كان ( ولا يزال ) للمرأة العراقية الرائعة حضور في كل زمان و مكان في مسيرة عراقنا , لأنها جزء عضوي وحيوي لا يمكنه ان يتجزأ من مجتمعنا الانساني , وهذا ما كان طبعا عندما سافرنا عام 1959/ 1960 الدراسي في القرن العشرين من بغداد الى موسكو للدراسة في الاتحاد السوفيتي ضمن الوجبة الاولى من الطلبة العراقيين آنذاك , واود هنا ان اتحدث عن بعض العراقيات , اللواتي درسن معنا في جامعة موسكو في بداية ستينيات القرن العشرين , وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لاقامة العلاقات العراقية – الروسية , والتي ستحل في شهر ايلول / سبتمبر من هذا العام 2014 , وساتوقف عند كل اسم من أسمائهن وحسب تسلسل الحروف العربية , واحاول ان اسجل بعض ما أتذكر– ليس الا – حول كل اسم , وذلك لاني اؤمن ان التاريخ يتطلب منٌا جميعا ان نكتب كل ما شاهدناه عبر مسيرة حياتنا , لأن كل تفصيلات هذه الحياة واحداثها مهما كانت صغيرة هي في الواقع مهمة وضرورية لهذا التاريخ وسجلاته ومسيرته , خصوصا بالنسبة لموقعالمرأة ودورها فيه , و التي تحاول بعض القوى العراقية المعاصرة في زماننا الردئ هذا انتحذفها من الحياة بشتى الحجج الواهية اوتمحوا دورها او التقليل منه قدر ما تستطيع في تاريخ و مسيرة العراق الحالي , العراقالجريح , الذي لا يزال ينزف دما .
ض. ن.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
حياة شرارة – الاستاذة الدكتورة في كلية اللغات بجامعة بغداد حياة محمد شرارة كانت طالبة في قسم الدراسات العليا بكلية الاداب في جامعة موسكو في بداية ستينيات القرن الماضي , وكانت تتميز بروحيتها الجدية في الدراسة والالتزام بمستلزماتها, ومواظبتها اليومية على الذهاب الى المكتبة العامة في مركز موسكو لمتابعة الاطلاع على المصادر الضرورية لعملها العلمي , وقد ناقشت اطروحتها بنجاح وعادت الى بغداد وعملت في قسم اللغة الروسية بجامعة بغداد وحصلت على درجة الاستاذية ( بروفيسور ), وساهمت بشكل واسع و كبير في الحياة الثقافية العراقية واصدرت العديد من الكتب في الادب الروسي تأليفا وترجمة , وكذلك كتبت قصصا ورواية مشهورة الان في الاوساط الادبية العراقية, والتي تم نشرها بعد انتحارها التراجيدي , والرواية بعنوان – ( اذا الايام أغسقت ) , واصبحت الدكتورة حياة شرارة واحدة من اعلامالعراق خصوصا والعالم العربي عموما , وقد سبق لنا ان كتبنا عنها ( انظر مقالنا بعنوان – حياة شرارة والادب الروسي في العراق , ومقالنا بعنوان – عن بعض العراقيين, الذين مرٌوا بموسكو )
+++++++++++++++++++++++++++
حميدة سميسم – الاستاذة الدكتورة في كلية الاعلام بجامعة بغداد حميدة سميسم كانت طالبة في كلية الصحافة بجامعة موسكو في بداية ستينيات القرن الماضي , وانهت دراستها وحصلت على شهادة الماجستير وعادت الى العراق وتم تعينها في قسم الصحافة بكلية الاداب في جامعة بغداد , وعادت الى جامعة موسكو واكملت دراستها في قسم الدراسات العليا وحصلت على شهادة الدكتوراه , وهكذا رجعت الى جامعة بغداد مرة اخرى واستمرت بعملها في كلية الاداب ثم انتقلت الى كلية الاعلام بعد تأسيسها , وهناك حصلت على درجة الاستاذية ( بروفيسور ) , واصبحت اول عميدة منتخبةلكلية الاعلام في جامعة بغدادبعد عام 2003, ثم تقاعدت فيما بعدواستقرت في العاصمة الاردنية عمان واستمرت بعملها الاكاديمي في جامعة الشرق الاوسط الاردنية تدريسا وادارةلحد الان .
++++++++++++++++++++++++++++++++
سلوى زكو – الدكتورة سلوى زكو واحدة من ألمع صحفيات العراق المعاصر , وقد التحقت بقسم الدراسات العليا في كلية الصحافة بجامعة موسكوفي الستينيات , وكانت من الطالبات الناشطات في مجالي العمل الاجتماعي والعلمي في موسكو آنذاك , وناقشت اطروحتها بنجاح وعادت الى بغداد , الا ان ظروف العراق السياسية في تلك الفترة حالت دون تعيينها , فعملت في الصحافة غير الرسمية و في مجال التدريس في المؤسسات غير الحكومية , وساهمت بشكل فعٌال في الحركة الثقافية العراقية , وكتبت نصا مسرحيا معروفا وقصصا قصيرة ( تم ترجمة بعضها الى الانكليزية والروسية ) ومقالات فكرية عديدة جدا , ثم اصبحت بعد عام 2003 رئيسة تحرير لصحيفتين معروفتين في بغداد , ولا زالت الدكتورة سلوى زكو تساهم بالكتابة والنشر وبنشاط ملحوظوكبير ومتميز لحد اليوم في مقر اقامتها الجديد في العاصمة الاردنية – عمان.
++++++++++++++++++++++++++++++
ماركريت كانيكانيان – درست ماركريت طاويد كانيكانيان في كلية الاداب بجامعة موسكو في بداية الستينات , وكانت من الطالبات المتميزات بالدراسة, وانهت دراستها وحصلت على شهادة الماجستير في اللغة الروسية وآدابها وعادت الى بغداد , وعملت لفترة في وزارة الثقافة و الاعلام ثم انتقلت الى وزارة التربية واصبحت المسؤولة الاولى في حقل تدريس اللغة الروسية في مدارس بغداد , ضمن تجربة توسيع الدراسات اللغوية في المدارس العراقية آنذاك , وهي خطوة رائدة للانتقال بالعراق من مجموعة البلدان ذات اللغة الاجنبية الواحدة الى مجموعة البلدان ذات اللغات المتعددة , وقد اثبتت السيدة ماركريت كانيكانيان مكانتها العلمية الممتازة في هذا المجال ونجحت نجاحا باهرا في عملها , واستمرت بتعاونها العلمي مع وزارة التربيةوالاشراف على تدريس اللغة الروسية حتى بعد تقاعدها , اذ ان الوزارة لم تجد بديلا علميا لها .
++++++++++++++++++++++++++++++++++
ناشئة الكوتاني – درست الدكتورة ناشئة بهجت الكوتاني في كلية الاداب بجامعة موسكو في بداية الستينيات , وكانت من الطالبات المتميزات بالدراسة , وانهت الدراسة وحصلت على شهادة الماجستير في اللغة الروسية وآدابها وعادت الى بغداد وعملت في قسم اللغة الروسية في كلية الآداب بجامعة بغداد , ثم عادت للدراسة في جامعة موسكو وحصلت على شهادة الدكتوراه في علوم اللغة الروسية المعاصرة , ورجعت للعمل في قسم اللغة الروسية بجامعة بغداد و تميزت بجدارتها ونجاحاتهاالعلمية في مجال التدريس الجامعي , ثم حصلت فيما بعد على اللقب العلمي – استاذ مساعد , وكان من الواضح انها ستحصل–في اطار وتيرة هذه المسيرة العلمية – على لقب الاستاذية ( بروفيسور ) ,الا ان الاوضاع المتشابكة والصعبة للاحداث في العراق قد اضطرتها– مع عائلتها – لترك الوطن في بداية الثمانينات , وهكذا انقطعت مسيرتها العلمية في الجامعة العراقية , وفي مقر اقامتها الجديد في لندن اصبحت رئيسة تحرير مجلة الغذاء العربي وهي مجلة رائدة و فريدة في تاريخ الصحافة العربية بشكل عام , وتستحق دراسة خاصة لها, الا ان المجلة لم تستمر طويلا مع الاسف نتيجة صعوبات مالية, ولكن الدكتورة ناشئة استمرت فيما بعد في ممارسة اختصاصها العلمي وهو تدريس اللغة الروسية في العاصمة البريطانية لندن في مؤسسات اكاديمية, وهي ظاهرة علمية نادرة في مسيرة الشتات العراقي بالنسبة للعلوم الانسانية , ثم عادت الى جامعتها الام في بغداد بعد عام 2003 وحصلت على حقوقها القانونية المشروعة فيها .
+++++++++++++++++++++++++++++++++
ناهدة البدري – الاستاذة الدكتورة ناهدة البدري كانت طالبة في قسم الدراسات العليا في كلية علم النفس بجامعة موسكو في ستينيات القرن العشرين , وهي العراقية الوحيدة التي كانت تدرس ذلك الاختصاص النادر , وقد تميزت بجديتها ومواظبتها , واستطاعت– وبجدارة – انهاء دراستها وحصلت على شهادة الدكتوراه في علم النفس وعادت الى العراق وعملت في قسم علم النفس في كلية التربية بجامعة بغداد وحصلت على لقب الاستاذية ( بروفيسور ) في اختصاصها , وهي العراقية الوحيدة التي ترجمت كتابا مهما عن الروسية في علم النفس ونشرته في حينها , ولا اعرف اخبارها مع الاسف بعد عام 2009.