………. ما هو اتجاه التحالف الوطني ؟!
عندما نتحدث عن المنظومة السياسية العلوية، يلازم ذلك الحديث عن (التحالف الوطني).. باعتبارهم يدعون الانتماء الى هذا التوجه (العلوي).. ويستثمروه سياسيا وانتخابيا..
ويفترض ان نضعهم تحت المجهر.. لنقييم اطروحاتهم.. وهل هم صادقون، يؤمنون بولاية الامام علي (ع).. وينظرون له ويطبقون مفاهيمه؟
ام هم ممن يرتبط بالعنوان عاطفيا؟ لكنه يطبق اتجاه اخر، يراه مناسبا ..
ام هم حزب انتهازي، يستخدم هذا العنوان المقدس لاجل استغفال الشيعة، وانتهاز الفرصة لسرقة الاموال العامة، وتحويلها الى بيروت او لبنان او لندن؟
ام هم مجموعة ممن ارسلتهم المخابرات الاجنبية لغرض استخدام العنوان المقدس بشكل خاطيء ومقلوب، لاجل تشويه سمعة الامام (ع) والانتقام من (الشيعة) و (التشيع)..؟!
ومن الصعب ان نحكم على التحالف الوطني، لانه يتكون من اكثر من اتجاه، ويمكن استقراء الاتجاه الاجمالي، بواسطة مكوناته، ثم الحكم عليه..
وهذا يعني ان ندرس موقف مكونات التحالف من قضية الطبقية، و سلطة الشعب، لنطابق الواقع التحالفي مع الانموذج العلوي، وينقدح السؤال التالي: هل الحكم العلوي شعبي؟ ام طبقي؟
ولا يخفى على القارئ اللبيب، ان الادلة والشواهد، تدعم شعبوية الحكم العلوي، بل صار متسالما عليه، ان الحكم العلوي ضد الطبقية، الى درجة ادعاء اصحاب (الماركسية) ان الامام اشتراكي الاتجاه، في اكثر من مكان وزمان..
ومن النكات .. ما قاله الشاعر (النواب) واصفا الامام عليه السلام:
لو جُئتَ اليومَ لحاربكَ الداعونَ إليــك…. وسـَمـٌوكَ شيوعيــــــا
ويتضح المفهوم اكثر، اي معارضة الامام للطبقية، بما سبقها من الابيات وهي:
مازالَ أبو سفيانَ بلحيتهِ الصفراء
يؤلٌبُ بإسم اللاٌت العصبيـٌات القبليـــٌه
مازالتْ شورى التُجــار ترى عثمــانَ خليفتـها
وتـَـراك زعيــم السوقيــٌه
لو جُئتَ اليومَ لحاربكَ الداعونَ إليــك
وسـَمـٌوكَ شيوعيــــــا
………
والسؤال هنا، ما موقف مكونات التحالف من الشعب؟ هل هو موقف شعبوي؟ ام نخبوي؟ ام منحاز للطبقة الوسطى؟ ام طبقي من نوع اخر؟
ما هو موقف المجلس؟ وما هو موقف التيار الصدري من الطبقية؟ وما هو موقف القانون والدعوة وغيرها؟
………… ما هو موقف المجلس من الطبقية؟
اما عن موقف المجلس الاعلى، معبرا عن نفسه بكتلة (المواطن).. فقد بين وبشكل واضح وصريح عن موقفه في برنامجه الانتخابي، وهو الاصطفاف الى جانب الطبقة الوسطى.. وقد عبروا عن ذلك دون تردد..
واذا حاولنا مطابقة العنوان العام للكتلة (المواطن) مع المضمون، قد ينتج ان المواطنين هم الطبقة الوسطى، وليس هم الفرد العادي، وهذا يحتاج توضيح من قبل الكتلة..
وقد يفسر ذلك، اي سبب اتخاذ الكتلة لهذا الموقف امور منها:
اولا: ان اعداد البرنامج، يعكس ذوق الاستاذ صولاغ، وله توجه اقتصادي، مالي، وعنده هاجس مضغوط من قبل البنك الدولي، المعبر عن وجهة النظر الامريكية، الداعمة للطبقية، دون الالتفات الى ما يلازم ذلك من تناقضات عقائدية (اسلامية وشيعية)..
ثانيا: لم يتم مراجعة البرنامج، عقائديا، باعتباره خطوة سياسية، مرحلية.. وغير ذلك من المبررات الممكنة.
الا ان الذوق الاجمالي للمجلس الاعلى هو (النخبوي).. وليس (الشعبوي)
………… ما هو موقف التيار الصدري من الطبقية؟
اما عن التيار الصدري، ويمكن تحليله الى ثلاث مكونات هي:
اولا: موقف المنظومة الفكرية والنظرية
ثانيا: موقف القائد للتيار
ثالثا: موقف القواعد الشعبية
ويمكن القول ان الموقف النظري، والفعلي للقائد، السيد مقتدى الصدر، وما دار حوله، ولازمه، هو رفض الطبقية، وهو ذو اتجاه شعبوي.
اما عن واقع التيار، فانه تيار شعبي، خال من الطبقية، الا ما تبلور، عرضا، وهو موجود حاليا، بسبب الممارسة السياسية، وما لازمها، من دخول شوائب انتهازية، تحاول تشكيل طبقة متحكمة لمصالح شخصية، وهي ، عموما، معرضة للطرد اوالانقراض، بسبب ضغط القائد، ورفض القواعد الشعبية لها، باعتبارها نموا سرطانيا، في جسم التيار، و جسما غريبا، اخترق التيار الشعبي، في ظروف معينة..
ويمكن الجزم ان المنظومة الفكرية الصدرية، رافضة للطبقية، ومنطلقة من مباديء المساواة، ومنحازة للشعب. اما التمايز على اساس (التقوى) ، او ما يطلق عليه بمصلح (الجماعة الخاصة).. فانه لا ينتج طبقة متخمة مرفهة، متعالية، بل بالعكس، انه ينتج ادوات خدمة للشعب، دابة او عدد من الدواب، الزهاد، المتواضعين، وهذا يخدم الاتجاه الشعبوي..
قال تعالى : وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ .. سورة النمل الآية 82.
وقد صرح السيد مقتدى الصدر، علنا، بسلطة الشعب، وخاصة في مؤتمره الاخير، الى الشعب، بتاريخ 26 / نيسان/ 2014،وهو يعبر، بشكل دوري، عن هذا التوجه، في بياناته، وحركيته، وخاصة مصطلح المظلوم، وقد يفهم منه: ان المظلوم هو الشعب..!!
اما الجماعات الاخرى في التحالف، اجمالا، هم ذو توجه طبقي حزبي، ويتعارض تماما مع المبادي العلوية.
واذا تم تقييم اداء التحالف، بناءا على حكم ال 10 سنوات الماضية، او سنوات الفشل الثمان الاخيرة، التي عانى فيها الشعب من فقدان الخدمات، وعانى من التخريب الحكومي المتعمد للحصة الغذائية، وشهد العراق تاسيس طبقات من الاغنياء والفاسدين، على حساب اموال الشعب.. والى غير ذلك، مما جعل التحالف في صف المحاربين للامام علي (عليه السلام).. واقعا، لانه الامام علي (ع) هو ذلك الانموذج الحاكم الذي افنى وجوده خدمة للشعب والفقراء..
وقد تواتر، موقفا عظيما له (ع) مع اخيه عقيل، سائلا اياه ان يعطيه حصة اضافية من اموال الدولة، فما كان من الرئيس (ع) الا ان سئل اخاه ان يبسط يده فظن عقيلٌ ان عليا سيملؤها ذهبا وفضة, الا ان عليا وضع في يد اخيه جمرة، صرخ من حرارتها ، فأجابه علي ٌ (ع) :
“اتريدني ان أخون الله ورسوله والمسلمين الذين ائتمنوني على أموالهم.. فأمنحك ما لا تستحق؟”.
ويبقى السؤال، هل سيكرر التحالف الفشل، والخطأ، وكأنه يشن الحرب ضد منهج الامام (ع)..؟
ام سينتقل من صف اعداء الامام الى صف الامام .. ويخدم الشعب في السنوات القادمة؟؟