لاحظت بعض المنشورات التي تروح لتفسير موقف حزب الله ومحور المقاومة الإسلامية من الاتفاق الموقع لوقف اطلاق النار في جنوب لبنان.
المثير حقا ان احد أصحاب هذه المقالات قد قارن بين شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين قيادة حزب الله ومحور المقاومة الإسلامية.. في التشخيص وتبيان المواقف ما بين معركة بدر واحد وصلح الحديبية.. وبين الموقف الحالي في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان الدولة والعدو الصهيوني.
معضلة الكثير ممن يحملون هذا النمط من الخطاب بمفهومي البيعة والتقليد للاسلام السياسي.. يتعرى امام مغانم الدنيا التي سرعان ما تكتشف.. وسبق وان ذكرت في مقال سابق ان قيادات الثورة الصينية او الفيتامية كانوا ياكلون من قدر واحد مع ابسط مقاتل.. بلا قصور ولا سرقات مليارية!!
واذا كان لابد من استذكار الأولين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه أجمعين.. فتلك مقارنة في متوالية غير منتهية لا يمكن لأي طرف الادعاء بأنهم من اهل صفوف بشرت بالجنة في عالم اليوم.
نعم هناك طرفي معادلة بين الحق والباطل لكنها تبقى معادلة نسبية.. من خلالها يمكن التقرب في التحليل والخطاب مما يمكن أن نحتذي به في عالم اليوم بذلك العهد المبكر لنور الإسلام في زمن الرسول الاعظم.. فهل حاول هذا البعض ممن يستخدم هذه المقاربة قياس نظافة ذات اليد بين واقع اليوم عند القيادات العليا في الدنيا وبين تلك الشخوص التي اشترت الآخرة قبل الدنيا؟؟
ثم كيف يمكن توصيف ردود أفعال غير متوفرة في صخب تضارب النسخ بين كتب التفسير لوصف هذا الصحابي الجليل او ذاك بوصف (المرجفين) ما القياس الذي يصدره مثل هكذا مقال فقط لاثبات صحة موقف قيادة محور المقاومة الإسلامية وان أسقط فيه الحيف على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
واقع الحال دنيا اليوم تختلف عن وقائع التبشير بالاسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. كذلك تختلف قيادات إدارة المحور الإسلامي فالكثير والكثير جدا جدا منهم انما يشتري الدنيا ويقدم مقاتليه بعنوان الجهاد في سبيل الله من أجل الآخرة في جاهلية تتجدد!!
وفق هذا المنظور.. أكرر السؤال للمرجعيات الدينية العليا في النصح والإرشاد.. لتلك النخب الواعية من أجل ادراك صناعة المحتوى المعرفي السلوكي داخل قيادات إدارة أحزاب الإسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد لاسيما في محور المقاومة الإسلامية.. واقول نعم يربح البيع عندما يكون خالصا لله جل جلاله.. ويفسد البيع في مفاسد المحاصصة وامراء عوائل أحزاب متضاربة على حافة هاوية ردود أفعال ثورة الجباع الرافضة لمفاسد المحاصصة التي بات وقوفها تحت مظلة النصح والإرشاد للمرجعيات الدينية لا يقدم ولا يؤخر في إظهار حقيقة مفاسد المحاصصة والمكونات.
اما قرارات الحرب والسلام.. فما هو واقع اليوم.. لا يمكن مقارنته بما حصل في زمن رسوال الله. فلكل زمان أوانه ولكل واقع مكياله والعاقبة للمنتصر في حرب سجال طويت صفحة منها ولكن لم تنته ولن تنته الا بحل مصيري للقضية الفلسطينية. ولله في خلقه شؤون!!!