25 نوفمبر، 2024 8:43 ص
Search
Close this search box.

تشابه الصفات الشخصية بين علاقة الأفراد والعلاقات الدولية

تشابه الصفات الشخصية بين علاقة الأفراد والعلاقات الدولية

لست بالخب ولا الخب يخدعني:
إرضاء المخطئين ليس سياسة أو ذكاء وحصافة، وإنما هو رقاعة في السوء ونفاق في السلوك فلا تحسبن سكوتك على خطأ يجلب لك منفعة وإنما هو يدمر كينونتك…. لانه يضيع فرص للصالحين والبلد والناس أجمعين، قد تكسب ما تظنه مصلحة أو تكريم لست مستحقا له لكنك خسرت ولا يحصى ما خسرت، أمام الشخصيات المريضة.
شخصية ذات تفكير مريض يقود عقلية مريضة تتعامل مع الناس بأحد السلوكيات الدالة على مرض النفس أيضا لنكون أمام شخصية قبيحة، من الحسد، ومحاولة استغلال الآخرين فيقتلوا المروءة، تعرفهم من التفاتاتهم وتقدمهم نحو الأهداف ومواقفهم من الحق، فلا ينتفض لظلم غير ظلمه فان خاصم فجر، وابعد ما يكون عن إنصاف إنسان.
وشخصية صاحبها يتجاهل ضررك رغم انه من صنعه بالتظاهر بالكرم وكأنه لم يقصد أذيتك، لا يرى خطأه أو يحسب أن ما يفعله معك من مصلحته، سلوك فج لا يدل على رفعة وتجده سعيدا عندما تسلكه أنانية طبعه فان غضبت ابدى العجب لغضبك فهو لم يفعل الخطأ حين استجاب لمرض نفسه ففي عقليته ونفسيته تطابق فلم يفعل إلا إبراز قباحة شخصيته المؤذية وهذا تمام القناعة عنده، فأذيتك يراها عمل في مجرى الحياة دفاعا عن النفس ويعجب أن رآك متسامحا مع غيره، وأما تسامحك معه فيظنه نجاحا لانه خدعك واستغلك لمصلحته.
وشخصية لا يهمها أن تكون ناجحا أو متفوقا ولكن إن كان الخيار بينكما عندها تظهر الوسائل الشريرة واستغلال ما تبلور من علاقتكما إن لزم الأمر.
قد لا تكون هذه الصفات مقسومة متبادلة وليست صفة ثابتة بهذه المواصفات وستجد أن الكراهية بينها واضحة في الغالب تصطدم هذه الشخصيات إن اجتمعت إلا إن كانت من تهتم لذاتها بان تكون يوما ما مصلحة في أحد تلك الشخصيات التي تعالجها، وقد ترفض سلوكا ما لكن لا تجد أبدا انه يستحق أن تثلم علاقتها مع أي من تلك الشخصيات، حتى أحيانا لا تثأر لذاتها رغم الكراهية والحقد في الداخل.
الانتباه لمثل هذه الشخصيات ومحاصرتها وعزلها مهم على الصعيد الشخصي والوطني، فهي عدمية لا يحس الإنسان القريب منها بمدى أذاها إلا إذا قاطعها وافترق عنها، ولا يظهر تأثيرها على البلد إلا عندما تبعد عن مركز القرار، فهذه الشخصيات حزمها لنفسها متملقة لمن هو اعلى منها لهذا تتقدم في المناصب فان وصلت تخلت، كما أنها طاردة للطاقات لان الطاقات تفوقها حضورا وقدرة على استيعاب وحل مشاكل المؤسسات فتكون في مكان تعتبره هذه الشخصيات غاية بينما يعتبره الكفؤ وسيلة، وقد يتخلى هذا الكفؤ عن مكانه لها بحكم انه ليس مهتما بأكثر من تحقيق رؤيته وقد يحققها (صديقه) الذي امله تلك المكانة في المؤسسة، وهنا تكمن الخطورة فبأول خلاف سيحصل تستطيع تلك الشخصية المريضة إزاحة هذا عن عمله كإجراء طبيعي جدا متناسبا مع ثورة المرض النفسي التي تكون عادة منتجة للخبث ومتهمة المقابل بصفات قد تكون من سلوكياتها هي.
من لم يك صانعا للخبث والأذى فلا ينبغي أن يتسامح معه أو يستجيب للمرضى تمشية حال لان في هذا نهايته هو وأضرار ببلده ومؤسسات العمل التي يعمل لابها ولها تأثير مصيري على استقرار الكوادر وفاعليتها والمناسب منها، لان هذا النوع من المرضى يجيدون الدفاع عن أنفسهم إجادتهم في أذية الغير بينما الإنسان العامل والنخب العلمية الراقية والمثقفة غالبا لا تجيد الدفاع عن نفسها أو تفكر بوجود السوء لهذا تسقط في الحفر وهي تنظر إلى ابعد من قدميها، فان لم تك خبا فلا تدع الخب يخدعك.
قتلة الطاقات:
ومن قتلة الطاقات أناس جبناء عبيد لمصالحهم يتفاخرون بمواقفهم الوهمية وهم لا مواقف لهم لما حووا من صفات، عادة يقدمون لأنهم ليسوا خطرين أمام دهاء الشخصية القبيحة، وممكن قمعهم بكلمة أو تهديد أو تلويح بضرر لمصلحة ما، رغم أن تلك الشخصيات القبيحة ضعيفة أمامهم واقعا لانها لو تقدر أن تأذيهم لما هددتهم أصلا، وممكن أن يفرضوا رأيهم ويصلحوا مؤسساتهم ومصالحهم في نفس الوقت لكنهم جبناء.
الأنا، الشخص الواحد المتفوق الواحد، وهذه الفردانية في ثقافتنا العامة تجعل الإنصاف غائبا وتضعف أصحاب الحق والرؤية، لأنهم يخشون ألاّ يكونوا الأوحد أو الأول ولا يجيدون العمل بروح الفريق، هذا مرض اجتماعي متأصل نحتاج أن نتغلب عليه.
الدول وتلك الأمراض:
الدول تعبير عن الأفراد، فهنالك الحاسد الذي يستكثر عليك ما عندك، ويحس بالنقص أمامك رغم تمكينك كأي شخصية من التي وصفناها فيحاول أن يبتزك ويؤذيك ليقنع نفسه انه الأفضل، وهنالك من تراه قريبا عندما تكون مصلحته عندك فان زالت أو احتمل خسارة تخلى عنك، وهنالك من يهددك لانه لا يستطيع أذيتك فعلا أو لإبقائك تحت الخوف الوهمي.
الدول كالأشخاص والقادة أفراد، وينطبق على الدول ما ينطبق على الأفراد من آثار لهذا لابد من التخطيط وإدارة الواقع فان لم أك خبا فلا ادع الخب يخدعني.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات