لا يمكن للأحد مهما امتلك من البلاغة والورع والإيمان والأدب ان يكتب عن الأمام علي ويعتقد بأنه أوفى حقه في الكتابة فهذا الصرح الإنساني المرصع بالإيمان والتقوى والعدل والمروءة والعلم والأدب والأخلاق المستمدة من الإرادة السماوية وبوحي من الرسالة النبوية,نكتب ولكن نعترف باننا نغترف قطره من بحر,نغترف من فيض أقوالة شيا لكي لا نقفز على ذكرى عزيزة على قلب كل إنسان فعلي ملك للإنسانية قبل أن يكون ملك للمسلمين والعرب,هذا الإنسان الذي تتلعثم عند حضرته كل السجالات والمناقشات وتنحي لقولة قامات العلم والأدب قال
(ان الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)
قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان: عن رسالة(علي ابن أبي طالب)الى مالك الاشتر:يا مالك إن الناس صنفان: (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية) ، وبعد أشهر اقترح (عنان) أن تكون هناك مداولة قانونية حول( كتاب علي إلى مالك الأشتر)
اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة، طرحت: هل هذا يرشح للتصويت؟ وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي. (ان الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) ،
اليوم ونحن نستذكر ونحتفي بميلاد الامام علي عليه السلام سيد البلغاء والمتكلمين وقائد الغر المحجلين وامام المتقين ,نعم هي عبارة خلدها التاريخ وستبقى على مر الزمان متوهجة لاتنطفىء، لانها منطلقة من روح الكتاب السماوي (القران) ومن اخلاق وسلوك النبي محمد(ص)الذي قال ( الخلق عيال الله واحبهم الى الله احبهم الى خلقه)…
ولانها خرجت من قلب مفعم بالايمان ، وعقل منفتح على الجنس البشري ، فلا فرق بين البشر فالكل سواسية ولا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى، فلا استغلال ولاعبودية ولا هيمنة لفئة او أمة على اخرى، وانما العباده المطلقة الى الله عز وجل،
فاين نحن اليوم من هذه العبارة ومن قائلها كلنا نحب ونحترم الامام علي ولكن هل نسير على خطاه سلوكا ومعتقدا ،البعض ممن يدعي حب علي او من صلبه نصب نفسه محاسبا ومقيما للإيمان وسلوك البشر…فقسم الناس على هواه : هذا مشرك لانه يتوسل بالانبياء والصالحين يجب قتله وسلب أمواله وتكفيرهذا وذاك حسب الامزجة والفتاوي التي ما انزل الله بها من سلطان.