رأيت صاحبي متألما , فقلت أي المواجع تؤلمك قال ما أراه اليوم من طعنات طائفية التي أخشى أن تكون مقدمات لحرب أهلية بين افراد الشعب العراقي , قلت لا شك انه موجع قاس , ولكن هذه الطعنات ليست أهلية حتى تكون حربا بهذا الحجم بل هي من صنع الساسة الذين رأوا إن لا مقبولية شعبية لهم بعد أن كره الناس الأحزاب والانتخابات والديمقراطية والشفافية الكذابة طيلة 11 عام , وما ذاقوا من ويلاتها ورأوا ان العاطفة الدينية قوية لدى هذا الشعب فراحوا يلعبون لعبة الطائفية إن الحرب الأهلية أو الطائفية فلن تكون , قال صاحبي وعلى أي شئ استندت في هذا , قلت انظر الى عمق التاريخ واعتبر , هل تجد حربا أهلية أو حتى فواصل طائفية , قال نظرت فوجدت إن مظاهر الطائفية تجاوزت وقست حتى سوي مرقد الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالأرض وجامع أبي حنيفة رحمه الله والشيخ عبد القادروأصبحا مربط خيل الغزاة , ولكني وجدت أن من فعل هذا آت من الشرق أو من الشمال الشرقي وليس من أبناء الوطن , فإذا زال احتلاله زالت مظاهره الطائفية وعاد الشعب موحدا واختفت تلك الروح البغيضة , قلت لقد أجابك التاريخ وصدقك وحدثك بما هو حقيقة ينبغي أن ننتبه إليها , وان نستخلص منها إن مظاهر الطائفية حين أطلت برأسها , أطلت من خلال الغرباء الغزاة وأطلت من خلال القادة السياسيين وليس من الشعب , ولا يفوتنا ان ننحى باللائمة على من ركب الموجة لتحقيق إغراض وصولية وليس لهم من التدين او المذهب شئ , وهذا ما حدث ويحدث اليوم على الساحة العراقية بعد فشل الاقتتال الطائفي بين المكونات العراقية والتي درات رحاها امريكا بمساعدة ايران عام 2005 – 2006 , بعد تفجير المرقدين العسكريين الشريفين الامامين الحسن العسكري وعلي الهادي عليهم السلام في مدينة سامراء التاريخية , اليوم تجد قوى الشر نفسها تعمل من جديد لاشعال الفتنة والاقتتال الحديث الصراع السني – السني في المناطق الغربية , والطرف الاخر شيعي – شيعي وهذا ما لاحظه المواطن قبل وبعد الانتخابات البرلمانية في المناطق الجنوبية , وعلى العاقل في هذا البلد أن يعي جيدا لما يحيط به وبما يراد به وان الوطن والمواطن اغلى من الدخلاء أصحاب الرايات الطائفية أو أصحاب الأغراض الوصولية لإرضاء الجارة إيران قلت لصاحبي ، لا تقلق هناك موانع , لان أبناء العراق يشاركون في الحفاظ عليها في الوقت الذي تنادي كل الأصوات الخيرة في هذا البلد من أبناء الشعب الى وحدة العراق ونبذ الطائفية وتنادت أبناء العشائر العراقية العربية بوجه خاص إمام المد الإيراني في المناطق التي تجاور العراق من الحدود الشرقية ومن المحافظات الجنوبية وتصدى لهم شيعة اهل البيت الكرام اولا وانا سني , وكذلك تدخل اللوبي الإيراني في مفاصل بعض محافظات الجنوب التي باتت تشكو الان من الاحتلال الإيراني ، ومن هنا نحب ان نقول وعليهم إن يعرفوا ونقولها للتاريخ ومن موقع المسؤولية الإعلامية والصحفية والوطنية بأننا لم ولن نفرط ولن نسمح بان تكون ارض العراق العزيز العظيم مسرحا لصراعات الدول الإقليمية والمؤامرات الأجنبية , ولن نسمح بان تكون مناطق مدن العراق ارض للصراعات الطائفية والمذهبية ونحن أبناء العراق نحذر من يريد ان يبيع ويشتري بمؤامرات وخيانات خبيثة وسيأتي اليوم الذي نكشف فيه هذه الإطراف ، وأننا نقولها بصوت عال مدو لكي يعرفها العدو قبل الصديق أو من يريد ان يتجاوز على حديقة العراق ستقطع يده قبل أن نقلم أشجارها وسنسقيها بدماء أبنائها ونحرسها بعيوننا نحن ابناء البلد من السنة العرب والشيعة العرب والاكراد وجميع الاقليات والاديان الاخرى من شعبنا الرائع , وان حدود بلدنا خط احمر وستكون مقبرة لكل من تسول له نفسه ، وستكون تلك الخطوة هي الأخطرعلى مستوى الصراعات الداخلية لا سامح الله , وفي الوقت نفسه نهمس في اذن الخونه العملاء الذين دخلوا البلاد بعد الاحتلال ان لا تنجرف هذه الخطوة وهذا المشروع ضمن الخطة الجديدة للعراق الجديد , وان الدستور والقانون وإرادة شعبنا وقبل كل هذا ان الله معنا فان للعراق خارطة وحدود علينا أن نحافظ عليها ومن هنا نطالب ونؤشربمبضعٍ ناعم وطريقٍ جديد على كل الخطوات التي مر بها أجدادنا الكبار العظام منذ فجر التاريخ .