19 ديسمبر، 2024 12:47 ص

قوة الصهاينة تبرهن على لؤمهم

قوة الصهاينة تبرهن على لؤمهم

إن قوة الصهاينة تبرهن على لؤمهم الذي ينزع إلى الاجهاز على كل شيء، وصولا إلى الاجهاز على نفسه، فالنزعة الاجرامية المتأصلة في نفوس الصهاينىة أضحت مسلمة حمصتها الممارسات المطردة، التي بدت جلية لكل انسان، وإن تمتع بادنى قدرات التمييز، نجدها في قطاع غزة بفلسطين المحتلة، وفي لبنان، وبالخصوص في جنوبة وبقاعه والضاحية الجنوبية لعاصمته بيروت، فالصهاينة بحق أوضح مصاديق اللئيم اذا شبع، في المأثور عن امير المؤمنين علي ع بقوله: [إِحْذَرُوا صَوْلَةَ الكَرِيْمِ إِذَا جَاعَ وَاللَّئيْمِ إِذَا شَبَعَ]، ويفهم الجوع والشبع هنا على انهما متعلقان بإمكانيات الحياة الموضوعية ومقوماتها، فالشبع هو تسلط الذات على الموضوع، والجوع هو تسلط الموضوع على الذات، فالذات الكريمة لا يرهق وجودها الجوع ، أي تسلط على الموضوع وقهره لها، لانه وجود متأصل متطلع نحو كماله، المزين بالفضائل، واذا ما شبعت، أي تسطلت على الموضوع سوف تضفي عليه كثيرا من فضائل كمالها، أما الذات اللئيمة، فعلاوة على أن الجوع، أي تسلط الموضوع وقهره لها، يجهز على وجودها المتهالك، المتهاوي تسافلا نحو انتفائه، وإذا ما شبعت، أي تسطلت هي على الموضوع، سوف تفرغ عليه كثيرا من قبائح نقصها، وهذا ما نشاهده بشكل مستمر في غزة ولبنان، من قتل عشاوائي لا تمارسه حتى الوحوش الجائعة، فالوحش الجائع اذا اصطاد فريسته اكتفى، اما الصهاينة فيظهرون تعطشا للقتل تعافه ادنى مستويات النفس الإنسانية، ولا يكتفون بالقتل وانما يمعنون في الجريمة فيمثلون بالجثث، من خلال منع الوصول اليها ودفنها، لتترك عرضة للتفسخ ونهش الحيوانات لها، وتلك قذارة ما بعدها قذارة.

   لا يظنن احد بوجود ود وحرص للصهاينة على بعضهم، ان هذا المظهر يخفي وارءه نفس شريرة، عندما تصطدم نوازعها مع احد أيا كان قربه سوف تمارس الاجرام نفسه الذي مارسته في غزة ولبنان معه.

   إن مستوى الاجرام الذي وصلت اليه المؤسسة الصهيونية انما هو مفجع للنفس الإنسانية السوية، يكشف عن لؤم مروع، ويكشف في الوقت نفسه عن قرب انهيار تلك المؤسسة، وربما قريبا نرى هذا اللؤم يفجر نفسه ويجهز عليها بحرب أهلية، اذا ما حدثت ستكون كافية لمحو كيانها من الوجود، فهي كالنار التي ستحرق نفسها.