أن الأبواب تكاد تكون مشرعة على مصراعيها في العالم للانفتاح المعرفي في جميع المجالات والاتجاهات التي يعيشها العقل البشري المتحضر بقيادة الذين استلموا المسئولية على عاتقهم في أعادة صياغة المفاهيم الفكرية القديمة التي عاصرت زمانها ومكانها ولبت متطلبات عصرها وشعوبها وتصدت للعقول المغلقة والمقفلة التي تحاول أن تعرقل مسيرة التطور والإبداع الفكري والمعرفي والإبقاء على العقول التي هيمنت على ساحة الفكر الإسلامي لعقود كثيرة بحجة عدم المساس بالسلف الصالح والتمسك بالتراث والموروث الإسلامي والعربي القديم والتمسك بزمام السنة النبوية الشريفة التي تعرضت لكثير من التشويه والتزييف والتحريف والإضافات التي شوهت محتوى الرسالة والسنة النبوية أن مع الأسف لم يكن للخط التنويري السبيل في أقناع الرعيل السلفي المتمسك برأيه وبقي على موقفه لنصرت الموروث السلفي لكن المشروع التنويري الذي يحث الخطى سريعا وبخطوات ثابتة بقيادة مفكريه ومبدعيه والكثير منهم لهم الأصوات والكعب العالي في إيصال أصواتهم للعالم لبناء مشروع جديد موحد في نشر ديننا الإسلامي المعاصر وفكرنا العربي المتطور لكل العصور بعيدا عن الدين المشوه الذي يتهمه العالم بذكورية المجتمع واضطهاد المرأة والجزية والقتال خارج المجتمع العربي والغلضة في التعامل وزواج القاصرات خارج المحاكم الشرعية وغيرها من مفاهيم العقيدة الإسلامية وخصوصا أن العالم ينظر للإسلام نظرة تخوف وأفكار مغلوطة في ظل وسائل الاتصال السريعة والسهلة أصبحت المجتمعات الغربية أقرب إلينا من أي وقت آخر وأكثر تقارب للملل والأديان والمذاهب ولها الرغبة في معرفة واطلاع لعقيدتنا وديننا الإسلامي المحمدي الصحيح عسى أن يجد ضالته وحل أكثر واقعية لمشاكله الفكرية والمجتمعية فنحن بهذا الصدد بحاجة إلى ثورة فكرية تصحيحية لإعادة صياغة مفاهيم قديمة بنيتبأيادي وعقليات لها ما عليها ولها ما لها حيث كانت لها حرية التفكير وإبداء الرأي والتحاور في مجالات كانت حكرا لها بقدسيتها وسلطتها الدينية منحت لها من قبل أطراف معينة رسمت لها طريقا في التأثير على الواقع الفكري للعقل العربي والإسلامي أما في زماننا هذا له الإمكانيات الغير محدودة في البحث والتقصي والدراسة والحرية في التفكير والمعرفة علينا إفساح المجال وإعطاء الفرصة في تطوير الإدراك المعرفي بوسائل ونمط حديث علمي وخصوصا في المفاهيم المنظمة لعمل الأسرة والمجتمع وبناء القيم والمبادئ في وقت نجد ثمار هذا العمل المضني نتائجه على ارض الواقع بين الشباب الباحث عن الحقيقة المعرفية التي تتلاءم مع فكره المعاصر الرافض للمفاهيم الغير مقنعة له أن انتشار الفكر المجدد هو نتاج هذه الثورة الفكرية الجديدة والمجددة لمفاهيم عقيدتنا وديننا وتأريخنا العربي والإسلامي فعلى الذين تبنوا وتولوا المهمة الصعبة في التغيير أن لا يهنوا في الانصياع للمحاولات التي تعرقل مسيرة هذه العملية وأن تكون لهم القاعدة الجماهيرية الواعية والواسعة المهيأة في تقبل أفكارهم الجديدة بالأدلة والبراهين على آرائهم وأفكارهم لتقطع الطريق على الطرف الآخر الذي لا يريد للمسيرة التنويرية أن تدور عجلتها المعرفية شرط أن يكون هذا الصراع الفكري بين القديم والجديد صراعا فكريا ناضجا هادئا لاستقطاب الشعوب لعقيدتنا الدينية الإسلامية الصحيحة .
