29 نوفمبر، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

رغم وعود ترمب بالسلام .. “بايدن” يورثه تصعيدًا نحو حرب عالمية ثالثة عبر أوكرانيا !

رغم وعود ترمب بالسلام .. “بايدن” يورثه تصعيدًا نحو حرب عالمية ثالثة عبر أوكرانيا !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

يُحاول الرئيس الأميركي المنتهية ولايته؛ “جو بايدن”، الحفاظ على دعم “واشنطن”؛ لـ”أوكرانيا”، حتى الأيام الأخيرة له في “البيت الأبيض”، وهو الأمر الذي أثير في العديد من التحليلات ليُفسر ذلك بأنه يُحاول إشعال حربٍ عالمية يرثها “ترمب” خلال ولايته الجديدة.

ويُسلم “بايدن” السلطة؛ في 20 كانون ثان/يناير المقبل، إلى الرئيس المنتخب الجمهوري؛ “دونالد ترمب”، الذي ينظر إلى الأزمة الأوكرانية برؤية مختلفة عن الرئيس الديمقراطي الحالي.

وعلق “بايدن”؛ أمس الخميس، على هجوم جوي شنته “روسيا”، فجر الخميس، على منشآت للطاقة في “أوكرانيا” ووصفه بأنه هجوم: “شائن”؛ و”يُعدّ بمثابة تذكير بمدى ضرورة وأهمية دعم الشعب الأوكراني”.

وقال “بايدن” في بيان أصدره “البيت الأبيض”: “تواصل روسيا التقليل من شأن شجاعة الشعب الأوكراني وصموده وعزمه، وتقف الولايات المتحدة مع أكثر من (50) دولة في دعم أوكرانيا ونضالها من أجل الحرية”.

وأضاف: “في هذا اليوم، رسالتي إلى الشعب الأوكراني واضحة: الولايات المتّحدة تقف إلى جانبكم”، مذكرًا بحجم المساعدات التي قدمتها إدارته لـ”أوكرانيا” منذ بدء الحرب في شباط/فبراير.

تشكيك “ترمب”..

وشكك “ترمب”؛ طوال حملته الانتخابية، بجدوى المساعدات العسكرية الضخمة التي قدمتها إدارة “بايدن” لـ”كييف”، وقال إنه قادر على إنهاء الأزمة الأوكرانية خلال (24) ساعة.

وكانت “روسيا” قد شنت؛ فجر الخميس، ثاني هجوم كبير على البُنية التحتية للطاقة في “أوكرانيا” هذا الشهر، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في أنحاء البلاد.

وصعدّت “روسيا” من هجماتها على “أوكرانيا” إثر قرار “بايدن” السماح لـ”كييف” باستخدام صواريخ (أتاكمز) الأميركية لضرب أهداف في العمق الروسي، وكذلك قرار “بريطانيا” بالسماح لـ”كييف” باستخدام صواريخ (ستورم شادو) لنفس الهدف.

استهداف مراكز صُنع القرار..

وردًا على الضربات الأوكرانية بعيدة المدى على الأراضي الروسية بأسلحة غربية، حذر الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، من أن بلاده: “تختار أهدافًا في أوكرانيا قد تشمل (مراكز صُنع القرار) في كييف”.

ولم تستهدف الهجمات الروسية؛ حتى الآن، المباني الحكومية في العاصمة الأوكرانية.

وتحمي “كييف” الدفاعات الجوية؛ لكن “بوتين” يقول إن صاروخ (أوريشنيك) الروسي فرط صوتي، الذي أطلقته “روسيا” لأول مرة على مدينة أوكرانية؛ الأسبوع الماضي، لا يمكن اعتراضه.

وقال “بوتين”؛ في اجتماع تحالف أمني للدول السوفياتية السابقة في “كازاخستان”: “بالطبع، سنرد على الضربات المستمرة على الأراضي الروسية بصواريخ غربية بعيدة المدى، بما يشمل مواصلة اختبار (أوريشنيك)؛ (صاروخ فرط صوتي)، في ظروف قتالية، كما حدث في 21 تشرين ثان/نوفمبر الجاري”.

وأضاف أنه: “في الوقت الراهن تختار وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة الأهداف التي سيتم ضربها على الأراضي الأوكرانية، وقد تكون هذه الأهداف منشآت عسكرية أو مؤسسات دفاعية وصناعية أو مراكز صنع القرار في كييف”.

وتقول “موسكو” إن “أوكرانيا” أطلقت صواريخ باليستية أميركية من طراز (أتاكمز) على غرب “روسيا”؛ لأول مرة في 19 تشرين ثان/نوفمبر، مما دفعها للرد بعد يومين بإطلاق صاروخ (أوريشنيك)، وهو صاروخ جديد متوسط المدى، على مدينة “دنيبرو” الأوكرانية.

ومنذ ذلك الحين؛ تقول “روسيا” إن “أوكرانيا” أطلقت المزيد من صواريخ (أتاكمز) على منطقة “كورسك”؛ يومي 23 و25 تشرين ثان/نوفمبر الجاري.

تغييّر سياسي يُصعدّ الحرب..

ويُشكل قرار إدارة الرئيس؛ “جو بايدن”، إعطاء الإذن لـ”كييف” باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى؛ (أتاكمز)، لضرب عمق “روسيا”، تغييرًا في السياسة يُنذر بتصعيدّ الحرب بين “روسيا” و”أوكرانيا”، حتى مع تخطيط الرئيس المنتخب؛ “دونالد ترمب”، وفريقه الانتقالي للسعي إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع عن طريق التفاوض.

وفي هذا الإطار؛ قال الكاتب الصحافي؛ “فرانسيس بي. سيمبا”، في مقاله بموقع مجلة (أميركان سبكتيتر): بدأت المقاومة لخيارات “ترمب” السياسية من أخطر مكان، وهو (البنتاغون).

ولن يتنازل المجمع الصناعي العسكري الأميركي بسهولة عن سياسة النصر في “أوكرانيا”، حتى لو كان ذلك يعني الاقتراب من حرب شاملة بين “روسيا” وحلف الـ (ناتو).

وصرح “بوتين”؛ في وقتٍ سابق، أن مثل هذا القرار من جانب “الولايات المتحدة” وحلفائها في حلف الـ (ناتو): “لن يعني أقل من المشاركة المباشرة لدول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في الحرب في أوكرانيا”.

ويأتي هذا القرار بالتزامن مع تقرير يُفيّد بأن “ترمب” سيعين قريبًا مبعوث سلام لتسهيل المفاوضات بين “كييف” و”موسكو” لإنهاء الحرب.

يخلق حقائق تصعب المفاوضات..

وذكرت شبكة (سي. إن. إن)؛ أن بعض المسؤولين الأميركيين أعربوا عن مخاوفهم من أن قرار “بايدن” من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الحرب واستنزاف المخزونات المتضائلة بالفعل من هذه الأسلحة بعيدة المدى. وفي الوقت نفسه، قدمت “بريطانيا وفرنسا”؛ صواريخ (كروز ستورم شادو)؛ بمدى (155) ميلاً إلى “أوكرانيا”.

وأضاف الكاتب: “في الواقع، يخلق قرار بايدن حقائق على الأرض قد تجعل من الصعب على ترمب التفاوض على وقف إطلاق النار”.

ولن تسمح الصواريخ طويلة المدى أن تفوز “أوكرانيا” بالحرب، لكنها ستمكن القوات الأوكرانية من إلحاق ضرر أكبر بالقوات والأصول الروسية الموجودة في عمق البلاد. وسيُحدد رد فعل “بوتين” ما إذا كان هذا العمل الاستفزازي سوف يؤدي إلى مزيد من التصعيد وتأخير أي مفاوضات مقترحة من قبل إدارة “ترمب” القادمة.

“أميركا” تُشارك في الحرب..

لماذا هذا القرار الاستفزازي ؟ يتساءل الكاتب ويقول: “إن مدى الصواريخ يبلغ: (190) ميلًا، مما يعني أنها يمكن أن تصل إلى كورسك وفورونيغ وروستوف. وينطوي نظام تحديد المواقع العالمي لصواريخ (أتاكمز) الأميركية على استخدام الأقمار الاصطناعية الأميركية، أي لا يمكن إطلاق الصواريخ دون مشاركة الجيش الأميركي”.

وكما أشار الصحافي؛ “كريستوفر كالدويل”، مؤخرًا، فإن استخدام مثل هذه الأنظمة من شأنه أن يُشكل: “عملًا حربيًا مميتًا من صناعة أميركا بشكل لا لبس فيه”، وهو ما يُعدّ: “تصعيدًاً متهورًا” للحرب.

وأضاف “كالدويل” أن هذا القرار، الذي اتخذه رئيس يعترف حتى الديمقراطيون بأنه يُعاني من تدهور إدراكي، يجعل “الولايات المتحدة”: “أقرب إلى المشاركة النشطة” في الحرب.

خطوة نحو بداية حرب عالمية ثالثة..

وحذر رئيس مجلس (الدوما) الروسي؛ من أنه إذا زودت “الولايات المتحدة” و”حلف شمال الأطلسي”؛ “أوكرانيا”، بصواريخ بعيدة المدى، فإن “روسيا” ستستخدم: “أسلحة أكثر قوة وتدميرًا”. وحذر أحد أعضاء لجنة الشؤون الدولية في “مجلس الشيوخ” الروسي من أن قرار “بايدن”: “يُعدّ خطوة كبيرة نحو بداية الحرب العالمية الثالثة”.

وأضاف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في “مجلس النواب” الروسي: “ستؤدي الضربات بالصواريخ الأميركية في عمق المناطق الروسية حتمًا إلى تصعيد خطير، مما يُهدّد بالتسبب بعواقب أكثر خطورة”.

ورُغم أن مسألة السماح لـ”أوكرانيا” باستخدام صواريخ (أتاكمز) كانت محل نقاش لعدة أشهر من قِبل إدارة “بايدن”، فإن توقيت هذا الإعلان يأتي في لحظة غريبة، قبل شهرين فقط من تولي إدارة “ترمب” السلطة.

ونُقل عن “دونالد ترمب الابن” على وسائل التواصل الاجتماعي قوله: “يبدو أن المجمع الصناعي العسكري يُريد التأكد من بدء الحرب العالمية الثالثة قبل أن تتاح لوالدي فرصة خلق السلام وإنقاذ الأرواح”.

وكتبت عضو الكونغرس؛ “مارغوري تايلور غرين”، وهي حليفة قوية لـ”ترمب” في “الكونغرس”، على موقع (إكس): “يُحاول جو بايدن؛ وهو في طريقه لمغادرة منصبه، بدء حرب عالمية ثالثة من خلال السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية طويلة المدى في روسيا.. كفى من هذه القرارات، وعليه أن يتوقف”.

كما كتب “ديفيد ساكس”؛ على موقع (إكس) أن قرار “بايدن”: “سيؤدي إلى تصعيد هائل” للحرب وسيُسلم “ترمب” أسوأ وضع ممكن.

وأضاف “تشارلي كيرك”: “بايدن يُحاول بدء الحرب العالمية الثالثة. هذا عمل مرضي ومجنون تمامًا… تخيل لو أمدت روسيا إحدى الدول بصواريخ لإطلاقها على أميركا”.

ولفت الكاتب النظر إلى أنه منذ أول قرار لتوسيع الـ (ناتو)؛ في أواخر التسعينيات، تجاهلت “الولايات المتحدة” وحلف الـ (ناتو) الحساسيات الروسية والتحذيرات الواضحة حول عواقب قراراتهما. إنها قصة حزينة عن انتصار الحرب الباردة الذي أدى إلى الغطرسة ثم المأساة، على حد وصف الكاتب.

واختتم الكاتب مقاله؛ بالقول إن قرار “بايدن” بتصعيد حرب “أوكرانيا” بشكلٍ أكبر قد يُفرض المزيد من الضغوط على “روسيا”. ولكن يبدو أن “روسيا” تنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها محاولة أخيرة من جانب المجمع الصناعي العسكري الأميركي لتقويض قدرة “دونالد ترمب” على التفاوض لإنهاء هذا الصراع المأساوي، واعتمادًا على رد فعل “بوتين”، قد تؤدي هذه الخطوة إلى حرب أوسع نطاقًا وأكثر خطورة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة