” السورية غير واضح، كونها معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها “الأسد”.

مبادرة دبلوماسية مع “واشنطن”..

من جهتها؛ كشفت وكالة (بلومبيرغ) الأميركية؛ أن الرئيس السوري؛ “بشار الأسد”، قدّم عرضًا لـ”الولايات المتحدة”، في محاولة للبقاء في السلطة، مع التقدم الكبير للفصائل المسلحة من شمال وجنوب “سورية”، باتجاه العاصمة “دمشق”.

ونقلت الوكالة عن مصادر؛ أن “الأسد” عرض على “الولايات المتحدة” قطع جميع الارتباطات بالجماعات المسلحة المدعومة من “إيران”، مثل تنظيم (حزب الله)، إذا مارسّت القوى الغربية نفوذًا لوقف القتال.

وقالت (بلومبيرغ): “مع اقتراب المسلحين، يقوم الأسد بمحاولة أخيرة للبقاء في السلطة، بما في ذلك مبادرات دبلوماسية غير مباشرة مع الولايات المتحدة والرئيس المنتخب؛ دونالد ترمب، وفقًا لأشخاص مطلعين بشكلٍ مباشر على الوضع”.

وأوضحت أن: “الأسد؛ أمر الجيش السوري بالتراجع للدفاع عن دمشق، وتنازل بشكلٍ أساس عن جزء كبير من البلاد للمسلحين”.

ولفتت المصادر إلى أن “الأسد” أبدى استعداده: “للتوصل إلى اتفاق يسمح له بالتمسك بالأراضي المتبقية، التي يُسيّطر عليها الجيش السوري، أو يضمن مروره الآمن إلى خارج البلاد، إذا لزم الأمر”.

وذكرت المصادر أن: “الأسد أرسل زعيمًا مسيحيًا كبيرًا للقاء رئيس الوزراء المجري؛ فيكتور أوربان، لنقل ما يعتبره تهديدًا وجوديًا للأقلية المسيحية في سورية، إذا انتصر إرهابيون، وفقًا لأشخاص آخرين مطلعين على الخطة”.

وقالت إن: “القصد كان أن ينقل أوربان، حليف ترمب، هذا الخطر إلى الرئيس الأميركي المقبل”.

ويرى العديد من المسؤولين الغربيين أنه من الصعب بقاء “الأسد” في السلطة، وفق الوكالة.

خارطة طريق..

كذلك كشفت مصادر لـ (سكاي نيوز عربية)، السبت، عن خريطة طريق متداولة لحل الأزمة السورية، تم تداولها في اجتماع “الدوحة”، والذي حضرته الدول الراعية لـ”اتفاق آستانا”؛ وهي “تركيا وروسيا وإيران” بهدف مناقشة تطورات الأوضاع في “سورية”.

تتضمن خارطة الطريق نقاطًا عدة؛ أبرزها بدء تنفيذ القرار الأممي (2254)، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية في “سورية”.

بموجب الخارطة؛ تنسحب جميع القوات إلى قواعدها، وتتولى وحدات شرطية مشتركة حماية المدن، كما تنسحب جميع القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية عام 2025.

تتولى “روسيا وإيران وتركيا” الإشراف على مراقبة وقف إطلاق النار.

ينص القرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت إشراف فريق من “الأمم المتحدة” و”الجامعة العربية”، خلال شهر.

يبقى الرئيس “بشار الأسد” في منصبه لمدة تتراوح بين (06) إلى (09) أشهر، مع نقل جزء كبير من صلاحياته إلى رئيس وزراء مستقل يتم الاتفاق عليه.

وتشكيل لجنة جديدة لكتابة دستور البلاد؛ تتكون من ثلاثة أثلاث: ثُلث تعيَّنه “الأمم المتحدة”، وثُلث من “دمشق”، وثُلث من الائتلاف السوري.

وتدعو الحكومة الجديدة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية بأسماء جديدة بعد (06) إلى (09) أشهر.

صدمة إيرانية..

وفي هذا الإطار؛ أوضح الخبير العسكري المصري؛ اللواء أركان حرب “هيثم حسين”، المستشار بكلية القادة والأركان، في تصريحات خاصة لـ (العربية. نت/ الحدث. نت)، أن “سورية” تمَّثل الملف الاستراتيجي الأول في الأمن الخارجي الإيراني؛ ومن وجهة النظر الإيرانية، حيث لا يمكن التخلي عنها.

وأضاف أن ما حدث من انهيار للجيش السوري مثّل صدمة للإيرانيين، حيث إن البُنية التحتية العسكرية في “حلب وحماة وجنوب إدلب” جرى إنشاؤها بأموال إيرانية.

كما تابع قائلًا إن: “هذا الانهيار لم يكن ليحدث إلا لوجود فوضى وضعف واختراقات أمنية في الجيش السوري”.

وأشار الخبير العسكري إلى قيام “إيران” بسحب معظم مستشاريها وقادتها الموجودين في “سورية” في الفترة السابقة خوفًا من أن يتم اغتيالهم على يد “إسرائيل”، بالإضافة إلى انسحاب ميليشيات (الحشد) من الفاطميين والزينبيين وعناصر (حزب الله)؛ التي انشغلت بجبهة جنوب “لبنان”، ونجد أن القوات الروسية سحبت عددًا كبيرًا من القوات والمعدات منذ قيام الحرب في “أوكرانيا” وكذا عناصر (فاغنر). بحسب مزاعمه.

3 سيناريوهات متوقعة..

وعن السيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة القادمة؛ يتوقع الخبير العسكري المصري، أن: “السيناريو الأول هو أن تتمكن المعارضة من التقدم والاستيلاء على دمشق، وكذلك مواجهة قوات سورية الديموقراطية؛ (قسد)، وهزيمتها وتشكيل دولة سورية الإسلامية”.

والسيناريو الثاني؛ أن يتمكن النظام السوري من هزيمة تلك الجماعات والعودة لسيناريو 2016.

أما السيناريو الثالث فهو تقسيم “سورية” إلى (03) دويلات؛ (حكومة مركزية في دمشق – وحكومة إسلامية في حلب – وحكومة كُردية).

ومنذ الأسبوع الماضي؛ أطلقت الفصائل المسلحة من “إدلب” هجومًا مباغتًا أدى إلى سيطرتها على “حلب وحماة وريف حمص الشمالي، والسويداء” في أيدي فصائل محلية.

بينما أدت المواجهات إلى سقوط أكثر من: (800) قتيل، بحسّب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، ونزوح نحو: (300) ألف مدني.

غياب “واشنطن” يُضعف المفاوضات..

وحول المسار الدبلوماسي؛ أشار “ناصر أزهير”، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية في (المنظمة الأوروبية للسياسات)، إلى أن غياب “الولايات المتحدة” عن المفاوضات يُضعف فرص تحقيق تقدم فعلي.

وقال “أزهير”؛ لـ (سكاي نيوز عربية): “غياب الولايات المتحدة عن المفاوضات يحد من فعاليتها”، مشددًا على أن “واشنطن” تظل لاعبًا أساسيًا في مستقبل “سورية”. كما دعا إلى توسيع دائرة المشاركة لتشمل دول الخليج، لما لها من تأثير كبير على الوضع الإقليمي.

لا بُدّ أن يكون الحل سوري..

من جانبه؛ أكد “طالب إبراهيم”، الكاتب والمحلل السياسي، أن الحل الدبلوماسي لا يزال يُشكل بصيص أمل، لكنه شدّد على أن أي تسوية دائمة يجب أن تكون حلًا سوريًا يُشارك فيه جميع الأطراف الداخلية.

وقال “إبراهيم”: “الحلول المفروضة من الخارج لن تُحقق سلامًا مستَّدامًا، بل يجب أن تكون نابعة من الداخل السوري”، مع الإشارة إلى أن التدخلات الخارجية، سواء من “إيران” أو “تركيا”، قد عرقلت فرص الحوار الداخلي بين السوريين. وأضاف أن الأزمة السورية لم تُعدّ مجرد صراع داخلي، بل أصبحت صراعًا إقليميًا ودوليًا بأبعاد معقدة.

آلية حوار جديدة..

وفيما يتعلق بالدور الإيراني؛ قال الدبلوماسي السابق؛ “محمد مهدي شريعة مدار”، إن دعم “إيران” للحكومة السورية استند إلى مواجهة التهديدات التي تُمثلها الجماعات المسلحة التي تصفها “طهران”: بـ”الإرهابية”.

وأوضح “شريعة مدار”: “العلاقة بين سورية وإيران تمتد لعقود، والتنسيق بين البلدين يُركز بشكلٍ كبير على قضية فلسطين”، لكنه أكد على ضرورة وجود آلية حوار جديدة تشمل المعارضة السورية للوصول إلى حلٍ شامل.

الدور التركي..

على الجانب الآخر؛ ركز “جاهد توز”، المستشار السابق لرئاسة الوزراء التركية، على أهمية الدور التركي في الأزمة السورية، مشيرًا إلى أن “أنقرة” حاولت مرارًا الدفع باتجاه حل دبلوماسي؛ لكن استجابات الحكومة السورية كانت سلبية.

وقال “توز”: “تركيا تمتلك النفوذ الكافي لإنهاء الصراع باستخدام الوسائل الدبلوماسية، لكنها لم تُمنح الفرصة لتحقيق ذلك”. وأضاف أن “تركيا” كانت قد عرضت سابقًا على الرئيس؛ “بشار الأسد”، العودة إلى ما قبل عام 2011، لكن “الأسد” رفض هذا العرض بسبب تحالفه مع “إيران”.

تحديات أمام الحلول الدبلوماسية..

وهناك عقبات كبيرة تقف أمام أي حل دبلوماسي، وأبرزها غياب الوحدة بين الأطراف السورية الداخلية، وضعف التأثير الدولي الفعّال.

كما أشار الخبراء إلى أن أي تسوية دبلوماسية شاملة يجب أن تشمل جميع الأطراف الرئيسة، بما في ذلك “الولايات المتحدة وتركيا”، لضمان تحقيق سلام دائم في “سورية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة